خطوات تربوية وعلمية لمعالجة طفل مستواه الإدراكي ضعيف

2008-08-27 12:01:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم لثلاثة أطفال، وابني الأوسط عمره (5) سنوات و(8) شهور، وهو ليس غبياً، ولكن مستواه ضعيف، عندما أسأله على حرف من الحروف يأخذ مدة طويلة جداً حتى يرد عليه، وليس عنده ثقة في نفسه نهائياً، مع العلم أنه يكون عارفاً للحرف ولا يعرف الفرق بين الجمع والطرح، مع العلم أنه يجمع ويطرح ولا يحب كتابة الواجب؛ ولذلك كان مقيداً في المدرسة في الصف الأول الابتدائي، فقمت بنقله من أول ابتدائي إلى Kg 2 .

هل ظلمته بهذا؟ أم أني أم فاشلة؟ أم ماذا؟ وخصوصاً أن زوجي سلبي جداً، ولا يهتم بأمور أولاده وأريدهم دكاترة.

ماذا أعمل هل غلطت في نقله من ابتدائي لرياض أطفال؟ وكيف أتعامل معه في دراسته؟ خصوصاً أني أضربه كثيراً، أحس أنه بدون جدوى، أستحلفكم بالله أن تردوا على سؤالي، وخصوصاً أني أربيهم وحدي، وليس لدي خبرة، أستحلفكم بالله أرشدوني للصواب.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أنت على اطلاع، وعلى علم تام أن الأطفال ليسوا على شريحة واحدة في مقدراتهم المعرفية وفي سلوكهم وفي مستوى ذكائهم واستيعابهم الدراسي.

أعتقد أن هذا الابن – حفظه الله تعالى – في حاجة أولاً أن يتم تقييمه تقييماً علمياً صحيحاً وذلك بواسطة الأخصائي النفسي، بمعنى أن يقوم الأخصائي النفسي بإجراء اختبارات الذكاء له وتحديد مقدراته المعرفية، هذه هي نقطة البداية وهي نقطة أساسية جدّاً، وإذا اتضح أن لدى الطفل نوعاً من التخلف البسيط، ولا أتوقع أنه يعاني من علة أساسية، ففي هذه الحالة لابد أن يكثف الجهد من أجل مساعدة الطفل في التعلُّم.
الخطوة التي قمت بها وهي نقله من الصف الابتدائي إلى رياض الأطفال، لا أعتقد أن هذا قرار صحيح بالرغم من احترامي لقرارك بالطبع، وأرجو ألا تحسي بالأسى أو تحسي بالذنب حيال ما حدث، فكان من المفترض أن تقومي باستشارة إدارة المدرسة – المدرسة الابتدائية – وتقومي بالتفاهم مع معلمة الفصل، وبعد ذلك يمكن أن يتخذ القرار، فربما يكون من الأفضل للطفل أن يعيد الصف الأول الابتدائي ولا ينقل إلى رياض الأطفال لأنها بالطبع لن توسع مداركه بنفس النسبة التي يستفيد فيها من خلال تواجده في الصف الأول الابتدائي.

عموماً أرجو ألا تحسي بأي نوع من الأسف على هذا القرار، وما دام الطفل الآن هو في رياض الأطفال دعيه يستمر في هذا المكان، ولكن الذي أفضله هو أن تركزي وأن تكثفي الجهد معه في المنزل، كما أنه سيكون من المفيد له الاستفادة من الألعاب ذات الصفة التعليمية، فهنالك الكثير جدّاً من الألعاب التي تساعد الأطفال في تحسين إدراكهم.

الطفل ذو الاحتياجات الخاصة أو إذا كان لديه نقص في الذكاء لا شك أنه يحتاج لمجهود مضاعف، ولا شك أن أسلوب التحفيز وأسلوب المكافئة وأسلوب التشجيع هو الأفضل مع هؤلاء الأطفال.

بالطبع أنا لا أقر مطلقاً مبدأ أنك تقومين بضربه، فهذا ليس صحيحاً ولا يجوز أبداً، فأنت حين تقومين بضرب الطفل في رأيي من الناحية النفسية أنك تعبرين عن مستوى استيائك وعن عدم تحملك، وهذا لن يفيد الطفل ولن يفيدك أبداً، فأرجو أن تبتعدي الابتعاد الكامل عن ضربه، وأرجو أن تسعي إلى تحفيزه، وأرجو أن تكون توقعاتك أيضاً في حدود المعقول، فإذا كان الطفل محدود المقدرات وأثبت لك الأخصائي النفسي ذلك فلا أقول لك: عليك أن تتجاهليه أو أن تتركي الأمر هكذا، لا بل قومي بجهد معقول بتشجيعه وتكرار الدروس والحروف له - كما ذكرت لك - دون أن تجهدي نفسك وأن تقبلي بمستواه الذي سوف يسير عليه.

أما بالنسبة لوالده فأنت ذكرت أنه سلبي وأنه لا يشارك، وبالطبع أنا لا أستطيع أن أضع أحكاماً عليه، ولكن الذي أنصح به هو أن تنصحي زوجك حين يكون حسن المزاج وفي لحظات طيبة أن أي جهد مع الأولاد سوف يثمر، ولابد أن يشارك ولابد أن يجلس معهم، وأن يخصص لهم وقتاً معيناً من أجل مراجعة دروسهم ومن أجل مساعدتك في شئون التربية العامة.

هنالك أيضاً وسيلة جيدة - إن شاء الله تعالى – تساعد هذا الطفل، وهي أن تتاح له الفرصة بقدر المستطاع لئن يختلط ببقية الأطفال، فالطفل يستطيع أن يتعلم بصورة أكثر وبصورة أكثر جدوى وأكثر نفعاً مع بقية الأطفال، فأرجو أن تتاح له هذه الفرصة.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى أن يحفظ ولدك، وعليك ألا تنزعجي كثيراً، فإن شاء الله سوف يأخذ نصيبه تماماً.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net