سجلت مكالماته معها ونشرتها
2008-04-30 08:48:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تعرفت على فتاة فأعطتني رقم هاتفها لكي نتعارف من أجل الزواج، ولكنها قامت بتسجيل كل المكالمات واختارت ما رأته مناسباً لتشويه صورتي وقطع العلاقة، وقامت بإسماعه لطرف آخر كان وسيطاً في هذه العلاقة، ولم يكن هناك كلام خادش للحياء ولله الحمد، وقد اقتصر أغلب الكلام على السؤال عن أهلها ورغبتي في خطبتها والتعرف على أهلها.
وقد استمرت العلاقة أقل من أسبوعين، وحتى آخر لحظة لم أجرحها وابتعدت عنها بهدوء، إلا أنني لن أسامحها على إفشاء سري وإسماع الناس لكلامي عبر الهاتف، وأقول ليلاً ونهاراً وفي كل صلاة (حسبي الله ونعم الوكيل)، فهل هذا كاف لاسترجاع كرامتي؟!
علماً أنني اشتهرت في الجامعة بالتزامي، وأعترف بذنبي أني قمت بمحادثة أجنبية عبر الهاتف، وأرجو أن لا أعود لمثل هذا العمل مرة أخرى، فما هو رأي الشرع في هذه النوعية من الغدر وكشف وتتبع عورات الناس؟! وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن تلك الفتاة فضحت نفسها بالدرجة الأولى، وسوف تندم على فعلتها، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، فلا تهتم بما حصل، واشغل نفسك بالتوبة لله عز وجل، واعلم أن شرف المؤمن في طاعته لله وقيامه بين يديه، وأرجو أن لا تقابل خطأها بمثله، ولك أن تلجأ إلى الذي لا يُظلم عنده أحد، ومع ذلك فنحن نذكرك بقول الله:(( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ))[الشورى:40]، كما أن الحكمة تقتضي التوقف حتى لا يتسع الموضوع، فإن أي تصرف منك سوف يساعد في انتشار القصة وإشهارها، ولذلك فإن الإهمال لون من العلاج.
وإذا لم يكن في الكلام ما يخدش الحياء فلن يضرك ما يقال، ولا يزال الرجال يطلبون النساء لخطبتهن، بل وجد من الأشقياء من يحاول إيقاع الأذى بنفسه وبهن، وفي ذلك من المخالفات لأمر الله ما لا يخفى على أحد.
وأرجو أن يكون في الذي حصل درس لك، فإن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، كما أنه لا يخفى عليك أن الخطأ ليس في الذي فعلته الفتاة فقط، وإنما الطريقة من أولها كانت خاطئة، ونحن ننتهز هذه المناسبة لنقول لكل شاب: لا تقبل بأي فتاة تقدم التنازلات، ولا تخطب فتاة من نفسها، وعليك إذا وجدت ميلاً لفتاة أن تجتهد في الذهاب إلى دارها ومقابلة أهلها، فإن ذلك خير لك ولها.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة التوجه إليه مع ضرورة الخوف منه لا من الناس، وعليك بالإخلاص في كل أحوالك، والسعيد في الناس من وجد سبباً يرجعه إلى ربه وصوابه، نسأل الله لك السداد والثبات.
وبالله التوفيق.