مدى شفاء مريض الفصام نهائيا
2008-07-16 09:51:35 | إسلام ويب
السؤال:
زوج أختي مريض بالفصام، وعمره 45، ولا يريد العلاج لأنه لا يعتبر نفسه مريضاً، وتريد أن تعرف زوجته هل إذا أخذ العلاج يمكنها أن تعيش معه دون خوف من تصرفاته، لأنه يتهمها بالخيانة ويضربها ويهددها، ويعتقد أن الآخرين قد سحروا زوجته؟ فهل يشفى تماماً مع العلاج ويصبح زوجاً طبيعياً؟
وإذا لم يتعالج هل هناك خطر عليها وعلى الأولاد؟
وهل يحاول الانتحار مرة ثانية؟ لأنه عندما تركته زوجته قبل سنة حاول الانتحار بتناول جرعة من الأدوية وأسعفه الجيران إلى المستشفى، والآن زوجته تركته لصعوبة الحياة معه.
أرجو الرد جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه مما لا شك أن مرض الفصام يعتبر من الأمراض الذهانية الرئيسية، وهذا الأخ – شفاه الله – يعاني من نوع من الفصام يعرف باسم (الفصام الباروني) أو الظناني أو الاضطهادي، وحقيقة هذا المرض لابد أن يعالج، ومن فضل الله تعالى هذه الحالات تستجيب للعلاج بنسبة عالية جدّاً.
بالطبع يمكن أن يتم الشفاء من هذا المرض إذا التزم المريض بالدواء بالجرعة المطلوبة، وإذا لم يتم العلاج فبالطبع لن يكون هنالك شفاء، وحقيقة أنا لا أخفي عليك أبداً أن مرضى الفصام لا يمكن أن نتركهم دون علاج؛ لأن ذلك قد يسبب خطورة على المريض أو على الذين حوله..
ومع ذلك فإني لا أريد أن أبث أي نوع من الخوف فيما بينكم، ولكن لابد أن أنصح ولابد أن أحذر حقيقة أن هذا الأخ لابد أن يعالج؛ لأن الكثير من هؤلاء المرضى يتفاعل مع هذه الأفكار الظنانية الخاطئة، وربما يقوم بإيذاء الآخرين أو بإيذاء نفسه، فإن هذا يحدث في حوالي عشرين بالمائة من مرضى الفصام، وهذه نسبة لا نعتبرها صغيرة.
إذن: المبدأ الأساسي هو أن يتم علاج هذا الأخ..
بالطبع المريض يفتقد البصيرة ولذا لا يعتقد أنه مريض، ويجب ألا نناقشه في ذلك، فيجب ألا نقول له أنت مريض بالفصام أو بكذا أو بكذا، ولكن يمكن أن يقال له: (إنك تعاني من بعض الإجهاد البسيط وهذا الدواء سوف يساعدك)، وكثير من المرضى بعد رفضهم للدواء في أول الأمر ثم يتم إقناعه بالدواء، وبعد تحسن حالته يكون متعاوناً جداً في تناول الدواء، لأنه سوف يستشعر قيمة العلاج وقيمة الصحة.
حينما نقوم مع هذا الأخ بنوع من التواصل الطيب والتودد وحسن معاملته يمكن إقناعه بتناول أحد الأدوية، والتي منها عقار يعرف باسم (رزبريدون) – على سبيل المثال – بجرعة حبة واحدة – اثنين مليجرام – ليلاً، ثم بعد ذلك يعطى أربعة مليجرام ليلاً، وهذا علاج جيد ومفيد جدّاً.
بالطبع المرضى الذين يرفضون أو لا يتعاونون مع الأدوية، يمكن إعطاؤهم الدواء في شكل إبر أو حقن تعطى مرة كل أسبوعين أو كل ثلاثة أسابيع أو كل شهر، حسب شدة الحالة ونوع الحقن.
إذن: الذي أنصح به هو أن يتم علاج هذا الأخ حتى نكون أكثر اطمئناناً، وحتى يعيش حياة سعيدة، ولا يسبب لنفسه إزعاجاً أو للآخرين.
قد سألت بأنه هل يحاول الانتحار مرة ثانية؟ فهذا جائز جدّاً، وكما ذكرت لك بأن عشرين بالمائة من مرضى الفصام ربما يقدمون على ذلك، أو ربما يقومون بالاعتداء على الآخرين.
أعتقد أن ترك زوجته لا شك أنه سوف يؤثر سلباً عليه، فإن هذا الرجل لا شك أنه في حاجة لمن يرعاه أو على الأقل يشرف على علاجه، فأرى أن تحاولي إقناع زوجته بأن ترجع إليه وأن تشرف على علاجه، وهي - إن شاء الله تعالى – مأجورة على ذلك، فهذه هي الوسيلة الأفضل وهذا هو الذي سوف يساعد هذا الأخ وأسرته.
أسأل الله له الشفاء والعافية، وجزاك الله خيراً على اهتمامك به.
وبالله التوفيق.