أعراض وأسباب نشاط الغدة الدرقية
2008-06-08 09:30:15 | إسلام ويب
السؤال:
أنا آنسة كانت تضطرب عندي الدورة الشهرية، فأخذت العديد والعديد من الهرمونات، بعدها اكتشفت أنني مصابة بنشاط بسيط في الغدة الدرقية، أخذت العلاج وبعد ثلاثة أشهر أجريت تحليلاً فكانت النتيجة أن الغدة أصبحت تفرز أقل من الطبيعي، وقال لي الطبيب: إنه كان نشاطاً عارضاً وتوقفت عن العلاج وبعد ثلاثة أشهر أخرى حللت وكان التحليل ـ والحمد لله ـ جيداً أصبحت الغدة الدرقية تفرز بالمعدل الطبيعي ودورتي الشهرية انتظمت ـ والحمد لله ـ.
سؤالي: هل يمكن للغدة الدرقية في حالتي أن تعود نشيطة أي تفرز أكثر من الطبيعي ومع أعراضها الرهيبة؟ وكيف أحافظ عليها كي تبقى طبيعية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن اضطرابات الغدة الدرقية تؤدي إلى اضطرابات الدورة الشهرية، ولقد انتظمت الدورة الشهرية نتيجة لانتظام نشاط الغدة الدرقية لديك، إذ أن في هذه الحالات يتم العلاج للغدة الدرقية ومن ثم تنتظم الدورة الشهرية.
للإجابة على بقية السؤال سيفيدك الدكتور محمد حمودة.
انتهت إجابة الدكتورة/ هبة ساتي ـ استشارية النساء والولادة ـــ يليها إجابة الدكتور/ محمد حمودة ـــ أخصائي باطنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغدة الدرقية من الغدد الهامة في الجسم، ويمكن تشبيهها بمحطة لتوليد الطاقة في الجسم البشري، توجد في الجهة الأمامية من منطقة الرقبة وتعمل أساساً على إفراز الهرمونات التي تتحكم في عمليات الاستقلاب في الخلايا، وبالتالي فعند حدوث أي اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية يحدث - كنتيجة لذلك - خلل في جميع وظائف الجسم.
ومن أعراض نشاط الغدة الدرقية:
زيادة درجة الحرارة.
زيادة ضغط الدم.
خفقان وزيادة عدد دقات القلب.
نقصان الوزن مع زيادة الشهية.
الإسهال وزيادة حركة الجهاز الهضمي.
فقدان في كتلة العضلات.
الهيجان.
تغيير في الشخصية.
التأثير في النمو.
عدم الراحة والأرق.
يخفض من عمل المبيض عند النساء، وبالتالي اضطراب في الدورة، وربما يؤدي إلى العجز الجنسي عند الرجال.
خفة في الشعر وقوة الأظافر مع وجود لمعان في الجلد.
ولكي نجيب على سؤالك حول عودة الأعراض؛ فإن هناك ثلاثة أسباب لنشاط الغدة الدرقية:
1- مرض غريفز: وهو يعتبر أكثر سبب لفرط نشاط الغدة الدرقية عند من هم أقل من أربعين عاماً، وهو مرض مناعي وله استعداد وراثي، وفيه يشكل الجزء بروتينات غير طبيعية تسمى حافزات الغدة الدرقية، وبالتالي يزداد نشاط الغدة، وعلى الرغم من الاستعداد الوراثي فإنه لا يكفي وحده، إلا أنه يعتقد أن سبب حصول المرض هو إصابة الإنسان بفيروس يتسبب في أن يبدأ الجسم - عند من عنده استعداد وراثي - في تشكيل هذه البروتينات. وفي هذا المرض قد تتحسن الأعراض بالعلاج إلا أن فترة العلاج الدوائي عادة ما تحتاج لفترة عام أو أكثر على الرغم من أن الأعراض تتحسن خلال فترة أسابيع، وعلى الأكثر أنك لم تكوني تعاني من هذا النوع من فرط نشاط الغدة الدرقية لأنك توقفت عن العلاج خلال أسابيع.
2- عقيدات أو عقدة في الغدة تتسبب في ازدياد نشاطها، والسبب هنا ليس فيروسياً، وهذا يحدث في 10% من حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية، وهذه أيضاً تحتاج للعلاج لفترة طويلة وقد تحتاجين للجراحة إلا أنه لم يكن هذا هو سبب نشاط الغدة عندك.
3- حالة مؤقتة من فرط النشاط الدرقي عن التهاب الغدة الدرقية بسبب عدوى فيروسية، ويسمى التهاب الغدة تحت الحاد، وفي حالات نادرة يسبب ورماً غير سرطاني (ورم غدّي) أو نمو للغدة الدرقية فتنتج إنتاجاً مفرطاً لهرمون الغدة الدرقية، وفي حالات أكثر ندرة من السابقة يكون الورم الغير السرطاني في الغدة النخامية الذي ينتج فائضاً من الهرمون المنبه للدرق، مما يجعل الغدة الدرقية تفرط في إنتاج الهرمون.
وعلى الأكثر أن ما كنت تعانين منه هو التهاب تحت الحاد في الغدة سبب نشاطاً عابراً، وهنا لا يعود النشاط إلا أنه يجب مراقبة نشاط الغدة لأنه قد يتحول الوضع إلى نقص في النشاط؛ لأن الالتهاب في الغدة مع الوقت يقلل من نشاطها وبالتالي تضعف تدريجياً.
لذا كما ترين فإن إمكانية عودة الأعراض تعتمد على سبب النشاط، وعلى الأكثر كان السبب عندك هو النشاط العابر.
والله الموفق.