ما رأيكم بتعلق فتاة بشاب وخشيتها الزواج بغيره؟
2008-05-08 09:06:44 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، الحمد لله ملتزمة بصلاتي وصيامي منذ الصغر.
مشكلتي أنني أحببت ابن عمتي كثيراً وتعلقت به، وكنت دائماً أتمنى أن أرتبط به على سنة الله ورسوله.
خطبني ذات مرة ولكن بعد ذلك لم يفتح الموضوع، فعلمت أنه قد غير رأيه وعلمت أيضاً أنه لا يريدني من نفسه، ولكن أمه أجبرته علي، وللعلم صليت آنذاك الاستخارة كثيراً.
علمت أنه سوف يخطب قريباً، تضايقت كثيراً ولجأت إلى الله ليس في قلبي أي حقد أو حسد عليه، بالعكس فإني أتمنى له الخير والتوفيق في زواجه، لكن أكره الأحاسيس التي أشعر بها دائماً وهي الشوق له وأتمنى أن يكون زوجي في المستقبل.
لقد سمعت قول الرسول -صلى الله وعليه وسلم- بمعنى أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، فلجأت كثيراً إلى المولى -عز وجل- من أجل أن يرى إن كان فيه الخير لي أن يأتي ويرتبط بي، وفي نفس الوقت أخشى أن يكون ذلك حقداً أو حسداً اختلطت مشاعري بين رغبتي به والدعاء لله أن يكون لي، وأن ينتهي أمر خطبته، وفي نفس الوقت شعوري بالأنانية، فهذا اختياره.
وأنا أتمنى له السعادة حيث كان ومع من اختارها، أخبروني ماذا أفعل؟ أنا في حيرة شديدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريحانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث ما كان وأن يرزقك الرضا به، وإذا كان في زواجك من ابن عمتك من خير فنسأله -تبارك وتعالى- أن ييسره لك وأن يجعله من نصيبك وأن يجمع بينكما على خير وإلا فتضرعي إلى الله أن يرزقك أفضل وخيراً منه، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك فإن التعلق القلبي بين الفتاة والفتى في مثل هذا السن وارد؛ لأنك الآن امرأة بمعنى الكلمة حيث إن الفتاة عندما تبلغ تصبح صالحة للزواج ويخلق الله فيها الغريزة والرغبة في الارتباط بالجنس الآخر من الرجال، فهذا أمر طبيعي فطر الله الناس عليه، وما دام في داخل القلب فإن العبد لا يؤاخذ عليه إلا أنه لا ينبغي له أن يدعمه بالمحرمات، ومن المحرمات النظر إلى هذا الحبيب والتأمل في صورته لأن هذا لا يجوز، فإن النظر أو المبالغة في النظر محرمة.
كذلك أيضاً التفكير به لأن الجلوس للتفكير وترك النفس للتفكير والأمل معه والحياة معه في الخيال هذا كله لا يزيد التعلق إلا تعلقاً، أما لو توقفت عن التفكير به -فبإذن الله تعالى- هذا التعلق يضعف ويقل.
أنت الآن -كما ذكرت- تمنيت أن ترتبطي به على سنة الله ورسوله، وتقدم إليك مرة ثم رجع في كلامه بدعوى أن أمه هي التي أجبرته عليك، أقول لك: كل شيء كما ذكرت بقضاء الله وقدره ولا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وثقي وتأكدي أن الله لو قدره لك في علمه القديم -لو شاء الله أن يكون من نصيبك- فسوف يأتيك، حتى وإن خطب وعقد وتزوج ودخل، فإذا كان لك فيه من نصيب فسوف يأتيك -بإذن الله تعالى- وإذا لم يكن لك فيه من نصيب حتى وإن عقد عليك فسوف يتخلى عنك، فالأمور كلها بيد الله، والزواج قسمة ونصيب والله هو الذي قسم هذه الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كما وزع علينا أرزاقنا المالية وأرزاقنا الصحية والجمالية، أيضاً قسم أرزاق الرجال والنساء في الأزواج والزوجات، فجعل لكل امرأة حظها من الرجال رجلاً أو أكثر، وجعل لكل رجل حظه من النساء امرأة أو أكثر، وهذا في علم الله تعالى.
نعم نحن مطالبون بالدعاء لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، ومن حقك أن تكثري من الدعاء أن يجعله الله من نصيبك ما دمت تحبينه وترين بأنه يصلح لك، خاصة إذا كان عبداً صالحاً مستقيماً.
أما لو كان شخصاً عادياً فأرى أنه من الخسارة حقيقة أن تدعي الله أن يكون من نصيبك؛ لأن العادي حقيقة لن يزيدك في إيمانك شيئاً، وأنت فتاة ملتزمة بالصلاة والصيام منذ صغرك وحريصة على طاعة الله تعالى، فإذا كان عبداً صالحاً، فأوصيك أن تكثري من الدعاء أن يجعله من نصيبك، وإن لم يكن عبداً صالحاً فأتمنى ألا تدعي. لأنك لا تدرين ماذا سيفعل بك.
وكونه خطب وتقدم لفتاة غيرك هذا لا يمنعك من الدعاء لأن الله لو شاء شيئاً لكان، فما دمت لا تسألين الله أن يفصل ما بينه وبين خطيبته أو أن يفرق بينهما -لأن هذا هو المحرم- أما كونك تسألين الله تعالى أن يجعله من نصيبك فهذا وارد، فالرجل قد يتزوج امرأة أو أكثر وأحل الله للرجل امرأة وامرأتين وثلاثاً وأربعاً، والله على كل شيء قدير.
فلا مانع -بارك الله فيك- من الدعاء أن يجعله الله من نصيبك شريطة أن يكون عبداً صالحاً ملتزماً يعينك على طاعة الله تعالى، أما لو كان شخصاً عادياً فالذي أنصح به ألا تتعبي نفسك في الدعاء وإنما توجهي إلى الله بالدعاء أن يرزقك عبداً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته، ويستطيع أن يسعدك في الدنيا والآخرة، والسعادة الحقيقة حقاً لا تأتي للرجل إلا مع المرأة الصالحة ولا تأتي للمرأة إلا مع الرجل الصالح.
نسأل الله أن يجعلنا وإياك من صالح المؤمنين وأن يصلحنا أجمعين، وأن يرزقك زوجاً صالحاً مباركاً يكون عوناً لك على طاعته ويأخذ بيدك إلى رضا الله والجنة.
هذا والله ولي التوفيق.