الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مأمون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالتك هي نوع من الخوف أو الرهاب كما ذكر لك الطبيب، ولا أعتقد أن هناك وساوس قهرية بمعناها العلمي، وربما يكون القلق في حد ذاته يسبب لك بعض المشاغل، وأصبحت تتردد كثيراً على الأطباء.
وبداية الشكوى هي التنميل في اليد اليمنى وبعض الشعور بالدوار في الرأس فهذه قد تكون بداية لأعراض جسدية للقلق، ولكن لا نستطيع أن نتجاهل كلام الطبيب أنه شد عضلي في الرقبة، وذلك بسبب الجلوس الخاطئ، وهذا أيضاً حالة بسيطة، وربما يؤدي الشد العضلي في الرقبة إلى الضغط على أعصاب الرقبة التي تمد اليدين، وهناك عضلات معينة تخرج من بين الفقرات الموجودة في الرقبة، وهي العضلات التي تذهب إلى اليدين، فربما يكون هناك نوع من الضغط أو الاحتكاك البسيط على هذه العضلات الناتج من الشدة العضلي، وهذا يحدث كثيراً لمن يجلس ساعات طويلة، وحتى إذا نام الإنسان على أكثر من وسادة - كما يفعل الكثير من الناس - فربما تحدث له مثل هذه التغيرات، إذن لا أعتبر أنك تعاني من مرض عضوي حقيقي، وربما يكون حصل نوع من الضغط على الأعصاب وهذا الضغط كان مؤقتاً، ولكن من الواضح أن حالتك هي نفسية في المقام الأول، وأعتقد أن الربط بين الشد العضلي والحالة النفسية وارد جداً؛ لأن كثيراً من الحالات النفسية يمكن أن تبدأ نسبة لتغيرات عضوية بسيطة لانشداد عضلي أو خلافه.
وعموماً فإن الحالة هي نوع من الرهاب والقلق، والعلاج ليس صعباً، ولابد أن تصحح مفاهيمك أن هذه الحالة ليست خطيرة، وقد ذكرت في نهاية رسالتك هل يفقد الشخص عقله؟ ولماذا تأتيه هذه الفكرة؟ فأوكد لك أن عقلك في غاية الكمال ولله الحمد، وأنت مرتبط بالواقع، وحكمك على الأمور صحيح وسليم، وتوجهك نحو المكان والزمان أيضاً سليم، وهي المتطلبات الرئيسية لتحديد القوة العقلية لدى الإنسان.
ولا شك أن التردد على الأطباء بكثرة يؤدي إلى نوع من الانشغال وربما التوهم المرضي؛ لأن كل طبيب في تخصصه يحاول أن يفسر الأعراض التي يأتي بها المريض حسب معلوماته وحسب تخصصه.
وبالنسبة للعلاج، فإن التفهم للحالة نفسها يعتبر ضرورياً للعلاج، ومن الضروري أن تمارس تمارين الاسترخاء، وهناك عدة كتيبات وأشرطة توضح كيفية إنجاز هذه التمارين، وأيضاً الأخصائي النفسي يمكن أن يدرب الإنسان عليها بصورة أكثر فعالية، ويأتي بعد ذلك ممارسة الرياضة، وخاصة رياضة المشي، فهي تؤدى إلى زوال طاقات القلق والخوف الزائدة.
فنصيحتي لك هي أن لا تتردد كثيراً على الأطباء، ولا أقول لك أن ذلك ممنوع لأن الإنسان يريد أن يتأكد من صحته، فلا مانع أن تذهب إلى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني مرة كل ستة أشهر؛ وذلك من أجل القيام بالفحوصات العامة وهذا هو الذي تتطلبه حالتك.
وأما العلاج الدوائي (البروزاك) فإنه يعتبر من الأدوية الجيدة، وفي نظري أن السبراليكس سيكون هو الدواء الأفضل بالنسبة لك، والمدة التي تناولت فيها البروزاك هي مدة جيدة، ويظهر أنك لديك بعض الاستعداد لأن تعاودك أعراض القلق والتوتر، ولذلك فإن في مثل حالتك ينصح بتناول الدواء لفترة أطول، فأرجو أن تتناول السبراليكس لأنه أفضل نسبياً من البروزاك، وجرعة السبراليكس هي 10 ملجم ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى 20 ملجم ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى 10 ملجم يومياً ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه المدة ليست طويلة، وإنما هي المدة التي تؤمن الوقاية بإذن الله تعالى.
وأما الإندرال فهو يعتبر من الأدوية الجيدة لعلاج الأعراض الجسدية للقلق، وهو من الأدوية السليمة جداً، ويستعمل لعدة أمراض فهو يستعمل لمرضى القلب ولكن بجرعات عالية، وكان يستعمل في الماضي لخفض ضغط الدم، ويستعمل أيضاً للصداع النصفي وهو من الأدوية الممتازة جداً، وفي حالات القلق نستعمله بجرعات صغيرة، وهي 10 ملجم صباحاً ومساء أو 20 ملجم صباحاً ومساء، وهذا يكفي، ولا مانع أن تستعمل الإندرال بجانب السبراليكس، ولا تحتاج أن تستعمل الإندرال لفترة طويلة، فيمكن أن تتناوله بجرعة 10 ملجم فقط صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم 10 ملجم صباحاً لمدة شهر ثم تتوقف عن تناوله، والإندرال يمنع فقط في حالة الإصابة بالربو إذا كان هناك ضيق في الشعب الهوائية، وفي مثل هذه الحالة لا ننصح باستعمال الإندرال، وبخلاف ذلك فهو دواء جيد وبسيط ولا خوف من أي آثار جانبية.
أسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق والسداد.
--------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الرهاب سلوكياً : (
259576 -
261344 -
263699 -
264538)، والخوف: (
262026 -
262698 -
263579 -
265121 )، والقلق: (
261371 -
263666 -
264992 -
265121 ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته