أريد اقتناء التلفاز لكنني متردد!!
2008-04-27 11:54:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسأل الله أن يبارك فيكم لما تقدمونه من خير لهذه الأمة الكريمة، أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أنا شاب التزمت منذ سنوات، وكنت في الفترة الجامعية، وكان من ضمن المعاصي التي هجرتها (التلفاز) طبعاً لما كان يقدمه من الأخلاق السيئة، وانتهاك لحرمات الله، ولكن لا يخفى على حضراتكم أن في الفترة الأخيرة ظهرت العديد من القنوات الفضائية الدينية، وظهر بها الكثير من مشايخنا الفضلاء؛ مما أفسح المجال لكثير من الأسر المحافظة باقتناء التلفاز، ففي هذا الوقت يمكن أن يعرض التلفاز أكثر من (20) قناة دينية وإخبارية.
طبعاً مع التقيد بتلك القنوات فقط، وفي ضوء ذلك أريد الاستفسار عن بعض الأمور:
أولاً: أنا عاقد ومقبل على الزواج، فهل أجعل من أثاث بيتي التلفاز بغرض التعليم الديني لزوجتي وأنا خارج البيت في العمل لعدم الملل من الوقت؟
ثانياً: رأيت في الفترة الأخيرة افتتان كثير من النساء بمشايخنا الفضلاء على الفضائيات، فنجد من النساء من تقول للشيخ تمنيتك زوجاً لي، ومنهن من تقول: أنا أحبك في الله يا شيخ. ومنهن من تقول: رأيتك في المنام يا شيخ، وطبعاً لأن هناك نساء يعشن في هم وغم مع أزواجهن، ويتحسرن عندما ينظرن إلى المشايخ أصحاب الأخلاق الحميدة، فهل هذه فتنة ممكن أن تقع فيها زوجتي خصوصاً أنها قريبة عهد بالتزام؟
ثالثاً: هل مشاهدة النساء للبرامج الدينية لا يتعارض مع غض البصر للنساء.
وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن ييسر أمرك، وأن يثبتك على الحق، وأن يبارك لك في زوجك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يبارك لك في زواجك، وأن يحفظك وأهلك من كل مكروه وسوء، وأن يوسع أرزاقكم، وأن ييسر أموركم، وأن يرزقكم ذرية طيبة صالحة مباركة.
أخي الحبيب محمد! نحمد الله تبارك وتعالى أن يسر لك الالتزام، ونحمد الله تبارك وتعالى أن شرح صدرك للحق، وأعانك على أن تركت هذا الجهاز؛ لما فيه من فساد ودمار للأخلاق، وانتهاك لحرمات الله تعالى، ونسأل الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك، وأن يتوفاك على عمل صالح، وأن يوفقك دائماً للأعمال الصالحة.
كما ذكرت أصبح هناك قنوات فضائية دينية كثيرة تعرض أشياء طيبة، وأموراً نافعة، سواء أكان فيما يتعلق بالقرآن وعلومه، أو بالسنة وعلومها، أو بالحياة الأسرية، أو بغيرها من القضايا الإسلامية.
بالنسبة لأسئلتك -بارك الله فيك- أنت عاقد ومقبل على الزواج فهل تجعل من أثاث بيتك التلفاز؟ ففي الواقع أنا أتكلم عن تجربة عشتها أنا بنفسي في داخل بيتي، فأنا عندي تلفاز، ولكن حقيقة مقيد بقيود دقيقة تعاهدنا أنا وزوجتي عليها وأولادي ألا ندخل على شيء لا يرضي الله تعالى أبداً، وأصبحت أرى أنا وأولادي الصغار عن طريق قنوات كقناة المجد يقضون معظم الأوقات في شيء نافع، أنا أتعلم معهم، وهم يتعلمون؛ لأن المعروض قد أعجز أنا -لضيق وقتي- عن توفيره لهم، فهو أصبح الآن وسيلة للتسلية ولكنها تسلية مفيدة وهادفة ونافعة.
كذلك أيضاً بعض القنوات الأخرى التي تعلمت منها زوجتي قراءة القرآن وإتقانه، وضبط أحكام التجويد، وغير ذلك من الأمور المتعلقة بالحياة الأسرية والاجتماعية، ففعلاً أرى أن ذلك أصبح مفيداً جدّاً، وأنصح إذا كانت امرأتك على قدر من الديانة، وخشية الله تبارك وتعالى، وكنت ترى منها أنها فعلاً لن تضعف أمام هذه الأشياء أن يكون في بيتك هذا الجهاز؛ لأنه سيقضي على مشكلة الفراغ الذي تعاني منه المرأة، خاصة في أيامها الأولى نتيجة مكثها في البيت وعدم وجود أولاد، فهذا - إن شاء الله تعالى - ما دمت قد وضعت هناك خطة، وهدفاً وتحديداً للغاية من استعمال هذه الأجهزة، فأرى أنه سيكون نافعاً - بإذن الله تبارك وتعالى - وسيأتي عليك وعلى أولادك بخير كثير.
