مرض الجدري، وإمكانية شفاء الأطفال منه، أرجو الإفادة.
2008-06-01 13:32:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي طفل 6 سنوات أصيب بالجدري، فما هو العلاج؟ بعض الأطباء وصف لي كريماً للدهان، والبعض قال إن الجدري ليس له علاج فما الحل، وكيف أقي أخاه الأصغر -بإذن الله- من العدوى؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن جدري الماء هو من الأمراض المعدية، ولكن -والحمد لله- فإن العدوى تترك مناعة دائمة أي أن المرض يظهر مرة واحدة في العمر، ولكنه يبقى كامنا فيه فإن ضعفت المناعة مرة ثانية ظهر على هيئة الحزام الناري أو ما يعرف بالزوستر
إن كلام الطبيبين صحيح، مع أنه ظاهريا متناقض.
عدم استعمال العلاج:
فالجدري لا يحتاج إلى علاج؛ لأن مناعة الجسم الطبيعي تكفي لتكوين المناعة خلال أيام الإصابة، ولكن في هذه المدة قد يتعرض المريض لبعض المضاعفات أثناء المرض كما قد يتعرض لبعض الإزعاجات مثل الحرارة وشكل الطفح والحكة وغير ذلك، وقد كان هذا المرض لفترة قصيرة يعالج العلاج المحافظ أي بالمسكنات وخافضات الحرارة ومضادات الهيستامين والكالامين لوشن الملطف موضعياً.
استعمال العلاج:
وحديثاً وأعني منذ حوالي العقدين دخل في الطب العقار المضاد للفيروسات والذي أحدث ثورة في علاج الأمراض الفيروسية وتتالت بعده مشتقات عديدة يتميز بعضها على الآخر بالجرعة أو المدة أو الفاعلية، وأصبح من الأفضل أن نستعمل هذه المستحضرات على غلاء ثمنها، وذلك للسيطرة على المرض وإنهاء دورته بشكل أسرع، وبأعراض أقل، وبمضاعفات شبه معدومة، ومن هذه المستحضرات التي تعطى عن طريق الفم، الـ آسايكلوفير يعطى خمس مرات في اليوم لمدة سبعة أيام، ويجب البدء به بأسرع ما يمكن، وظهر بعد ذلك الفامفير والفالاسيكلوفير.
وأياً من هذه العلاجات يجب أخذه بشكل مبكر حتى يفيد وتقل فائدته كلما تأخر الوقت.
إذن يمكن أن نعالج الجدري وهو الأفضل، وممكن أن نتركه ليشفى من ذاته وهو التقليد القديم، ولا مانع من ذلك إن كان المريض تحت المراقبة، والأدوية الحديثة غير متوفرة أو الحالة المادية لا تسمح.
أما العدوى فتتم عن طريق الرذاذ المتطاير، ويمكن عزل المريض بحجرته وعدم الاختلاط به لتجنب العدوى.
يجب وبكل تأكيد تجنب الحوامل لمجالسة الطفل لأنه لو لم تكن قد أصيبت سابقاً فقد يؤثر ذلك على الحمل.
ويجب أيضاً تجنيب كل الأطفال الذين هم أصغر من سنة مخالطة المريض لأن جهازهم المناعي ضعيف وقد يحدث مضاعفات لهم من جراء العدوى، وإنه لو حدثت العدوى وجب أخذهم للأخصائي وبدء العلاج المبكر بدون تواني، وأما الأطفال أكبر من سنة والذين أخذوا اللقاح فلا مانع من مخالطة المريض.
وأما الذين لم يأخذوا اللقاح وهم أكبر من سنة فالأفضل أن يخالطوا ليأخذوا العدوى في صغرهم حتى لا تصيبهم في كبرهم أو أنهم يتجنبوا المخالطة إن كان التلقيح متوفراً لديهم بعد شهر من التعرض لنفي حدوث الإصابة عندهم.
إذن:
- لوترك بدون علاج فسيشفى مع احتمال بعض الإزعاجات.
- لو عولج بمضادات الفيروسات وبأسرع ما يمكن تحت إشراف طبيب لكان خيراً.
- اللقاح وقاية جيدة ويجب أن يتبع.
- يجب تجنب الحوامل والأطفال دون سن السنة.
- إن لم يكن اللقاح متوفراً فالتعرض للعدوى في الطفولة غير الباكرة أفضل منها في سن البلوغ.
وبالله التوفيق.