توجيه لفتاة خطبها شاب ميسور مع علاقة لها بآخر يتهيأ مادياً لخطبتها
2007-11-17 11:24:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلفتني إحدى صديقاتي بعرض مشكلتها عليكم.
قبل سنتين أعجبت صديقتي بشاب متدين وذي أخلاق من عائلتها، فجعلت إحدى رفيقاتها تتصل به وتخبره أن يأتي لخطبتها إن كان يريد ذلك (طبعاً صديقتي تظاهرت أمام الشاب أنها لا تعرف شيئاً عما فعلته رفيقتها).
وافق الشاب وخطب صديقتي فرفضه أهلها؛ لأن مستواه المادي أقل من مستوى ابنتهم، فصديقتي أستاذة، ولكن رغم هذا الرفض ظلت صديقتي على علاقة بالشاب عن طريق الهاتف، كما أنهما كانا يخرجان معاً دون علم أهلها، بعد هذا كله تعلق بها الشاب كثيراً وأخذ يبذل ما في وسعه لتحسين وضعه المادي كي يتقدم لطلب يدها عسى أن يوافق الأهل، ولكن وفي هذه الأثناء تقدم لصديقتي شاب آخر ميسور الحال ومحترم جداً، فرحب به والداها وقبلا به زوجاً لابنتهما.
صديقتي أيضاً لم تخف إعجابها بالشاب، وهي الآن محتارة ولا تدري ماذا تفعل؟ هل تقبل بالشخص الذي ارتضاه والداها أم تنتظر الشاب الآخر الذي تعلق بها ووعدته بأن لا تتزوج غيره وبأن تنتظره إلى حين تحسن وضعه المادي، خاصة أنها من بدأ القصة من أصلها وأنها السبب في تعلقه الشديد بها؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك وبصديقتك في موقعكن، وفي صحبة أشياخ كرام هم لكن بمنزلة الأخ الشفيق والوالد العطوف، وأرجو أن تتسع صدوركن لسماع النصح والالتزام بما تمليه شريعة الله الغراء، وهنيئاً لمن طرق بابها شاب وارتضاه والداها وهو مع ذلك محترم وميسور الحال، وقد أحسن من قال:
ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل
العاقلة لا تتردد في القبول بمن جاء إلى البيوت من أبوابها؛ لأن ذلك دليل على أنه رجل يحترم دينه ويخاف على سمعته ويرغب في تأسيس منزل تغمره الثقة والوضوح والطمأنينة، بخلاف من يرضى أن يسير مع فتاة ويتعرف عليها دون علم أهلها، وأرجو أن تعلمي أن الشيطان الذي جمعكما على مخالفة أمر الله سوف يأتي غداً ليغرس الشكوك، واعلمي أن المقدمات الخاطئة لا يمكن أن توصل إلى النتائج الصحيحة والعواقب السليمة.
لذلك فنحن ننصح صديقتك بالتوبة النصوح أولاً ثم بكتمان أمر تلك العلاقة مع ذلك الشاب، وعليها أن لا تذكر ما حصل لأحد من الناس، وأن تجعل الأمر بينها وبين رب الناس، وأرجو أن تقبل على الخاطب الرسمي الذي ارتضاه أهلها، فإن موافقة الأهل على الخاطب من المبشرات، وهي سبب للإعانة على الوفاء بكافة الحقوق التي جاءت بها الشريعة الإٍسلامية، وقد أسعدني ميلها إلى الخاطب الجديد، أما الوعود التي حصلت بينها وبين ذلك الشاب في الخفاء فإنها لا تستحق الوفاء، بل يجب عليهما التعجيل بالرجوع لرب الأرض والسماء.
نحن بهذه المناسبة ننصح لكل فتاة بأن تتقي الله، وأن تعلم أن الرجل الذي يخرج معها في الخفاء لا يمكن أن يحترمها مستقبلاً، وكيف يأمن من عصت ربها وخانت أهلها، وأرجو أن أكرر لصديقتك موضوع المسارعة إلى التوبة، وأرجو معاونتها على ذلك والستر عليها.
نحن نتمنى أن ييسر الله لذلك الشاب، ولست أدري لماذا يصر على الاستمرار في علاقة لن يقبل بها أهل الفتاة، وإذا كانت صديقتك قد أخطأت فإن الشاب عالج الخطأ بما هو أسوأ منه، كما أرجو ألا يقف الأهل في وجه بناتهم إذا جاء صاحب الدين والأخلاق.
هذه وصيتي للجميع بضرورة أن يجعلوا بداية مشروع الزواج بإطلاع أهلهم على رغبتهم، فإن وجدوا الموافقة واصلوا المشوار، وإلا فالصواب أن يتراجعوا قبل أن يدخلوا في علاقات آثمة قد يصعب عليهم التخلص من آثارها وأضرارها.
نسأل الله أن يقدر لك وله الخير.