أريد أن أتوب وأقطع علاقتي به لكني لم أستطع!

2008-06-17 13:38:11 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا فتاة من بلد عربي، وأحب شاباً خليجياً منذ عامين تقريباً، وقد تعرفت عليه من خلال مواقع الدردشة، وحاولت الابتعاد عنه أكثر من مرة لكنني في النهاية كنت أضعف وأعود له، وفي البداية كانت علاقتنا مجرد رسائل على الإيميل ومحادثات على الماسنجر، لكن العلاقة بيننا تطورت منذ أسبوعين إلى رسائل ومحادثات هاتفية، وقد صارحني بحبه أكثر من مرة.

وقد فاتحته في موضوع الزواج فأخبرني بأنه لا يستطيع الزواج إلا بعد ثلاث سنوات؛ لأنه يحتاج إلى سنتين لإكمال دراسته، ثم سنة لكي يجهز نفسه، لكن كيف أواجه أهلي وهو لم يكمل دراسته أو حتى يعمل، وأخبرني بأنه لا يريد أن يعدني بأي شيء حتى لا أرفض أحداً من أجله، وخيرني بين البقاء معه أو ترك بعضنا، فاخترت أن نكمل مشوارنا بالحلال.
وقد طلب مني أن أرسل له صورتي على الجوال، لكنني رفضت أن أقوم بهذا الشيء لأنني لا أضمن بيد من ستكون صورتي، فتضايق مني واتهمني بأنني لا أثق به، فوعدته بأن أجعله يراني لكن عن طريق الماسنجر، رغم أني أرفض ذلك الشيء في داخلي.

والجميع يعلم أني ملتزمة ومتدينة، ولكن شعوري تجاه نفسي أنني منافقة لأن الناس يعلمون شيئاً وأصبحت أفعل شيئاً آخر، وأتمنى أن يقبض الله روحي قبل أن أفعل أي شيء يغضب الله مني أكثر من الذي فعلته، وأريد أن أتوب بلا عودة، وقد أصبحت أشعر بالخوف من الجلوس وحدي حتى لا أضعف فأكلمه، ولكن طبيعة دراستي تحتم علي أن أجلس في مكان هادئ، فأرشدوني ماذا أفعل؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا مرة أخرى اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يسترك في الدنيا والآخرة، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعة الله ورضاه، وأن يعينك على دراستك، إنه جواد كريم.

هذه المرحلة السنية التي أنت فيها هي مرحلة الرغبة الشديدة في تكميل الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فأنت منذ أن وصلت إلى مرحلة البلوغ قد دخلت في مرحلة الرغبة الفطرية الداعية بقوة إلى أن يكون لك زوج وأن تسعدي معه وأن تتم العلاقة بينكما على منهج الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا ليس لك وحدك وإنما لكل من وصل إلى سنك من الفتيان والفتيات، فبعد مرحلة البلوغ تبدأ الرغبة الشديدة في ميل كل طرف إلى الآخر، فالفتاة تميل في البحث عن فتىً ترتبط به والشاب يميل إلى البحث عن فتاة يميل إليها أيضاً؛ لأن هناك داعياً فطرياً داخلياً أوجده الله تبارك وتعالى منذ الولادة، ولكنه في المرحلة الأخيرة بعد البلوغ يصبح عملاقاً ويصبح قوياً ويلح على الإنسان بشدة.

ولذلك قبل هذه الفترة لم يكن لديك هذا الأمر ولم تفكري بهذه الكيفية ولم تكن لديك حاجة لهذا الأمر، والآن أصبحت الحاجة قوية وملحة وهذه فطرة الله تعالى، ولكنك كنت إنسانة صادقة وأحمد الله تعالى أن رزقك هذا الوعي وهذا الفهم، فأنت طلبت من هذا الشاب أن يتزوجك لأنك لا تريدين أن تعيشي معه في الحرام أو أن تقيمي معه علاقة غير مشروعة، ولكنه أجابك إجابة بعضها صحيحة وبعضها غير صحيحة، ولكن في الواقع هي إجابة كلها صحيحة، والرجل رغم أنه يتكلم معك بطريقة غير مشروعة إلا أنه أنصفك لنفسك وقال لا يريد لك أنك إن جاءك نصيبك أن ترفضيه من أجله، وخيّرك بين أن تبقي معه ولكنك أنت التي اخترت العذاب لنفسك.

ولذلك فإن العلاج في يدك أنت، لأنك لو لم تكوني على علاقة به لكانت عواطفك هادئة ومشاعرك مستقرة ولن يلح عليك هذا الداعي الملح عليك الآن، فأنت حاولت أكثر من مرة إزالة رقمه من عندك ولكنك تحفظينه وتشعرين بالميل إليه والرغبة في الاتصال إليه بين الحين والآخر، فأصبحت في معاناة حقيقية أوجدتها لنفسك عندما خالفت هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تحبينه.

والحل في التوقف النهائي عن هذه العلاقة، حتى موضوع الصورة على الماسنجر لا تجوز شرعاً؛ لأنه ليس بينك وبينه أي رابط الآن، فبأي وجهٍ ينظر إليك ويهتم بك هذا الاهتمام وتهتمي به هذا الاهتمام والعلاقة التي بينكما ليست مشروعة؟! فلا ترسلي له صوراً، وتوقفي عن الكلام معه نهائياً؛ لأن الشيطان لن يدعك على هذا العفاف وهذا الصلاح وهذه الاستقامة، وإنما سيزين لك أشياء كثيرة، فأغلقي باب الشر عن نفسك، وأخبريه أنك ستقطعين العلاقة نهائياً ابتغاء مرضاة الله تعالى، فهذه وقفة إيجابية قوية من أجل الله تبارك وتعالى ومحبة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرصاً على نفسك من الضياع، فأغلقي الباب في وجه الشيطان اللعين، واقطعي علاقتك به، وإذا تقدم لك أحد فاقبلي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)).

واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، فثقي وتأكدي من أن الله سيرزقك من تحبينه ويحبك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه والباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه وأن يقيك الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن.

والله ولي التوفيق.

www.islamweb.net