أهمية غض البصر
2008-02-21 22:01:05 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
أشكر موقعكم جزيل الشكر، وجزاكم الله كل خير على كل ما تؤدونه من واجب من أجل صلاح الأمة وسلامتها من طريق الشيطان -والعياذ بالله-.
سأشرح مشكلتي لعلكم ترون حلاً لها:
أنا طالب جامعي، أقوم بواجباتي الدينية من صلاة ودعاء، والواجبات الدراسية والحمد لله.. إلا أن مشكلتي تقتصر على جانبي العاطفي، حيث أن العام الماضي أحببت فتاة حباً شديداً؛ وذلك لأخلاقها وتدينها وجمالها - ما شاء الله - كذلك حيث أنني في حياتي لم أغرم بفتاة في حياتي بمثل تلك الفتاة، فكنت أحياناً أحاول أن أذهب إليها كي تكون أقرب مني، وذلك بنية الزواج على سنة الله ورسوله.
ولكن كلما أقرب منها أحس بقشعريرة أو برد يبعدني عن اللقاء بها، وكذلك هي تهرب مني خوفاً من الكلام معها؛ حيث أني لم أتكلم معها أبداً في حياتي، حتى السلام لا أقدر أن أقوله لها، وكذلك كلما أذهب إلى مكان أتذكرها وكأنها بجانبي لا في يقضتي ولا في نومي، حاولت أن أتناساها ولكن للأسف لم أقدر ..وهذا المشكل بدأ يعيقني في حياتي الدراسية والعائلية، لم أكلم والديّ في هذا الموضوع وذلك لصغر سني؛ حيث أني أتمنى أن تكون بجانبي في كل يوم.. أنا لا أريد أي فتاة أخرى، أنا أريدها هي بذاتها.
وأنا -الحمد لله- لم أرتكب أي معصية في حياتي، أنا شاب متدين، وأطلب من الله أن لا يكون قولي هذا رياءً ولا سمعة.
أرجو منكم حل هذا المشكل، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ المتكل على الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ننصحك بالبعد عن أماكن وجود الفتاة، وأشغل نفسك بدراستك بعد طاعتك لربك فإن ذلك سوف يذهب عنك ما تجد، ولعل في هذا الشعور الذي يعتريك خيرٌ لك ولها، واعلم أن ذلك لا يجوز لك بحال؛ لأن الذي يريد فتاة عليه أن يطرق باب أهلها أولاً، ويفضل أن يخبر والديه بمشاعره بعد أن يستخير ربه في الأمر، ولن يخيب من يستخير ويستشير ويتوجه إلى الواحد القدير.
وأرجو أن نوجه كلامنا للشباب بضرورة غض أبصارهم حتى لا تتمكن في نفوسهم معان لا يستطيعون تلبيتها، ويصعب عليهم الصبر عنها.
قد أحسن من قال:
فإنك متى أرسلت طرفك رائداً * لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه * ولا عن بعضه أنت صابر
وكم تمنينا أن توضح لنا أوضاع أسرتك، وإمكانية تفهمهم لمشكلتك، وإلى أي مدى يمكن أن يعاونوك على ذلك؟ وما هي الأعراف المتبعة في بلدكم؟ وهل الفتاة وأسرتها معروفون لأهلك وأسرتك؟
وهذه وصيتي لك بتقوى الله مع ضرورة تجنب الوحدة، والتخلص من كل ما يذكرك بالفتاة، وأسأل الله أن يصبرك حتى تتهيأ لمواصلة مشروع الارتباط بتلك الفتاة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
واعلم أن الظروف التي تعاني منها أيسر بكثير من الأخطار الناتجة عن التمادي في هذا الطريق.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.