محاذير الدخول على الزوجة بعد العقد وقبل الزفاف

2008-05-19 12:53:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا كاتب كتابي ودخلت بزوجتي عدة مرات، فما حكم الجماع في ذلك هل هو حلال أم حرام؟ ولو حرام ماذا علي أن أفعل؟
وجزاكم الله كل خير.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد مختار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يجمع بأهلك على خير، وأن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يسترك وخطيبتك في الدنيا والآخرة، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك فإنك تعلم - بارك الله فيك – وأعتقد أن ذلك لا يخفى عليك أو على أحد من غيرك أن العقد يُبيح المرأة لزوجها فعلاً، وأنه يجوز له أن يستمتع بها كل الاستمتاع، والدليل على ذلك أنه لو قدر الله تعالى وتُوفي أحد الطرفين فإن الآخر يرثه، فالمرأة إذا ماتت وقد عقد عليها رجل فإن له نصف ما لها من التركة، وكذلك الرجل إذا مات وقد عقد على امرأة فإن لها الربع من التركة، هذا يدل على أن الحياة بينهما قائمة بصورة كاملة.
إلا أن قضية الاستمتاع والجماع تشوبها بعض المشاكل، خاصة إذا كانت المرأة ما زالت في بيت أبيها، والمشكلة أولاً أن الرجل قد يتجرأ عليها ومع الأيام يشعر بالملل والسآمة منها لأنها أصبحت بالنسبة له شيئاً قديماً وعندما يدخل عليها في العرس سيشعر بأن هذا مجرد خدعة ومجرد نفاق وجدل لأنها امرأة وليست فتاة بكراً لم يدخل بها؛ ولذلك ستكون رغبته فيها أقل من رغبته في امرأة لم يصنع معها شيئاً، فهذا عامل نفسي.
وثانياً: هب أن هذه الفتاة حملت الآن فماذا سيكون موقفك وموقفها أمام أهلها وأمام الناس؟ هذا موقف أيضاً مهم؛ لأنه أحياناً قد تدخل المرأة - فرضاً - إلى بيت الزوجية وهي في وضع غير طبيعي؛ ولذلك أقول لك: إن هذا الأمر فعلاً من الأمور فاتتك أنت وهي في لحظة النشوة واللقاء لم تنتبه لهذا الأمر، قد تكون أنت تقول: أنا عامل حسابي وأحياناً تسلك مسالك تمنع من الحمل، ولكن أيضاً في لحظة واحدة قد تفقدا السيطرة على نفسكما فيحدث ما لا تحمد عقباه، وبالتالي تبدأ البحث -بارك الله فيك- عن حل لهذه المشكلة ويكون الأمر صعباً.

ثالثاً: لا قدر الله حصل بينكما فراق، فهذه المرأة الآن ماذا ستقول للناس؟ هل تقول لهم: أنا ثيب أم بكر؟! هل فكرت في هذا - أخي محمد – هذه المرأة فارقتها الآن لأي ظرف، لو قدر الله – وأسأل الله أن يطيل في عمرك – أن الله توفاك ولم تدخل بها على اعتبار أنك توفاك الله قبل ليلة العرس، فهذه المرأة المسكينة من يتقدم إليها يقول بأنها امرأة أم أنها كانت معقوداً عليها وما زالت بكراً، وإذا ثبت أنها كانت ثيباً فماذا سيقول الناس عنها؟! هذه كلها أمور أنت لم تراعها ولا هي.

رابعاً: أيضاً أين حق أبيها وأمها وأسرتها عليك أنت؟ هل من حقك أن تدخل بيتاً ائتمنك على عرضه لتفعل هذا الكلام وأنت لم تدفع لها فلساً واحداً في النفقة؟

إن العلماء - أخي محمد – يقولون: إن النفقة على الزوجة هي التي تُحِلُّ الجماع، أما الآن مادمت لا تنفق فلا ينبغي لك أن تجامعها؛ لأنك لا تنفق عليها من حيث السكن ولا الكسوة ولا الطعام ولا الشراب، أنت تدخل إليها فتقضي حاجتك وشهوتك ثم تخرج ولا تكلف نفسك فلساً.

خامساً: العرف - أخي الكريم – جرى أن هذا لا يحدث في بيت الأب وإنما هذا يحدث في بيت الزوجية حتى تكون المرأة في نظر زوجها امرأة محترمة وسيدة فاضلة، وعندما تدخل إلى بيت زوجها وهي لم ينل منها هذا الأمر فسيكون موقفها أفضل وأحسن من كونها مستعملة لمرات متعددة كما ذكرت أنت الآن.

ولذلك نصيحتي لك - أخي الكريم – أن تُعجل بالدخول فوراً، بأي صفة كانت، حتى توقف هذه التجاوزات التي وقعت فيها مع هذه الفتاة المسكينة، ليس لك حل - بارك الله فيك – إلا أن تُعجّل بالدخول وأن تضغط على أهلها أو تضغط على ظروفك ولو تقترض المال الذي يلزم لتأسيس الأسرة حتى تدخل بزوجتك وتخرج من هذه المشاكل - بارك الله فيك – .

نعم أنا لم أذكر لك بأن ذلك حرام، ولكن ذكرت لك أموراً ينبغي أن تراعى قبل أن تفعل ذلك كله؛ لأنك الذي ستفعل هذا في المستقبل إن آجلاً أو علاجاً، فأرجوك أن تعجِّل - بارك الله فيك – وأن تدعو الله أن يسترك وزوجتك هذه حتى تدخلا وتعبرا عنق الزجاجة، وتبدءا في حياتكما وهي ستكون لك الليل والنهار كله، فافعل ما شئت بعيداً عن أي محذور لا شرعي ولا عرفي ولا غيره.

أتمنى أن تعجل -بارك الله فيك- حتى تخرج من هذه المأساة ومن هذا المأزق الحرج الذي أوقعت نفسك معها فيه، وأسأل الله أن يستركما بستره الذي لا ينكشف وأن يعجِّل بزواجكما، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.


www.islamweb.net