ما أسباب عصبية الأطفال وكيفية علاجهم؟
2008-02-19 23:07:33 | إسلام ويب
السؤال:
لدي طفلة عمرها سنتان ونصف، لا أستطيع التحكم بها، عصبية وتغضب لأتفه الأسباب، تظل تبكي لوقت طويل إلى أن آتي لمراضاتها، تتلفظ بألفاظ سيئة، فكيف أستطيع التخلص من غضبها وصراخها؟ مع العلم أن لها أختاً تصغرها بسنة ونصف، وأحس بوجود غيرة بينهما، فأرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم البنات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الطفل في هذا العمر لا يستوعب الكثير من الأشياء، وبالطبع لا يدرك تصرفاته بصورة كاملة، كما أن الطفل حين لا يستطيع أن يعبر عن ذاته عن طريق الكلام والنطق، يعبر عن ذاته بشيء من العصبية أو التوتر أو الصراخ وهكذا، وما أزعجني أن الطفل يتلفظ بألفاظ سيئة، وأنا دون أن أرمي اللوم على طرف، أقول وبكل وضوح: إن هذه الألفاظ السيئة لابد أن الطفلة قد اكتسبتها من محيطها، ولابد أنها قد سمعت الآخرين يتلفظون بها أو تمت مخاطبتها بهذه الألفاظ غير الحميدة، وهذا بالطبع أمر يمكن تداركه، وذلك بأن نلقن هذه الطفلة الألفاظ الجيدة، نلقنها الكلمات السوية في حدود ما تدرك، وبالطبع سوف تنمو على ذلك إذا طُبّق بالصورة الصحيحة، فإذن التلفظ بالألفاظ السيئة هو مكتسب، ولابد من إيقافه، ولابد من تغييره وذلك بتغيير الطريقة التي يتعامل بها الكبار معها، ونوع اللغة، والألفاظ التي تستعمل.
بالنسبة لعصبية الطفلة فكما ذكرت لك هي في الغالب عدم قدرة على التعبير اللفظي، ومن أفضل الطرق لتجنب هذا التفاعل السلبي هو:
أولاً: أن تعامل الطفلة من قبل الجميع معاملة واحدة وبطريقة واحدة، ولا شك أن غيرتها من أختها واردة، والتعامل مع هذه الطفلة يكون عن طريق التحفيز، وعن طريق التشجيع، فعلي أي تصرف إيجابي مهما كان صغيراً يجب أن تشجع ويجب أن تحفز، أما التصرفات السلبية البسيطة فيجب أن نتجاهلها، والتصرفات السلبية الشديدة إذا تحملها الكبار وتم تجاهلها فهذا بالطبع سوف يجعل هذه التصرفات السلبية تقل وتنحسر حتى تختفي تماماً، والتحفيز في مثل هذه الحالة بالنسبة للطفلة يكون عن طريق الكلمات الطيبة، ويكون عن طريق أخذها في الأحضان وبابتسامة وبكلام لطيف، هذا أيضاً نوع من التحفيز، والطريقة الثالثة للتحفيز هي إعطاؤها الأشياء التي تحبها وتفضلها وترتاح لها، وذلك في حدود المعقول بالطبع.
بالنسبة لغيرتها من أختها هذه -إن شاء الله- يمكن التخلص منها بإشعارها أنها هي الأكبر وبجعلها تقوم بخدمة أختها الصغيرة فيما يخص إحضار ملابسها، وهكذا إذا تم تنمية هذا النوع من السلوك لديها بإذن الله سوف تتغير وسوف تتبدل وسوف تكون أكثر إيجابية؛ لأن هذا العمر يمكن أن يتغير فيه السلوك إيجاباً أو سلباً حسب درجة الترغيب وحسب درجة إشعار الطفل.
الأمر الآخر هو الاستفادة من الألعاب خاصة النوع التعليمي يعتبر وسيلة علاجية جيدة لتعليم الطفل السلوك الحميد، وكذلك لتعليمه الألفاظ الحسنة، وجعله يتواصل مع الآخرين بصورة أفضل، فأرجو التركيز والاستفادة من اللعبة التي تناسب عمرها، والأمر الآخر هو إتاحة الفرصة لها لتلعب مع الأطفال الآخرين وتتفاعل معهم، هذا أيضاً وسيلة تعليمية جيدة وسوف تحسن من مقدراتها المعرفية ومن مداركها، وكذلك قدرتها على التخاطب .
أرجو أن لا تنزعجي مطلقاً من هذه الأمور في هذا العمر فيمكن علاجها، ويمكن تداركها.
هناك نقطة أخيرة، وهي أننا دائماً نعتقد أن درجة تحمل الأمهات وحتى الآباء في بعض الحالات قد تكون هي العلة الأساسية، وليس العلة في الطفل، بعض الأمهات وكذلك الآباء الذين يعانون من القلق والتوتر، وربما شيء من الاكتئاب النفسي يجدون صعوبة كبيرة في التواصل والتعامل مع أطفالهم أو حتى مع من حولهم، أرجو الالتفات إلى نفسك وإذا كنت ترين أن هنالك أي تغيرات في مزاجك أو نوع من القلق أو التوتر يجب أن تحاولي إزالة الأسباب، فكري بصورة إيجابية، هذا سوف يساعدك كثيراً، وأنا لا أقول أنك تعانين من مرض نفسي، ولا أقول ذلك مطلقاً، ولكن وددت أن ألفت النظر لهذه النقطة؛ لأنها نقطة هامة جداً، وهي عدم تحمل الأمهات لبعض الأطفال؛ وذلك لعلة وصعوبة لدى الأم، وليس الصعوبة لدى الطفل.
أسأل الله لها العافية والتوفيق للجميع.