ما سبب تساقط الشعر؟ وعلاقته بارتفاع الهرمون الذكري؟

2008-01-02 13:03:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ابنتي عمرها سبعة عشر عاماً، وكانت دورتها منتظمة، وأمورها طبيعية، ولكن منذ فترة انقطعت عنها دورتها الشهرية، ولمدة سبعة أشهر، وبدأ شعر رأسها يتساقط وبكثرة، لدرجة ظهور الصلع، وبخاصة في مقدمة رأسها.

ولم أكن أدري ما هو الطبيب المناسب لأذهب إليه، وكانت تشعر بالحرج الشديد؛ لذلك لم أستطع أن أسأل أحدا، وبعد فترة بدأت أمورها تعود طبيعية وبشكل تدريجي، فعادت دورتها منتظمة، وبدأ يعود شعرها، ولكن بشكل بطيء، فذهبت بها لطبيب هرمونات، وقال: إن الهرمون الذكري مرتفع، وأعطاني أدوية لتنظيم الدورة ولخفض مستوى الهرمون الذكري، ولمدة ستة شهور، وقال بأن السبب في معظم الأحيان وراثي، هذا مع العلم بأن ذلك لم أعرفه أبداً في عائلتي أو في عائلة والدها.

والسؤال: ما المخاطر من هذا الموضوع؟ وما هو التشخيص؟ علماً بأن نفسية ابنتي قد تعبت جداً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن اضطرابات الدورة الشهرية هي من الأمور الشائعة وغير الخطيرة، ولكنها ليست كلها سواء بل هناك تفاوت في شدة الاضطرابات، والتي بدورها تؤدي إلى مظاهر متفاوتة ومتناسبة مع هذه الاضطرابات.

في العصر الحديث فإن أغلب الاضطرابات يمكن علاجها دوائياً، ونادراً ما يلجأ إلى غير الأدوية في العلاج كاستخدام الجراحة، وغير ذلك.

فإن استعمال أدوية تنظيم الدورة هو من أول وأسهل وأسلم العلاجات، وهي غالباً ما تعطي نتائج جيدة ومرضية لكل من المريضة والطبيب في أغلب الحالات.

إن ارتفاع هرمون الذكورة قد يؤدي إلى اضطرابات أو تبدلات في الأنثى تشبه ما يكون عند الرجال (مثلاً الصلع أو بشكل أدق خفة الشعر، ظهور الشعر في مواضع الوجه غير المرغوب فيها كالشنب واللحية كالرجل ) وقد يكون هناك اضطرابات هرمونية أخرى يصاحبها حب الشباب المعند والمتأخر أو قد يكون هناك السمنة الزائدة غير المبررة وغير المتناسبة مع المعطيات الغذائية أو حتى الحركية.

وهناك اضطرابات عائلية تتميز بها بعض العائلات عن غيرها، وتتظاهر عند أكثر من فرد، ومهما يكن سبب هذه الاضطرابات فإن مراجعة الطبيب أخصائي الغدد للفحص والمتابعة، وعمل التحاليل اللازمة، والتصوير بالأمواج الصوتية قد يؤدي إلى وضع اليد على موضع الخلل، وبالتالي يمكن علاجه نوعيا وبشكل دقيق، ولكن بعد التشخيص والبحث عن الأسباب الممكنة.

بعد العلاج قد تنتظم الأمور ولا يعود الخلل، وقد تنكس، وهذا الأمر متفاوت وشخصي ويقدر بقدره عند كل حالة بعينها وليس عموماً، وغالباً ما تعود التبدلات المرضية إلى وضعها الطبيعي بعد العلاج أي يبدأ الشعر بالكثافة من جديد وتنتظم الدورة وهكذا.

العلاج الهرموني غالباً يحتاج أشهر، وليس أياماً، وقول الدكتور المعالج 6 أشهر ليس بالكثير بل هو المتوقع، وقد يكون الحد الأدنى والرأي للطبيب المعالج.

قوله عائلي في أغلب الحالات هو من باب الاحتمال وليس من باب اليقين، وذلك إن لم يوجد أسباب أخرى واضحة تبرر الاضطرابات.

عدم وجود أي خلل في العائلة لا ينفي الاضطراب الهرموني، التحليل هو الفيصل في التشخيص، وقد أظهر ارتفاع الهرمون بغض النظر عن أسبابه.

ختاماً: ننصح بالمتابعة مع طبيب الغدد، ولكن بنفس مطمئنة راضية، فالحالة مطمئنة، خاصة وأنها استجابت للعلاج، ولا يعني ذلك انتهاء الأمر، بل المتابعة حسب تعليمات الطبيب المعالج بعد العلاج أو حتى أثناءه، وليس هناك من مخاطر خاصة وأنها تتابع مع أخصائي الغدد.

وأكرر لا داعي للقلق ولا داعي للتعب النفسي؛ فالتشخيص واضح، والعلاج ميسور، والطبيب على علم بما يعالج.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net