الديدان الشعرية (الحرقص) وعلاجها
2008-04-28 09:20:09 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني منذ صغري من الديدان، تعالجت منها كثيراً ولكن دون جدوى، وقد زادت هذه الأيام، حيث تخرج ديدان بيضاء، طولها حوالي 1سم، وأحس بها في فتحة الشرج، وكلما ذهبت لعمل تحليل تكون النتيجة لا يوجد شيء.
أرجو شرح حالتي مع وصف العلاج.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الديدان تسمى الديدان الشعرية أو الحرقص، وهي نوع من أنواع الطفيليات المعوية، وتنتشر عادة في الأماكن المزدحمة بالناس، كالمعسكرات والمدارس ودور الحضانة، والأيتام، والجمعيات التي يتواجد فيها التقاسم المشترك لاستعمال أسِرّة وأغطية النوم، والاحتكاك والتلامس والاختلاط.
وهي غالباً ما تصيب الأطفال في سن المدارس من 5 - 10 سنوات، ولكن هذا لا يعني أنها لا تصيب الكبار أيضاً.
وهي عبارة عن ديدان صغيرة رفيعة بيضاء، تسكن عادة الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة، وتغادر الحوامل من هذه الديدان مكانها إلى منطقة الشرج، حيث تبيض آلاف البويضات، ويحدث ذلك غالباً خلال فترة النوم مع نهاية الليل أو الفجر.
وقد تنتقل إلى الأمام حيث تسبب حكة شديدة، خاصة عند الفتيات في منطقة الفرج، وقد تحدث التهابات في الفرج.
ويبلغ طولها حوالي 1 سم، وتبدو كخيط رفيع، وبويضاتها تظهر كنقاط بيضاء يمكن رؤيتها بوضوح في منطقة الشرج، وأكثر الأعراض هي الحكة الشرجية، وخصوصاً أثناء الليل، وقد يرافقها الشعور بالأرق، وعدم الراحة، وقلة الشهية، وألم في البطن.
ولتشخيص الحالة إما برؤية الديدان الكاملة بفحص البراز، ولا نجد البيوض بفحص البراز تحت المجهر إلا عندما تتمزق الدودة الأنثى في البراز، كما يمكن أن ترى الديدان الإناث في المنطقة حول الشرج - كما هو الحال عندك - وعندها لا حاجة لإجراء فحص للبراز إن تم رؤية الديدان من قبل المريض.
2- يوجد عدة طرق لكشف البيوض في المنطقة حول الشرج، والتي تعتبر أهم وسيلة لتأكيد التشخيص إن لم نستطع رؤية الديدان نفسها، وهي طريقة الورق اللاصق أو السلوفان اللاصق، وتتم بتطبيق قطعة من الورق اللاصق على فتحة الشرج، والثنيات الشرجية من الجهة اللاصقة، بحيث تلتصق البيوض المتوضعة في المنطقة إن وجدت؛ ثم تنزع وتلصق على شريحة زجاجية ويضغط عليها، ثم تفحص تحت المجهر لرؤية البيوض، ويجب إعادة هذا الفحص المخبري بعد ثمانية أيام إذا كان سلبياً، وبذلك تكون نتيجة الفحص إيجابية (أي تعطي نتيجة صحيحة ) في 80% من الحالات في الفحص الأول وفي 98% من الحالات عند إعادة الفحص.
ويجب أن تعرف طريقة العدوى حتى تمنع من تكرر العدوى، وهي كالتالي:
تلتصق البيضة في محيط الشرج وتسقط الديدان الإناث مع البراز، ويمكن أن تسقط البيوض في ملابس المريض الداخلية أو على شراشف السرير أو على أرض الغرفة، وهي تقاوم جيداً في الوسط الخارجي، تحدث العدوى للإنسان مباشرة، فإذا حك الإنسان المنطقة الشرجية ووضع أصابعه في فمه دون أن يغسلها جيداً كما يفعل الأطفال أحياناً تدخل البيوض لتصل إلى الأنبوب الهضمي، وهذا ما يفسر الإصابة بعدد كبير من الديدان.
وقد تنتقل البيوض من شراشف السرير وغبار البيت إلى الفم أو تنتقل بتناول الخضار والفواكه الأرضية الملوثة بالبيوض بسبب استعمال السماد البشري الذي يتألف من البراز الحاوي على هذه البيوض، كما يمكن أن تنتقل البيوض عن طريق مقابض الأبواب، ويفسر احتواء البيوض على أجنة كاملة النمو على سرعة انتشار هذا الداء.
أما العلاج في مثل حالتك، وفي حال تكرر الإصابة، فإن الوقاية تكون بغسل الفواكه والخضار جيداً قبل تناولها، وغسل اليدين بالصابون جيداً بعد الخروج من المرحاض وقبل تناول الطعام؛ وقص الأظافر باستمرار، وتُغلى الشراشف وثياب المريض الداخلية أثناء فترة المعالجة، كما يجب أن تعطى المعالجة لجميع أفراد الأسرة في وقت واحد.
ومن الأدوية المستعملة لعلاج الحرقص:
1-ميبندازول Mebendazole واسمه التجاري Vermox ويعطى مضغوطة عيار (100) ملغ جرعة واحدة أياً كان العمر.
2- البندازول Albendazole واسمه التجاري Zentel ويعطى بمقدار (200) ملغ جرعة واحدة.
وأياً كان عمر المريض، ومهما كان الدواء المستعمل فيجب إعادة المعالجة مرة ثانية بعد (21) يوماً من المعالجة الأولى.
وبالله التوفيق.