الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد سبق وأجبناكم إجابة مفصلة كافية وافية عن البهاق - والذي تسمونه البرص - وذكرنا فيها الأسباب والأشياء التي تؤثر على المرض والعلاجات المتوفرة بشيء من التفصيل، وذلك في الاستشارة رقم (
279408)، فعليك بمراجعتها والتأني في قراءتها.
مع ذلك فأريد التأكيد على أن البهاق مرض مزمن لا شفاء منه، ولكن يمكن علاجه مثل السكري، وتتفاوت الاستجابة للعلاج بين شخص وآخر، وتتفاوت العوامل المثيرة للمرض من شخص لآخر.
العلاج يفيد بشكل أقل عند وجود عوامل أخرى مثل الحالة النفسية أو القلق أو التوتر أو الواجبات الكثيرة، ويجب أخذ كل سبب ولو محتمل بعين الاعتبار، ويوجد في السعودية مراكز متخصصة في علاج البهاق، ومنها عيادة ديرما، وفي علاج البهاق يجب مراجعة طبيب أمراض جلدية متخصص والمتابعة معه ومع ذلك فالنتائج ليست مضمونة 100 %، بل الاستجابة في أحسن الأحوال 80 % عند أغلب الناس.
إن استعمال الكريمات التي تغطي المناطق المكشوفة تعتبر حلاً مؤقتا وجيداً، وقد ذكرنا في جوابنا السابق لكم أنه عند وجود بقع صغيرة على المواضع المكشوفة من الجلد يُنصح باستعمال الكريمات الملونة للبشرة، والتي يوجد منها في الأسواق التخصصية ما يُناسب لون البشرات المتفاوت، وهذا يُعطي نتيجة جمالية فورية ولكنه ليس علاجاً، كما أنه يحتاج للتطبيق المتكرر عند اللزوم، مثل الكوفر مارك والدرم بليند، وهذا النوع من العلاج يعتبر مشابها لكريم الأساس الذي يخفي ما تحته حتى ولو كان وحمة أو وشما أو جرحا فكيف لو كان بهاقا، وينصح باستعماله على الأماكن الظاهرة فقط؛ لأنه تجميلي وليس علاجيا، ومع ذلك فإنه لو طبق بمهارة فإنه يخفي ما تحته وكأن شيئاً لم يكن.
أما عن الحل لعلاجها فإن ذلك يحتاج متابعة جميع ما ذكر في الاستشارة المشار إليها أعلاه من الأسباب والعوامل المهيئة واستعمال أكثر من مستحضر وأكثر من طريقة تحت إشراف طبي متخصص، وصبر طويل من كل من المريض والطبيب، مع الوضع بعين الاعتبار أن احتمال عودة المرض واردة حتى بعد التحسن الكامل؛ وذلك حسب العوامل المهيئة، وعلى المريض أن يكون واقعيا وأن لا يخضع لابتزاز بعض الانتهازيين الذين يجدون في مرضى البهاق مرتعا خصبا في بيعهم الأمل الزائف للحصول على المال الحقيقي مقابل أمل يتحول مع الزمن إلى ألم.
لا ننصح بالعلاج بالأعشاب لأنه علاج عرضة للخطأ بسبب أنه يعتمد العلاج بشكل عام وليس خاص، والجرعات فيه تتفاوت، والتركيبات فيه عرضه للخطأ مقارنة مع الأدوية التي تخضع لعيارات دقيقة أحياناً تصل إلى أجزاء من الألف من الميلغرام.
ختاماً: أرجو أن لا يُفهم من كلامي أنني متشائم ولكنني واقعي، وأرجو عدم التأثير على المريضة سلبياً بل عليكم بتشجيعها على العمل وتحقيق ذاتها من خلال عملها لا من خلال شكلها، وأرجو عدم النسيان أن الشفاء هو بيد الله لا بيد الطبيب، وأن كل ما ذكر هو من الأسباب وهناك حالات تحسنت بشكل كبير من تلقاء ذاتها وبدون علاج، وأنصح وأكرر بعدم المتابعة مع العشابين لعدم دقة العلاج، وإن كانت الضرورة ملحة للعلاج فالمتابعة مع المراكز المتخصصة مع الوضع بعين الاعتبار الزمن والكلفة والنتائج الجزئية واحتمال النكس، ومن الحلول السهلة الكريمات التي تغطي المرض في المواضع المكشوفة.
والله الموفق.