كيفية تعليم البنات مسائل الطهر والحيض ونحوهما؟

2007-10-27 12:47:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

تقبل الله منا ومنكم، وبارك الله جهدكم، وجعله خالصاً لوجهه الكريم، ونفع بكم وجزاكم الله خيراً.
لدي 4 بنات ولله الحمد والمنة، وكنت أود استشارتكم هل من الناحية النفسية يمكنني التحدث مع ابنتي الكبيرة، وإيضاح مسائل الطهر والحيض والنفاس؛ لأنها قاربت على البلوغ، أم أن من الأفضل ترك هذه الأمور للأم - مع كوني أقدر على بيانها - وهل ذلك يوطد علاقتي بابنتي أكثر أم على العكس من ذلك؟

مع العلم أن بناتي قريبات جداً مني معنوياً ونفسياً، وأنا لا أدخر جهداً في إسعادهن، وأيضاً كنت أود منكم مساعدتي في كيفية تصحيح مخارج الحروف عند بناتي، وأعمارهن بين 4 إلى 12عاما؛ وذلك لأن مدارسنا لا تهتم بهذا الأمر، وهل هناك وسائل إيضاحية مثل الاسطوانات يمكنكم إرشادي إليها بهذا الصدد؟ ويا حبذا لو أضفتم شيئاً من هذا في ركن الطفل، فقد بحثت عنه ولم أستدل عليه.

جزاكم الله خيراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdo حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد كرم الله البنات حين جعل ولادته صلى الله عليه وسلم من الإناث، فعلّم الدنيا إكرام البنات، وكرم الإسلام المرأة أماً فجعل الجنة تحت أرجل الأمهات، وكرمها بنتاً وأختاً فجعل الجنة مكاناً لمن أحسن للبنات والأخوات، وأكرمها زوجةً فقال خير الرجال عليه صلاة الكبير المتعال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) ومن عال ثلاث بنات فأدبهن وأحسن إليهن وزوجهن كنا له حجاباً من النار)، ومرحباً بك في موقعك مع إخوانك الذين يسألون الله أن يلهمك رشدك، وأن يدخلك في زمرة الأبرار.

وقد أسعدني في الحقيقة قربك من بناتك واهتمامك بحاجتهن النفسية والمادية، وهذا من المفيد جداً للبنت خلافاً لما يسود في الأذهان؛ لأن الأنثى تحتاج لحماية الأب، ثم لحماية ورعاية الزوج، وهذا جزء مكمل لحاجاتها النفسية، وتتضرر الفتاة إذا لم يوجد في حياتها أب رحيم أو أخ شفيق أو عم كريم أو خال رحيم.

وليس هناك ما يمنع من قيامك بشرح التطورات التي تطرأ على الفتاة عند بلوغها، مع ضرورة إظهار الفرح والسرور ببلوغهن سن الأمومة والتكليف والمسئولية، غير أننا نفضل أن تقوم بهذا الدور الأمهات رفعاً لما قد يحصل من الحرج، ولا مانع من أن تتفق مع الأم إذا كانت موجودة على الطريقة والأسلوب، ونحن في الحقيقة نفضل الأسلوب القصصي والشرح غير المباشر في البداية، ويمكنكم الاستفادة من مناهج التعليم التي تتناول هذه الأشياء على أبواب هذه المرحلة في مادتي الشرعية والعلوم، وذلك عند الحديث عن موجبات الغسل والمسائل المتعلقة بالطهارة، وعند الحديث عن عملية التكاثر والتناسل في علم الأحياء، مع ضرورة الإشارة إلى حكمة الحكيم وعظمة العظيم في حفظ الإنسان وإبقاء النسل في الكائنات الحية، مع ضرورة أن يكون كل ذلك في الإطار الشرعي الذي يتناول القضية بأبعادها جميعاً حتى تتمكن الأنثى من الحفاظ على عفتها، وتدرك الأسلوب الأمثل في التعامل مع أعضائها الخاصة، وأرجو أن أؤكد أهمية أن يكون هذا التعليم مغلفاً وممزوجاً بمشاعر الحب والاهتمام، فإن أفضل المعلومات وأرسخها ما يتلقاها الإنسان عمن يحب .

أما بالنسبة للمخارج الصحيحة للحروف والطرق الصحيحة لتعليمها فالأمر كما قال أستاذنا البروفسور يوسف الخلقة أبو بكر حيث أشار فضيلته إلى جانب الإعجاز في خلق الإنسان؛ وذلك لأن الله سبحانه خلق الإنسان وعلمه البيان، ومنحه حبالا صوتية يستطيع أن ينطق بها أي لغة في العالم، ولكن تلك الحبال قد تكون معطلة لعدم استعمالها، أو لوجود انحرافات في النطق عند الآباء والأمهات، وعلاج ذلك يكون بدراسة صفات الحرف ومخرجه، ثم بكثرة التكرار للحرف الذي فيه إشكال وخلل بعد تحديد المشكلة الصوتية للدارس.

والقضية تبدأ بالسماع الصحيح من الشيخ القارئ، ثم بكثرة التكرار بعد الاستعانة بواهب النطق والعافية، وقد استفاد الدكتور في طريقته من النظريات التربوية التي تقوم على تحديد الأخطاء قبل الشروع في العلاج، ولا يخفى على أمثالكم أن اللغة العربية تأثرت بانتشار الإسلام في بلاد الأعاجم؛ إلا أن حملة اللغة قصروا في الحفاظ عليها ونشرها، ولكن الله حفظها بكتابه وسنة نبيه، ثم بأشعار العرب.

وأسأل الله لك التوفيق.
-----------------------------
ملحوظة:
بالنسبة لطلبك حول تعلم مبادئ التجويد يمكنك زيارة الصفحة التالية:
Http://www.islamweb.net/ramadan/index.php?group=rehab



www.islamweb.net