كيفية التخلص من وساوس الطلاق

2007-07-18 13:15:16 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أريد استشارة بخصوص الوسواس بالطلاق، خاصة الوسواس القهري، كيف يتكون هذا الوسواس؟ وهل هو ندم أو صراع؟ وهل الأدوية لا تنفع؟!

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمال حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فسؤالك غير واضح بالكلية، ولكن إن شاء الله سوف أحاول وأجتهد بقدر المستطاع، والذي فهمته منه أنك تود أن تعرف عن الأشخاص الذين تأتيهم نية أو فكرة أو كلمة الطلاق كفكرة وسواسية، أو يعتقد أنه قد أوقع الطلاق دون أن يكون ذلك قد حدث، والوساوس بصفة عامة هي فكرة أو مخاوف أو شكوك أو ظنون أو قول أو أفعال تكون فارضة نفسها على الإنسان ويؤمن بسخفها وعدم حقيقتها، ولكنه لا يستطيع أن يبعدها عنه أو يرفضها؛ لأنه إذا حاول ذلك فإنه سوف يحس بالقلق.

وقد عرضت علي الكثير من حالات وساوس الطلاق، فهناك من تأتيه الفكرة أنه يريد أن يوقع الطلاق أو أن الطلاق أصبح على حافة شفتيه وأوشك لسانه أن ينطق به، وهناك من يعتقد أنه قد نطق به، فهذا هو نوع الوساوس التي أشاهدها أو قمت بفحص بعض الإخوة الذين يعانون منها.

وهذه الأفكار هي أفكار سخيفة، وقد أفاد العلماء الأجلاء أن هذه الوساوس لا يؤخذ بها أبداً، ولا يعتبر الطلاق واقعاً في هذه الحالة، وقد استفسرت من الإخوة العلماء والمشايخ الذين أحسن بهم الظن وأفادوني أن الشخص الموسوس بالطلاق لا يقع طلاقه إلا إذا قام بكتابة ورقة الطلاق، وحتى في هذه الحالة يجب أن يستفتح ويستفسر منه وأن يوضح رأيه، إذن الأمر فيه سعة كبيرة جداً من الناحية الشرعية.

وأما بالنسبة لعلاج هذه الحالة فالوساوس بصفة عامة لا تعرف أسبابها، ولكن هناك بعض النظريات وهنالك من يعتقد أن الجانب الوراثي يلعب دوراً فيها، وهناك من يعتقد أن التنشئة والتربية قد تكون لعبت دوراً فيها، وهناك نظرية قوية ومعتبرة وهي أن الأفكار أو الأفعال القهرية تأتي من اختلال في بعض الموصلات العصبية وهي جزء من كيمياء الدماغ، وعموماً فإن الوساوس الآن تعالج أولاً بأن يستعيذ الإنسان بالله منها، فهذا أمر ضروري.

ثانياً: على الإنسان أن يحقرها وأن لا يتبعها، ومن تأتيه هذه الفكرة يجب أن يقول مباشرة: هذه فكرة حقيرة، وهذه فكرة رديئة ولن أتبعها، وهذه فكرة وسواسية، ومن تأتيه هذه الفكرة أيضاً يمكن أن يربطها بتفاعلٍ مخالف حين تأتيه الفكرة أو يحاول أن يستجلب الفكرة وبعد ذلك يضرب بيديه على جسم صلب بقوة وشدة حتى يحس بالألم الشديد، اقتران الألم بالفكرة أو الفعل الوسواسي يؤدي إلى إضعافه، وهذا بالطبع لابد أن يكرر، أن تكرر مثل هذه التمارين لفترة طويلة.

وتأتي بعد ذلك العلاجات الدوائية، والحمد لله توجد الآن أدوية فعالة وممتازة جداً لعلاج الوساوس القهرية، وأفضلها الدواء الذي يعرف باسم بروزاك، ودواء آخر يعرف باسم فافرين، وأنا في بعض الحالات الشديدة أعطي الدواءين مع بعضهما البعض، يبدأ الإنسان بأن يتناول كبسولة واحدة من البروزاك في الصباح بجرعة 20 مليجرام، ويفضل أن يتناوله الإنسان بعد الأكل، وفي المساء يتناول 50 مليجراماً من الفافرين أيضاً يفضل أن تكون بعد الأكل، وبعد أسبوعين من هذه البداية، يستمر على نفس البروزاك على نفس الجرعة وهي كبسولة واحدة ولكن يرفع جرعة الفافرين إلى 100 مليجرام، تكون 100 مليجرام، ويستمر عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك إذا لم يحدث أي نوع من التحسن، يمكن أن يرفع البروزاك إلى كبسولتين أو يترك البروزاك كبسولة واحدة ويرفع الفافرين إلى 200 مليجرام، وكلاهما صحيح.

والفرق بين البروزاك والفافرين أن الفافرين ربما يؤدي إلى استرخاء ونعاس وشعور بالنعاس البسيط، فالشخص الذي لديه صعوبة في النوم ربما يكون الأفضل له أن يتناول 200 مليجرام من الفافرين، وكبسولة واحدة من البروزاك، وأما الذي لا يعاني من صعوبة في النوم فمن الأفضل أن يجعل البروزاك كبسولتين والفافرين 100 مليجرام فقط ليلاً، وأيّاً كانت الجرعة يجب أن يستمر الإنسان على هذه الجرعة الكاملة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يبدأ في التخفيض، والتخفيض هو أن يسحب من الفافرين 50 مليجراماً كل شهر، ويسحب من البروزاك كبسولة واحدة كل شهر أيضاً.

إذن أخي اتباع هذه الإرشادات بإذن الله تعالى مع تناول هذا الدواء سوف يزيل هذه الوساوس أيضاً، وأنا حقيقة أنصح أيضاً أن يجلس الإخوة الذين يعانون من مثل هذه الحالات مع الإخوة العلماء الأفاضل من أصحاب المعرفة، وقطعاً رأيهم إن شاء الله لا يختلف كثيراً عن الرأي الذي ذكرناه.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net