هل يؤثر السبرالكس على الهرمونات ويعيق الحمل؟

2008-03-18 22:33:01 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.

منذ سنتين أصبت بقلق مصاحب لاكتئاب، وتناولت لوديوميل عيار 50 تحسنت عليه بعض الشيء، وبعد سنة ونصف تركته لمدة أربعة أشهر، حيث أجريت عملية طفل أنبوب ولم تنجح، فعاد الاكتئاب من جديد، وحسب نصيحتكم السابقة لي غيرت اللوديوميل إلى السبراليكس مع حبة زولام عيار 0.5 ولكن وبعد مرور أسبوع لم أشعر بأي تحسن، بل زاد اضطرابي، فهل علي أن أنتظر أكثر؟ وسؤالي:
1ـ ما هي الفترة المتوقعة لاستجابة السبراليكس؟
2ـ ما هي الفترة المحددة لتناولي هذا العقار، علماً أنني أعاني من اكتئاب متوسط الشدة مع قلق؟
3ـ هل يؤثر السبرالكس على الهرمونات بحيث يعيق الحمل؟ وإن حصل حمل فهل يؤدي إلى تشوهات؟
ولكم جزيل الأجر والثواب.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما ذكرنا لك مسبقاً أن السبرالكس من أفضل وأسلم الأدوية التي تعالج حالات الاكتئاب النفسي، والقلق، والوساوس، وتعتبر فعالية هذا الدواء في أغلب الظن لا تبدأ إلا بعد أسبوعين من بداية العلاج، كما أن جرعة (10 ملم) في بعض الناس لا تكون كافية؛ مما يتطلب أن تكون الجرعة (20 ملم)، فعليه - أيتها الأخت الكريمة - أرجو الصبر على الدواء، وكما ذكرت لك فالفعالية قد تتطلب منك وقتاً أطول، وهنالك دراسات تقول أن الفعالية الحقيقية قد تبدأ بعد أربعة أسابيع من بداية العلاج، ولكن المتوسط هو أسبوعان - كما ذكرت لك - وذلك من الدراسات والتجارب العملية التي نشاهدها.

بالنسبة للمدة التي يجب أن يتناول فيها الإنسان الدواء، هذه بصراحة تختلف من إنسان لآخر، ومن مدرسة إلى مدرسة، كان يقال في السابق أن أقل مدة لتناول الدواء ستة أشهر منذ بداية التحسن، أي الإنسان يستمر من بداية التحسن لمدة ستة أشهر على الدواء، وهنالك من يرى الآن أن الأشخاص الذين أصيبوا بنوبات سابقة مثل حالتك يجب أن لا تقل مدة العلاج فيهم عن سنة أو سنتين، والجرعة في مثل هذه الحالات تقسم إلى جرعة بداية، وجرعة علاج، وجرعة وقائية، وجرعة البداية كما ذكرنا هي (10 ملم)، وجرعة العلاج هي (20 ملم)، وجرعة الوقائية هي (10 ملم) أيضاً بمعنى أن تستمري على الجرعة العلاجية وهي (20 ملم) مدة لا تقل عن ستة أشهر في نظري، بعد ذلك خفضيها إلى (10 ملم)، وهي الوقائية، ويمكن أن تتناوليه لمدة عام أو أكثر، ويعتبر السبب في طول المدة -وهي ليست طويلة حقيقةً- أن بعض الأشخاص لديهم الاستعداد لنوبات القلق والاكتئاب، وحين يتوقف الإنسان عن التناول قد يظل في حالة جيدة لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ولكن بعد ذلك تأخذ الموصلات العصبية والمواد الكيميائية في الدماغ نفس المسارات الخطأ، وهذا بالطبع يؤدي إلى رجوع الحالة النفسية، وهنا يعتبر الدواء هو الركيزة والسبب الذي يمنع هذه التحولات السلبية في المسارات الكيميائية؛ ولذا ينصح باستعماله.

فبالنسبة للسبراليكس لا يؤدي إلى أي تغيرات هرمونية، وهو لا يؤدي إلى رفع الهرمونات أو نقصانها؛ ولذا هو لا يمنع الحمل مطلقاً، فأرجو أن تطمئني من هذه الناحية، وأسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة.

بالنسبة لتخليق الأجنة وأثر الدواء على ذلك، الضوابط العلمية الصارمة تقول في فترة الحمل يجب أن لا يستعمل الإنسان أي نوع من الدواء، إلا إذا كانت هنالك ضرورة ملحة، وإذا حدث وأن استعمل الدواء يجب أن يكون تحت إشراف طبي.

بالنسبة للسبراليكس من ناحية سلامته، فالشركة المصنعة لا تنصح باستعماله، ولكن في نفس الوقت تقول أنه لم تسجل ضده أي حالات لتشوهات الأجنة، وعليه أرى أنه من الأنسب أن لا يستعمل في وقت الحمل، خاصة فترة تخليق الأجنة، وهي (118) يوماً الأولى في الحمل، فإذا قدر الله وحدث الحمل فأرجو أن تتوقفي عن الدواء، وتظلي تحت المراقبة الطبية، وهنالك بدائل قد تكون أسلم، مثل البروزاك قد يكون هو الدواء الأسلم حسب ما تشير الدراسات، وبالطبع في حالتك - إن شاء الله - بعد أن يكتب لك الحمل يجب أن تكوني تحت مراقبة الطبيبة النسائية، وتكون هنالك متابعات، وإن شاء الله لن تصابي بأي مكروه.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والذرية الصالحة، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net