الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميساء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هناك فرقاً كبيراً بين الخجل والحياء، والحياء محمود، وهو الخوف من الشيء الذي يعاب منه، وهو خلق يدفع صاحبه لفعل الجميل وترك القبيح، والحياء بهذا المعنى خلق الإسلام وهو مطلوب من النساء والرجال، ولكنه في النساء أجمل، أما الخجل فهو الجانب المذموم الذي يترتب عليه السكوت عن الباطل وإضاعة الحقوق.
ولكن هل هذا الخجل المذكور يصيبك عند محادثة الرجال أم هو حال يعتريك إذا كلمت الرجال والنساء على حد سواء؟
أما إذا كان الخجل واحمرار الوجه يصيبك عندما تتكلمين مع الرجال فهذا لا نستطيع أن نعده عيباً، بل هو ميزة تجعل الرجال يرغبون في الفتاة؛ لأن هذا هو الحياء، وهو المطلوب، فإنه من العيب أن تتكلم الفتاة مع الرجال وتجادلهم وتقاسمهم وترفع صوتها وتجادل، وقد مدح الله بنت شيخ مدين حين جاءت لنبي الله موسى فقالت له: (إن أبي يدعوك) ولم تقل: أنا أدعوك! أو نحن ندعوك! وذلك بعد أن جاءته وهي تمشي على استحياء، والعبارة دليل على تمكنها من الحياء واستقرارها عليه حتى أصبح ملكة لها وسجية.
أما إذا كانت تعتريك في كل الأحوال فالأمر قد يحتاج إلى علاج، ونحن ننصحك بمراجعة طبيبة موثوق فيها ونوصيك بما يلي:
1. اللجوء إلى الله.
2. اليقين بأن الناس عندهم عيوب.
3. عدم طلب المثالية الخيالية في التصرفات.
4. البعد عن الصديقات اللاتي يكثرن من نقد الهندام.
5. عدم الالتفات إلى العيوب الخلقية إن وجدت.
6. أدركي أن الناس لا يستطيعون أن ينفعوا الإنسان ولا يملكون إلحاق الضرر، وأن رضاهم غاية لا تدرك، وأن العاقل السعيد هو الذي يقدم رضوان الله سبحانه وتعالى.
7. أدركي فضيلة الحياء وأنه لا يأتي إلا بالخير كما قال النبي صلي الله عليه وسلم وذلك عندما وجد رجلاً يغلظ أخاه في الحياء فقال: (دعه فإن الحياء لا يأتي إلا بالخير) واعلمي أن أغلى ما في الفتاة حياؤها وأنوثتها.
ولعلاج الخجل سلوكياً يمكنك الوقوف على هذه الاستشارات: (
267019 -
1193 -
226256)
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الحرص على طاعته وكثرة اللجوء إليه.