ما الحكمة من تحريم مصافحة المرأة؟
2008-08-02 16:18:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما الحكمة من تحريم مصافحة المرأة؟ علماً بأني أقول: سمعنا وأطعنا، لكني أريد أن أتمكن من إقناع الغير.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد النور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أسعدني قولك: (سمعنا وأطعنا)؛ لأن العبودية الحقة لا تتحقق إلا بالاستسلام المطلق والانقياد التام لشرع الله دون أن يجد المسلم في نفسه أدنى حرج، قال تعالى: (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))[النساء:65]، كما أن علل الأحكام قد تعرف وقد لا تعرف، والمسلم مطالب في كل الأحوال بأن يستجيب لله ولرسوله.
وأرجو أن تعلم أنه قد وزع استبيان في جامعة مختلطة فيها أعداد كبيرة من الطلاب والطالبات، وكان من نتائج الدراسة أن أكثر من (95%) من الطالبات ذكرن أن من صافحهن من الرجال عبثوا بأيديهن ولم تكن نيتهم طيبة، وهذا هو الأمر الطبيعي، فإن الله سبحانه جعل ميل كل طرف إلى الآخر من الأشياء الفطرية، ولذلك باعدت الشريعة بين النساء والرجال حتى في صفوف الصلاة.
كما أن التلامس بالأجساد له أثر كبير في إثارة الشهوات، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (لأن يُطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).
والرجل والمرأة في الأصل بينهما تجاذب شديد، فكيف إذا حصل القرب واللمس والمواجهة، ولذلك لم تنه الشريعة عن الزنا فقط، وإنما سدت كل الأبواب الموصلة إليه، قال تعالى: (( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا))[الإسراء:32]، والعين زناها النظر، واليد زناها اللمس، والأذن تعشق قبل القلب أحياناً، بل إننا نستطيع أن نقول بأن اللمس يوقظ شهوة الغافل؛ لأنه سيجد عند المصافحة نعومة ورطوبة، ويكون بذلك قد وجد لذة وإن لم يقصدها، فكيف إذا قصدها.
والنبي صلى الله عليه وسلم ما صافح امرأة بيده ولا مس جسد امرأة لا تحل له، حتى عندما بايع المؤمنات قال لهن: (إني لا أصافح النساء).
وأرجو أن يعلم الجميع أن الآثار المذكورة للمصافحة من الأمور التي اتفق عليها أهل الكفر وأهل الإسلام، بل إن الدراسات تثبت أن مجرد وجود امرأة بين الرجال فإن ما يشبه التيار الكهربائي المغناطيسي يتحرك جيئة وذهاباً.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالتمسك بهذا الدين الذي باعد بين أنفاس النساء والرجال، وأرجو أن يحرص الشباب على فهم هذا الدين العظيم الذي شهد بعظمته الأعداء قبل الأتباع، وقد عبر كثير ممن دخلن الإسلام عن الراحة التي وجدنها، منها منع الدين مجرد الخلوة والنظرة واللمسة، نسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير.
وبالله التوفيق.