ما هو الرد على الشبهة التي تزعم عبادة المسلمين للكعبة بسبب صلاتهم إليها وطوافهم بها؟

2007-09-09 12:34:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

منذ فترة قال أحد المشرعين الأمريكان أننا نحن المسلمين لا نعبد الله بل نعبد صنماً -في إشارةٍ إلى الكعبة المشرفة التي نصلي ونحج إليها- فكيف يكون الرد؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن القوم يسيطر عليهم الإحباط من تأثير الإسلام الممتد، ومن إقبال أمم الأرض على الدخول في الدين الحق، وفي مقابل ذلك تُعاني الكنائس من قلة الرواد رغم المغريات والتنازلات التي يقدمها الذين حرفوا أديانهم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الإسلام يكسب في كل يوم قلوباً جديدة في مختلف المستويات، ولا عجب فإنه دين الله الحق الذي تولى الله حفظه، وهو الدين الوحيد الذي لا يُصادم فيه المعقول صحيح المنقول، وهو الدين الوحيد الذي يجيب على كافة التساؤلات الحائرة.

ونحن لا نستغرب ما يقوم به أولئك اليائسون الأشقياء؛ لأن الله يقول في كتابه: ((لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ))[آل عمران:186].

وماذا ننتظر من أولئك السفهاء الذين لم يسلم منهم نبيٌ مرسل؟ بل وصل بهم الجهل والسفه إلى قولهم: ((يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ))[المائدة:64]، فرد عليهم رب العزة والجلال: ((غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ..))[المائدة:64].

وما من مرة يتطاول فيها الأعداء إلا ويندمون على فعلتهم؛ لأن السحر كثيراً ما ينقلب على الساحر، ويخرج الإسلام منتصراً، وقد أحسن من قال:

وإذا أراد الله نشر فضيلةٍ *** طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما كان يعرف طيب عرف العود

وقد حاولوا قبل فترة عمل فيلم مليء بالإساءة للإسلام ولرسوله عليه الصلاة والسلام، فكانت النتيجة أن يُسلم طاقم الفيلم، وأُسقط في أيديهم، وقال الممثلون: آمنا برب العالمين وصدقنا برسوله الأمين.

أما بالنسبة لما ذكره فكلنا يعلم أن الكعبة والحجر الأسود حجر لا يضر ولا ينفع كما قال عمر الذي صحح معاني الاستسلام والانقياد والعبودية في قوله رضي الله عنه: (ولولا أني رأيت رسول الله يقبّلك ما قبلتك).

وليت أولئك الأغبياء أدركوا أننا نطوف بالكعبة ولكننا نعظم ربنا، ونذكر خالقنا، ونشكر إلهنا، وليس الأمر كما يظنه، وهو في الحقيقة يحدِّث عما يختمر في نفسه من الوثنية والطقوس الشيطانية التي يذهبون لأجلها في بعض البلاد الأسيوية بحثاً عن الطمأنينة، وسيظلون محرومين منها حتى يؤمنوا بالله ورسوله ويوحدوا الله ويمجدوه سبحانه.

وقد أسعدني حرصك على الخير، وأفرحتني غيرتك على دينك، وحُق لنا أن نفرح بشبابٍ يفكر بهذه الطريقة، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يوفقك ويسددك.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net