ما سبب الشعور بعدم الوجود وعدم الانتماء إلى هذا العالم؟

2007-09-06 23:22:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شاب عمري 23 عاماً، وقد عانيت كثيراً، وبعد المتابعة لمدة سبع سنوات في المستشفيات الحكومية بالقاهرة، وبعد تعدد التشخيصات وصلت في النهاية إلى التشخيص الصحيح الذي فسر لي كل شيء كنت أشعر به دائماً، حيث كنت أشعر بأني لا أنتمي إلى هذا العالم، وكنت دائماً أشعر أني لا أتذكر الكثير عني وعن الآخرين، وكنت دائماً أشعر أني لست موجوداً، وكنت عندما أتحدث مع أي شخص أشعر أن ملامحي تتغير إلى الأسوء مرة وإلى الأحسن مرة أخرى، وظللت أعاني من ذلك عدة سنوات، وكنت أتصور أن كل البشر يعانون مثلي، وبعد تلك المعاناة توصلت دكتورة في المستشفى إلى التشخيص وهو (Dissociative identity disorder).

وبعد ذلك تم عقد محاضرة في الجامعة، وقامت بها أستاذة في الجامعة لشرح الحالة، وفي هذا الوقت تأكدت من ندرة الحالة، ونصحني الأطباء بدون أدنى اهتمام بأدوية باسم (Olapex tegretol)، واستمررت عليها منذ شهرين، ولكنني لم أشعر بتحسن كبير.

والآن أتمنى منكم مساعدتي بالمعلومات كافية عن المرض، وهل من الممكن أن أتقدم لبعض الأماكن التي يمكنني العلاج فيها؟ علماً بأني غير قادر على ثمن الدواء لأنني لا أعمل، وهل سوف تزيد الأعراض مع مرور العمر؟ وكيف أتكيف مع الأعراض المميتة؟!

وجزاكم الله كل خير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذه الأعراض التي وصفت في رسالتك تناسب التشخيص المذكور بدرجة كبيرة، ولكن لابد أن أؤكد لك أن مثل هذه التشخيصات لا يتفق معها الكثير من أطباء النفس، حيث أن الضوابط التشخيصية غير واضحة المعالم بصورة محددة.

والأدوية التي تعطى في مثل هذه الحالات هي الأدوية المنظمة لكهرباء الدماغ والمزاج مثل عقار تجرتول الذي وصف لك، ولكن الأدوية المضادة للقلق وجد أنها تفيد أيضاً.

ونصيحتي لك هي أن تتناول عقار موتيفال بجرعة حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة واحدة مساءً لمدة شهرين، وهذا الدواء مفيد بإذن الله تعالى كما أنه زهيد الثمن.

وبجانب العلاج الدوائي سيكون من المفيد لك أيضاً أن تجري جلسات نفسية كلامية وتحليلية مع أحد الأخصائين النفسيين، ويمكنك الوصول إليهم في المستشفيات الحكومية بمصر خاصة المستشفيات الجامعية.

ويعرف عن اضطراب الشخصية خاصة من هذا النوع أنه يختفي بمرور الأيام، وأما طرق التكيف فهي الإصرار وتكرار أفكار مخالفة لما تعاني منه الآن، وأن تضع جدولاً يومياً تحدد فيه نشاطاتك وتكون هذه النشاطات هي من متوسط ما يقوم به الناس في مجتمعك مع ضرورة الالتزام بهذه البرامج اليومية، ويمكن أن تحتوي هذه البرامج على شيء من القراءة والراحة وممارسة الرياضة والحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد والتواصل الاجتماعي وهكذا. نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net