الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التأتأة يُعرف أنها تجري في بعض الأسر وهي تكون مرتبطة في بعض الأحيان بالقلق النفسي، كما أنها توجد وسط الذكور أكثر من الإناث.
بالنسبة لما وصفته من المعاملة القاسية من والدك، لا أعتقد أنها هي السبب، والدك ربما يكون اتخذ المنهج التربوي الذي يراه صحيحاً، وأنت في نظرك رأيته قسوة، فلا أعتقد أن لهذا أثراً لأننا عشنا ورأينا الكثير من الناس يعيشون تربية صعبة في طفولتهم فربما يكون فيها عدم الارتياح، وبالرغم من ذلك لا يصابون بالتأتأة أو ما يشبهها من صعوبات في النطق أو حتى القلق النفسي.
المهم ما وددت أن أقوله ألا تفهم أن والدك له مسئولية لما حدث لك، فالوالد هو الوالد ويجب أن يُبر، كما أنه لا توجد دلائل علمية تؤكد أن قسوة الوالد تؤثر على الإنسان من ناحية التأتأة، لكن ربما إذا كانت التربية منضبطة أو قاسية أكثر من اللازم ربما تؤثر على الإنسان في المستقبل، ولكن هذا يمكن تفاديه أيضاً.
وعموماً الذي أرجوه منك هو أن تحاول التحدث ببطء؛ لأن التحدث ببطء يعتبر مفيداً جدّاً، هذا أولاً.
وثانياً: حاول أن تحدد الحروف التي تعاني من صعوبة في نطقها، واكتب مائة كلمة تبدأ بالحرف الذي تجد صعوبة في نطقه، فإذا كانت صعوبة مثلاً في نطق الألف فاكتب كلمات تبدأ بالألف، وكرر هذه الكلمات عدة مرات بمعدل يومي، ومع تكرار الكلمة حاول أن تأخذ نفساً؛ لأن الارتياح في التنفس وملء الصدر بالهواء يساعد في إخراج الكلمات بصورة أوضح.
والجانب الآخر: حاول أن تتكلم بصوت عالٍ وحاول أن تسجل صوتك وتستمع إليه، فعلى سبيل المثال قم بقراءة أي موضوع وتكلم ببطء، قم بتسجيل أي موضوع واستمع إليه فسوف تجد أن أداءك أفضل مما تتصور، كرر ذلك.
أرجو أيضاً ألا تستعمل اللغة الحركية – أي لا تستعمل اليدين أو الكتفين – في المخاطبة، حاول أن تعتمد على تعبيرك اللفظي بقدر المستطاع.
أيضاً أرجو أن تتأكد تماماً أن الآخرين لن يستهزئوا منك ولن يأتي منهم أي شعور سلبي حيالك، الناس المحترمون لا يعيرون اهتماماً لمثل هذا الأمر ويعتبرونه أمراً طبيعياً في حياة بعض الناس وهو أمر موجود، فهذا ضروري أن تعلمه.
أيضاً وجد أن تلاوة القرآن الكريم بتؤدة تساعد كثيراً في طلاقة اللسان، ويا حبذا لو ذهبت لأحد المشايخ ومن خلال تعلم مخارج الحروف الصحيحة والتلاوة المجودة فهذا - إن شاء الله تعالى – يساعدك على إطلاق لسانك بصورة جيدة وممتازة جدّاً.
أيضاً وُجد أن الممارسة الرياضة الجماعية – ككرة القدم على سبيل المثال – لأن في مثل هذه الرياضة الجماعية يتفاعل الإنسان بجسده ولسانه مع الآخرين، وهذا وجد أنه يساعد كثيراً في النطق ويفيد.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، فهناك بعض الأدوية التي ذكر أنها تفيد في علاج التأتأة، فمن هذه الأدوية عقار (هلوبريدول Helperipol)، هذا الدواء يستعمل في أغراض كثيرة ولكنه بجرعة صغيرة يساعد في علاج التأتأة، فيمكنك أن تأخذ جرعة نصف مليجرام صباحاً ونصف مليجرام مساءً، ولا تزد على ذلك لأنه في زيادة على هذه الجرعة يسبب لك بعض الانشداد العضلي؛ لأن هذا أثر جانبي لهذا الدواء بالرغم من أنه دواء سليم جدّاً.
هناك أدوية بديلة أخرى مثل العقار (موتيفال) بجرعة صغيرة أيضاً يعتبر جيداً، وهنالك عقار ثالث يعرف باسم (فلونكسول) بجرعة نصف مليجرام صباحاً ومساءً أيضاً يعتبر من الأدوية الجيدة جدّاً.
أنت لا تحتاج لاستعمال كل هذه الأدوية، إنما دواء واحد فقط من هذه الثلاثة حسب ما هو متاح ومتوفر، ومدة استعمالك للدواء يمكن أن تكون من ثلاثة إلى ستة أشهر، فهذا - إن شاء الله - سوف يفيدك تماماً.
نأتي بعد ذلك تمارين الاسترخاء، فهنالك تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء أرجو أن تمارسها، وهي تمارين تقوم على تحسين التنفس والاسترخاء، فيمكنك أن تسترخي في مكان هادئ وفكر في شيء جميل ثم أغلق عينيك وافتح فمك قليلاً ثم بعد ذلك قم بأخذ نفس قوي وبطيء – وهذا هو الشهيق - عن طريق الأنف، واجعل صدرك يرتفع قليلاً بالهواء، ثم أمسك على الهواء لفترة خمس ثوانٍ ثم بعد ذلك أخرجه – وهذا هو الزفير – بقوة وببطء أيضاً.
كرر هذا التمرين إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، وإن شاء الله أيضاً يساعدك كثيراً في علاج هذه التأتأة.
وأخيراً عليك بالثقة في نفسك وعليك بتطبيق ما ذكرته لك، وإذا ما أتيح لك فرصة أن تذهب إلى أخصائي التخاطب فربما أيضاً يعطيك المزيد من التمارين والتعليمات أو ربما يؤكد على ما ذكرته لك.
وعموماً إن شاء الله إذا أخذت الأمر بجدية وطبقت ما ذكرته لك سوف تحل مشكلتك، وأسأل الله تعالى لك الصحة والعافية وأن ينطلق لسانك.
ولمزيد من الاطلاع عن علاج التأتأة يمكنك مراجعة هذه الاستشارات: (
267560 -
267075 -
257722).
وبالله التوفيق.