أما عن الأمر الثاني: افتتان كثير من النساء بالمشايخ، فهذا حقيقة يدل على ضعف إيمان الأخوات؛ لأني أعلم هذا الكلام من امرأتي وأنا رجل مسلم مثلك أنها لا تنظر لأي رجل يأتي عبر الجهاز، وإنما تسمع فقط كما لو كان إذاعة فقط؛ ولذلك لو سألتها عن فلان الذي يقرأ التجويد رغم أنك تعلم أن بعض الأحكام تحتاج إلى رؤية الشفتين، ومعرفة كيفية إخراج الحرف، وصفات الحرف، وكيفية النطق، إلا أنها ديانة ليس خوفاً مني وإنما عاهدت الله تبارك وتعالى على ذلك فهي ملتزمة بذلك؛ فلذلك لا تعرف إلى الآن لو رأت من أي واحد من هؤلاء المشايخ والعلماء في غير هذا البرامج ما استطاعت أن تعرف أن هذا فلان، تعرف الأصوات نعم هذا صوت فلان وهذا صوت فلان، ولكنها تغض بصرها ديانة.
فامرأتك لو أنها امرأة عاقلة وعندها - إن شاء الله تعالى - دين، وتتفقا معاً على ذلك، فإن شاء الله لن تكون عندك مشكلة، ولا يلزم أبداً وقوع بعض الأخوات في بعض التجاوزات أن تكون كل المسلمات كذلك؛ لأنك تعلم أن هذا الأمر مستحيل، وأن الخير باقٍ في هذه الأمة -بإذن الله تعالى- إلى يوم القيامة، وأن المرأة التي رُبيت في بيت صالح، وتعلمت كيف تخشى الله وتتقيه لن يغيرها النظر إلى فلان وإلى فلان؛ لأنها تعلم أن غض البصر ديانة وعبادة تتقرب بها إلى الله تبارك وتعالى، ولن تستطيع أن تبيع دينها بقصد أن تبحث عن مسألة وحكم شرعي، فأقول: هذه المسألة -إن شاء الله تعالى- أمرها ليس بصعب، ولكن المسألة متوقفة عليك أنت وعلى سياستك مع زوجتك، وعلى تفهيمك لها، وعلى توعيتك لها، فإذا أكرمها ربنا بذلك، وأعانك على أن تضع يدها على الطريق الصحيح، وأن تحددا معاً الهدف والغاية من الدخول في هذه البرامج، وأن تتفقا على ألا يقع الإنسان في معصية من أجل البحث عن طاعة، فإنه بذلك ستكون هناك -إن شاء الله- الأمور طيبة، ولن تكون هناك مشكلة أيضاً.
وأما أن هذا الموضوع يتعارض مع غض البصر فأنا -كما ذكرت لك- أن المسألة مسألة رقابة إيمانية، فإذا وجد في قلب المرأة الخوف والحياء من الله فإن الجهاز يكون عبارة عن شيء أشبه ما يكون بالإذاعة فقط، تُنقل منها معلومات ولا ترى فيها شيئاً، إلا أنه أحياناً يكون هناك بعض البرامج عن الطبخ تقوم بها بعض النساء أو بعض المحاضرات أو الندوات أحياناً تقوم بها بعض النساء ففي هذه الحالة لو نظرت المرأة إلى المرأة فلا حرج في ذلك، والأصل فيها أننا نعلم أن الله تبارك وتعالى صاحب العظمة والجلال أمرنا -نساءً ورجالاً- بغض البصر، فهو أمر نحن مطالبون جميعاً به، والإنسان يجتهد فيه قدر استطاعته، وما دام الإنسان يبتغي ما عند الله من الخير فسيوفق - إن شاء الله - في عمل الخير.
فاستعن بالله وتوكل عليه، ولا تلق بالاً لهذه الشبهات، وأسأل الله أن يجمعك بأهلك على خير عاجل غير آجل، وأن يرزقكما ذرية صالحة، وأن يجعل بيتكم بيتاً مباركاً، إنه جواد كريم.
هذا وصلَّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.
والله الموفق.