الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز الفهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنوبات الخوف والقلق والهرع هي من الحالات النفسية المنتشرة جداً، وهي تتفاوت من إنسان إلى آخر، ومن أهم طرق علاج القلق والهرع، هو أن يعرف الإنسان أنها حالة نفسية بسيطة، وهي ليست حالة عضوية، بمعنى أنها لا تؤثر على الأعضاء الرئيسية لدى الإنسان.
ثانياً: من الضروري التأكد من أن المواجهة هي من أفضل أنواع العلاج، بمعنى أن لا يتجنب الإنسان مصدر خوفه أو المواقف التي تثير هذا الخوف، حينما يبدأ الإنسان بالمواجهة من الطبيعي أن يصاب بدرجة من القلق قد ترتفع لبعض الوقت، وبالاستمرار في المواجهة سوف يبدأ القلق في الانخفاض حتى يستقر الإنسان نفسياً بصورة كاملة.
إذن عليك بالمواجهة، فهي من الوسائل الطيبة جداً، وهنالك أيضاً نوع من العلاجات الجماعية الممتازة جداً، مثل ممارسة الرياضة الجماعية تفيد الإنسان كثيراً،ً وعليك أيضاً أن تستعمل مهاراتك الشخصية في أن تحاول أن تشارك في اللقاءات، فحينما تكون في مجلس يجب أن تكون لك مشاركات فاعلة، كما أن حضور الندوات وحلقات التلاوة يرفع من الكفاءات النفسية بدرجة ممتازة، ويقلل من هذه المخاوف.
بالنسبة للعلاج الدوائي - أخي الكريم - يعتبر السيروكسات من الأدوية الممتازة لعلاج هذا النوع من القلق والخوف، ولكن في تصوري إنك لم تتناول الدواء بالصورة الصحيحة، السيروكسات يجب أن يتم تناوله يومياً، وذلك لسبب بسيط وهو أنه لا يظل في الدم أكثر من 30 ساعة؛ لذا يحتاج الإنسان لجرعة يومية، وإذا توقف الإنسان عنه ربما يؤدي إلى نوع من القلق.
إذن إذا تناولت السيروكسات بجرعة صحيحة أعتقد أنه سوف يقضي تماماً على هذا الخوف، والجرعة الصحيحة في نظري هو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة يومياً، ثم بعد أسبوعين ترفع الجرعة إلى حبة ونصف، ثم بعد شهر ترفع الجرعة إلى حبتين في اليوم أي 40 ملم وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة بمعدل نصف حبة كل شهر حتى تتوقف عن الدواء.
ولا داعي بالطبع لتناول اللودميل وقد قام الطبيب بإيقافه ويمكن أن تستمر على الدوجمتيل بمعدل 50 ملم في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى ثم تتوقف عنه.
أما إذا أردت أن تغير الدواء بالكلية فلا مانع؛ لأن هنالك خيارات كثيرة فالفافرين يعتبر علاجاً جيداً، والزولف يعتبر أيضاً علاجاً جيداً، والسبراليكس من الأدوية الطيبة والممتازة، وإذا أردت أن تغير السيروكسات وسوف يكون السبراليكس في نظري هو العلاج الأفضل، وجرعة السبراليكس هي 10 ملم ليلاً لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى 20 ملم ليلاً واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى 10 ملم ليلاً وتستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى، إذن الجرعة تتكون من جرعة في البداية وجرعة علاجية، ثم جرعة وقائية، وهذه المدة تعتبر هذا المدة الوسط، والمدة المقبولة لمنع الانتكاسات أتمنى وأسأل الله تعالى أن تزيل عنك هذه النوبات إلى الأبد، ويمكنك مساعدة نفسك دائماً باللجوء إلى الطرق غير الدوائية، مع تناول الدواء، وهي كما ذكرت لك المواجهة والتواصل الاجتماعي والرياضة وبالطبع التفكير الإيجابي، ومعرفة أن هذه الحالة هي حالة بسيطة.
الإحصاءات العالمية تقول أن حوالي 50% إلى 60% من مرضى الخوف والقلق يمكن أن يتم شفاؤهم تماماً و20 % تتحسن أحوالهم بصورة جيدة و20% ربما تظل الحالة معهم، وهذه نسبة بسيطة.
أسأل الله تعالى أن يجعلك من الذين تنقطع عنهم هذه الحالة ويتم لك الشفاء الكامل.
وبالله التوفيق والسداد.
---------------------------------
انتهت إجابة المستشار ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول علاج الكتئاب سلوكياً : (
237889 -
241190 -
257425 -
262031 -
265121 )، والقلق: (
261371 -
263666 -
264992 -
265121 )، والهلع: (
278994).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.