اختلاف المستوى الثقافي بين الزوجين وأثره على العلاقة الزوجية
2008-04-14 20:46:15 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
هل يعتبر الفرق في المستوى الثقافي بين الزوجين من أساسيات الزواج بعد الدين والخلق، وخاصة إذا كانت المرأة أعلى بكثير من الرجل؟
أهمية هذه النقطة تتجلى في الحوار بينهما أولاً، ثم في تربية الأولاد ثانياً، مع العلم أن الرجل لديه أصلاً عقدة من إخوانه بأنهم متفوقون ثقافياً، وأتموا دراستهم.
للتوضيح أنا أحمل دبلوم دراسات عليا، ورئيسة قسم بإحدى الشركات، في حين أنه يحمل الشهادة الابتدائية، ولديه عمل بسيط، بالإضافة إلى أن راتبي الشهري يصل إلى ثلاثة أضعاف راتبه.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Meriam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن للفرق في المستوى العلمي أثراً على العلاقة الزوجية، لكنه يمكن أن يتلاشى إذا وجد التفاهم والتوافق في الأشياء الأخرى، كما أن أضرار ذلك وآثاره تقل جداً إذا كان مستوى الرجل هو الأعلى، وأرجو أن يعلم الجميع أنه ليس كل من يتعلم يستفيد من تعليمه، ولا بد من الدراسة في مدرسة الحياة والاستفادة من تجارب الآخرين، والحرص على تنمية نقاط الوفاق والتفاهم والنظرة الإيجابية للشريك.
والعلاقة الزوجية هي تلك التي تقوم على أسس ثابتة وتتلاقى فيها الأرواح قبل الأجساد، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، ومن المفيد للإنسان أن يعتمد على قناعاته ولا يلتفت لكلام الناس، فإنه ربما سمع الإنسان من يقول كيف تتزوج فلانة بفلان، ويفوت على أولئك الفضوليين أن مشاعر الحب والود والتلاقي لا تعرف تلك الفوارق الوهمية، وأبلغ رد على أمثال أولئك المتطفلين هو تلك النجاحات التي تتحقق يوماً بعد يوم لزيجات يظن الناس أنها لا تستمر لوجود الفوارق، في مقابل زيجات فاشلة لحملة شهادات عليا ربما كان التخصص واحداً، ومكان العمل واحدا، ومع ذلك تفشل تلك العلاقات، بل إن الدراسات تثبت أن نسبة الفشل في مثل هذه الحالات هي الأكثر والأعلى.
وكانت بعض الصالحات زوجة لحطاب فكانت تحسن استقباله وتقوم على راحته فقالت لها ابنتها أراك شديدة الاهتمام بوالدي رغم أن وظيفته ضعيفة، وعمله بسيط، فقالت لها: إن والدك حطاب خارج البيت، لكنه في البيت ملِك، وأرجو أن يعلم الجميع أنه لا عيب في أي عمل إذا كان حلالاً، وأن الرجال لا توزن بشهاداتها ولا بأموالها، ولكن بإيمانها بالله وطاعتها له، ثم بقدرتها على المسئولية، وكيفية الأخذ والعطاء والتعامل مع الناس، ومقدار الإنسان فيما يحسنه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة ترميم العلاقة مع زوج رضيك ورضيت به، ولا تلتفتي إلى نظرات الناس وتعليقاتهم، وتذكري أن الكفاءة إنما تكون بالدين والخلق، فإذا كان زوجك مطيعاً لله، وصاحب سيرة حسنة وأخلاق فاضلة فتلك أهم مؤهلات الرجل الناجح، ونسأل الله لك وله التوفيق والسداد.