الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ** حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بخصوص الشطر الأخير من كلامك، حول الاستشارة السابقة، فقد رددنا عليها برقم (
282107) ووضعناها في الصفحة الرئيسية لأهميتها، فيرجى مراجعتها.
ونشكرك على قطع مراسلتك بالشاب، ولن يضيعك الله طالما تركت هذا الأمر ابتغاء وجهه سبحانه، وتكفيرك لهذا الذنب هو بالتوبة، والتوبة تشمل الإقلاع عن الذنب، والندم والاستغفار.
أما بخصوص أسئلتك الأخرى:
أولاً: كونك مطلقة وفرصة الزواج شبه معدومة؛ فهذا كلام غير صحيح، وليس على إطلاقه، فالزواج رزق يسوقه الله كما يسوق الطعام والشراب، والعبرة كيف نتجه بقلوبنا إلى الله ونتعلق بما عنده، أما مسألة الجمال فهو أمر نسبي، فإن النساء في الجمال ثلاثة أقسام: جميلات وقبيحات ومتوسطات، أما الجميلات فقليلات، والقبيحات قليلات كذلك، وأكثر النساء من المتوسطات، فلعلك منهن، ثم الجمال والقبح أمر نسبي، فمن تكون جميلة عند شخص قد تبدو قبيحة في نظر شخص آخر، وهكذا من تكون قبيحة في نظر شخص، قد تبدو جميلة في نظر آخر.. وهذا من حكمة الله تعالى في خلقه، ليتناس الناس ويتكاثرون، وإلا لو لم تكن تتزوج إلا الجميلات فقط لفنيت البشرية، أرجو أن تنتبهي لهذا.
أما سؤالك الآخر: ماذا تفعل من هي مثلك إذا ابتليت بزوج على الصفات التي ذكرتها أنت؟ فنقول: ينبغي عليك أن تحسني الاختيار قبل الوقوع في هذا الفخ، وكون الزواج تقليدياً كما ذكرت، فهذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نغيره إلى الزواج الإسلامي، لأننا مسلمون، ولا أظن أن الأهل يمانعون في هذا لا سيما إذا شرحت لهم الفكرة، وبأسلوبك اللطيف معهم، وأن الخاطب لابد أن ننظر إلى دينه وخلقه ونتحرى عن ذلك بالسؤال.
ونكون بذلك قد أخذنا بالسبب الشرعي وهو التحري عن الدين والخلق، فالغالب أن من كانت هذه صفاته، أن المرأة تسعد معه، وتبني معه حياة طيبة.
أما أن تتزوج المرأة رجلاً لا تعرف أخلاقه ولا تعرف دينه، فهذه ضربة حظ كما يقال، قد تصيب وقد تخطئ، ولا شك أن الزواج علاقة طويلة لا تحتمل مثل هذه الحظوظ، بل الواجب التحري والسؤال، ويمكنك الاستعانة بأخواتك الصالحات، ليرشدنك إلى هذا الأمر، ولعل الزوج الصالح يأتي من قبلهن، فتعرضي لمثل هذه الأسباب المباحة لعل الله يجعل لك فرجاً ومخرجاً.
وفقك الله، ورزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة.