أسباب الإخفاق الدراسي وكيفية تجاوزه
2023-03-28 02:49:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة في إحدى الجامعات والتي لم أختر تخصصها بنفسي، لكنه من التخصصات التي أتذكر أني أحبها، ولكن الشيء العجيب أن مراحلي الدراسية كلها تنازلية، بمعنى أني أول ما أدخل المدرسة أكون متفوقة جداً، لكن بعد ذلك تقل تدريجياً إلى أن تصل لمرحلة الفشل الدراسي، وأنا الآن في الجامعة في تخصص الفيزياء، أول ما دخلت كنت متفوقة بالرغم من أني لم أكن أجتهد بالشكل المطلوب، وبعد ذلك اجتهدت أكثر، لكن رسبت في (علم)، والسنة الثانية اجتهدت أيضاً ولكن زاد الرسوب.
صراحة أحس أني أملك طاقة هائلة بداخلي لكن لا أستطيع إخراجها، وأحس أني غير مرتاحة لهذا الوضع وليس هو الوضع المناسب مع شخصيتي، لكن لا أستطيع، وأنا أصبت بإحباط شديد، وأصبحت أكره الجامعة جداً عكس الماضي، وأحسست أني خيبت أمل أهلي، صراحة أنا لا أريد أن أكون في هذا الوضع، ولكن تبقى للامتحانات النهائية أقل من شهرـ ومعي خمس مواد رسوب، وأنا لا أريد أن أعيد السنة لأني متأكدة أن هذا سيصيبني بالإحباط جداً.
أحياناً تأتيني فكرة بتغيير تخصصي ولكن لا أعرف، فأرجو المساعدة!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالإخفاق الدراسي بصفة عامة هو يرجع حقيقة إما لفقدان الرغبة، أو لعدم تنظيم الوقت والانتظام في الدراسة والمذاكرة، أو لعدم استشعار أهمية التعليم، أو ربما تكون هنالك ظروف اجتماعية محيطة بالإنسان.
أنت لديك -الحمد لله- المقدرة، والمقدرة المعرفية والذهنية تعتبر من أهم متطلبات التعليم، وأنت كان اختيارك أو العلم الذي تدرسينه هو تخصص الفيزياء، وهو من العلوم الرائعة، والعلوم الراقية، والتي تتطلب بالطبع مقدرات عقلية معينة، وأنت -والحمد لله- لديك المقدرة ولديك القدرة على التفوق.
أنت ذكرت أنك اجتهدت وثابرت ولكن بالرغم من ذلك فشلت، ولا شك أن ما تعتقدينه اجتهادًا لم يكن حقيقة اجتهاد، فربما كان مجرد نوع من الإجهاد لنفسك، والاجتهاد يأتي بأن ينظم الإنسان وقته، وهذا هو المنهج الذي يجب أن تتبعيه، إدارة الوقت بصورة صحيحة: خصصي وقتاً للدراسة، خصصي وقتاً للراحة، خصصي وقتاً للتواصل مع الآخرين، خصصي وقتاً للعبادة، هذه هي الطريقة الصحيحة لإدارة الوقت من أجل النجاح، خاصة النجاح الدراسي.
بعد ذلك ابحثي في نقاط الضعف لديك، فإذا كانت هناك مادة معينة في التخصص؛ فيمكنك أن تستعيني بالأساتذة أو تستعيني بزميلاتك أو مجرد التكرار ومزيد من البحث، فهذا أيضاً وسيلة طيبة.
أيضاً هنالك أوقات يجب أن يتخيرها الإنسان للدراسة، ومن أفضلها أوقات الصباح؛ لأن أوقات الصباح يعتبر الإنسان ذهنه خالياً وفي وضع استيعابي أكثر، ويا حبذا إذا درست ساعة –على سبيل المثال– بعد صلاة الفجر، وقبل الذهاب إلى الجامعة، ثم بعد ذلك تدرسين ساعتين في المساء، وهذا في نظري سوف يكون كافيا جدّاً.
عليك أيضاً بممارسة الرياضة، أي نوع من التمارين الرياضية البسيطة في داخل المنزل، كرياضة الحبل، والرياضات المشابهة، وهي رياضات تناسب البنات جدّاً، وفي نفس الوقت هي تبعث طاقات طيبة وتزيد من الدافعية.
والذي أنصحك به أيضاً هو أن تذهبي إلى مدرس المادة، وتستوضحيه في أفضل الطرق للاستيعاب إذا كانت لديك صعوبة في أشياء معينة، فأنا على ثقة كاملة أن الأستاذ –أستاذ المادة– سوف يسهل لك ذلك وسوف يسدي لك النصح.
أيضاً يمكنك الاستعانة بصديقاتك وزميلاتك من أجل الدراسة الجماعية، فأنا أعرف أن الدراسة في مجموعات مفيدة جدّاً، وتجعل الإنسان أكثر تحفزاً، وأكثر دافعية، كما أن درجة الاستيعاب تزيد لدى الإنسان.
أيضاً لا مانع أن تشربي كوباً من القهوة صباحاً ومساءً، فهي ترفع من درجة التركيز والانتباه لدى بعض الناس.
وفوق كل ذلك لا بد أن تحسي بأهمية التعليم، ولابد أن تعرفي أن سلاح العلم هو من الأسلحة التي يجب أن يمتلكها الإنسان، خاصة أننا نعيش في عالم تنافسي جدّاً.
أنت لديك المقدرة، ولديك الظروف الإيجابية، فقط عليك أن تنظمي وقتك، وتنظمي نفسك، وأن ترفعي همتك، وذلك باستشعار أهمية التعليم والتعلم.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.