توجيه لفتاة تعاني انشغال صديقتها عنها وعدم إظهار حبها لها

2008-08-19 10:58:30 | إسلام ويب

السؤال:
منذ ثلاث سنوات أحببت صديقة لي حتى أصبحت تفكيري وحياتي وشغلي الشاغل اليومي، أحببتها أكثر من نفسي وأخاف عليها إلى حد الجنون.

(علياء) هو اسم صديقتي، علياء التي يحبها كل من يعرفها، ومن يخالطها يعرف كم هي شخص غامض، ولكنني أحبها رغم غموضها.

مشكلتي معها أنها تكبرني بسبع سنوات مما يجعلها تعاملني وكأنها المسئولة عني، ولا تبادلني أو لا تظهر حبها لي لأنني أعلم أنها تحبني، فهي تفهمني ذلك بشكل غير مباشر، علياء شخص يتحمل مشاكل أكبر من عمرها وطاقتها مما يجعلها تنشغل عني، ولكنها في نفس الوقت تعامل كثيراً من الناس بحب ومسايرة مما يجعلني أشك أنني شخص مميز، تنشغل عني لأيام فأقرر الابتعاد ثم تعود بحب بعد فترة فأنسى المعاناة، وهذا ما يجعلني أعيش في صراع فظيع منذ ثلاث سنوات، تعبت كثيراً من هذا الوضع.

كما أنني أغار من صديقة مقربة لعلياء منذ (17) عاماً تشاركها جميع تفاصيلها اليومية مما اضطرني لمجاراتها وحبها، ومشاركتي تفاصيل تشاركني إياها علياء.

معاناتي وصراعي أكبر من الوصف على الورق؛ لأنها معاناة ثلاث سنوات هامة في حياتي، عطلتني عن كثير من الأشياء، لا أستطيع وصفها بكلمات قليلة كهذه، أريد نصيحة صغيرة تساعدني في طريقي الصعب، وأفكر أن أذهب لطبيب نفسي، ما رأيكم؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ربا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإننا نسألك عن أسباب حبك لعلياء، فإن كانت المحبة لصلاتها وصلاحها ودينها وأخلاقها، وكانت لله وبالله وعلى مراد الله؛ فتلك هي الصداقة المقبولة شرعاً، وهي وحدها التي تدوم ويحصل بها العون على الطاعات، أما إذا كانت المحبة لجمال شكلها أو لحسن كلامها أو لامتلاء جيبها أو لأي سبب دنيوي بحت؛ فتلك صداقة لا نريد لها أن تدوم في ظل المؤشرات المذكورة، وليس من الضروري قطع الصلة كاملة دفعة واحدة، ولكننا ننصحك بأن تبحثي عن صالحات فاضلات في سنك وعمرك، مع اشتراط الصلاح والدين لأنهما الأساس الصحيح.

وكل أخوة وصداقة لا تقوم على الدين والتقوى والإيمان تنقلب إلى عداوة، كما جاء في كتاب ربنا: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67]، وأرجو أن يعلم الجميع أن أهل الإيمان يجعلون المنطلق لحب الآخرين هو حب الله، ومن هذه القاعدة تنطلق جميع المحاب، فيحملهم على ذلك حب أهل الطاعات بمقدار طاعتهم لله، ويدفعهم ذلك إلى أن يكرهوا في أهل العصيان مخالفتهم لأمر الله وشريعته، فإن عادوا إلى الطاعات أحبوهم.

ومن علامات الحب الشرعي الصحيح أنه يزداد بمقدار طاعة المحبوب لله، وأن المحب لا يتضايق إذا ناقشه آخرون في القرب من المحبوب، وأن العلاقة يكون فيها نصح ووفاء، وأنها تكون معتدلة فلا تطغى على محبة الله ورسوله.

فما هو الذي دفعك لحب علياء؟ وهل هي مطيعة لله؟ وهل كنت مضطهدة وضعيفة فوجدت القوة عند علياء؟ وهل تؤثر تلك العلاقة على عبادتك ومهامك في الحياة؟

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تتذكري أنك خلقت لغاية عظيمة، ومرحباً بك وباستفساراتك في كل وقت وحين، وأرجو أن تكون الإجابة واضحة، وعلى كل فنحن سعداء بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net