الأمور التي تناقش مع الشاب الذي سيأتي لخطبتي
2008-09-01 09:52:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
تقدم لخطبتي شاب وأنا لم أعرفه ولم أره من قبل، وأنا منتقبة، وحُدّد له موعد بالمنزل، فكيف يكون اللقاء؟ وما الذي يجب أن أتحدث فيه معه؟ وكيف أعرف أنه ذو خلق ودين؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير كله، وأن يرزقك الرضا به، كما نسأله -تبارك وتعالى- أن يشرح صدرك لهذا الشاب إذا كان صالحاً مستقيماً، وأن يشرح صدره لك، وأن يجعله من نصيبك إذا كان سيكون عوناً لك على طاعة الله ورضاه، وأن يعينك وإياه على تأسيس أسرة مسلمة طيبة مباركة.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتي الكريمة الفاضلة إيمان- فإن كون هذا الشخص لا تعرفينه ولا يعرفك من قبل، فإن هذا شيء طبيعي؛ لأن الأصل في المرأة أو الفتاة المسلمة الصالحة أنها لا تقيم علاقات خارج الإطار الشرعي، وأنها تحافظ على عفافها وحيائها، وأنها لا تحتك إلا بمحارمها ومن يجوز لها شرعاً أن تتحدث معهم أو تتكلم إليهم، وهذه -ولله الحمد والمنة- نعمة أكرمك الله -تبارك وتعالى- بها؛ إذ أن هناك الكثير من الفتيات يعرفون كل زاعق وناعق؛ ولذلك قبل أن يتقدم الشاب إليها يكون قد قطع معها شوطاً طويلاً من العلاقات المحرمة، أما أنت فقد حفظك الله -تبارك وتعالى- وصانك، فاحمدي الله تبارك وتعالى على ذلك.
أما عن سؤالك: كيف يكون اللقاء؟ فإن من حقه شرعاً عليك أن تكشفي له وجهك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل فسأله عن الخطبة فقال: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)، فتكشفين له عن وجهك كشفاً كاملاً حتى يستطيع أن يتبين جمالك، وأيضاً يديك، فإن العلماء نصوا على أن الخطبة تكون برؤية الوجه واليدين؛ لأن الوجه يظهر منه نسبة الجمال، واليدين تظهر منهما الصحة والقوة في البدن، وهو يجوز له ذلك شرعاً، بل إن بعض العلماء أجاز كشف أكثر من هذا، كبعض الشعر حتى يطمئن الرجل على أنها ليست بقرعاء أو أنها ليست بصاحبة شعر أجعد أو غير ذلك.
ثم بعد ذلك يكون الكلام العادي، السؤال عن محافظته على الصلاة في جماعة، والسؤال عن المشايخ الذين يحبهم أو يـتأثر بهم، والسؤال عن طبيعة عمله، والسؤال عن أصدقائه، والسؤال عن كيفية قضاء وقته، أسئلة من هذا الباب كما لو كانت حواراً، ولكن ليست أسئلة على صورة محضر شرطة (سين جيم)، وإنما في وسط الكلام تحاولي أن تتكلمي معه بطريقة عادية ولا تتكلفي، ويحاول هو أيضاً كذلك أن يكون طبيعياً، فأنت لن تقولي له كن طبيعياً، ولكنك ستعرفينه لأن هذا اللقاء لقاء مصيري بالنسبة لك وله، وكل واحد يحرص على أن يظهر أفضل ما عنده، وأنت تقدمين نفسك له إذا سألك عن شيء فقولي الحق الذي يرضي الله تبارك وتعالى واتركي الأمر لله - سبحانه وتعالى جل جلاله - هذا هو اللقاء.
ليكن هذا طبعاً وقطعاً في حضور أفراد الأسرة أو بعض محارمك؛ لأنه لا يجوز شرعاً له أن يختلي بك، ولا يجوز لك أن تسأليه عن الماضي فيما يتعلق بعلاقاته مع النساء أو غيره؛ لأن هذا ليس لك شرعاً، وأيضاً لا يجوز لك أن تخبريه عن مثل هذه الأمور، فقد يكون أحياناً الأخت مثلاً تعرضت في فترة من فترات حياتها إلى أنها تعلقت بشاب من الشباب – مثلاً – فلا يجوز أن تخبر بذلك، وإنما لك أن تخبري بالظاهر الذي أنت عليه الآن -بارك الله فيك-
إذا سألك مثلاً عن طموحاتك فأنت تسألينه عن طموحاته وتسألينه عن رغباته وعن هوايته، وما الذي يحبه وما الذي لا يحبه، وعن وضعه في الأسرة وعلاقته مع الولدين – وهكذا – حتى تأخذي عنه فكرة عامة، لأنك لا يمكن أن تأخذي عنه فكرة كاملة في وقت واحد، وإنما السؤال كما ذكرت: المسجد الذي يصلي فيه، وعن محافظته على صلاة الجماعة، والكتب التي قرأها، والمشايخ الذين تأثر بهم، وما الذي يحب أن يسمعه من الأشرطة، هل هو يحب مثلاً الأشرطة الدينية أو يحب الأشرطة الاجتماعية – إلى غير ذلك من الأمور –؟ قراءاته أيضاً: ماذا قرأ من قراءات عامة، أيحب قراءة الجرائد والمجلات، والتلفزيون بالنسبة له هل يحب مشاهدة الأفلام والمسلسلات؟ – إلى غير ذلك–، أصدقاءه: هل هم ناس ملتزمون صالحون؟ أين يقضي وقت فراغه؟ إلى غير ذلك من هذا الكلام العام الذي سوف يظهر لك طبيعة الرجل، ولتكن الأسئلة فيها شيء من الذكاء فلا تكون مباشرة، وإنما تكون بنوع من الالتواء حتى تستطيعين معرفة أمره.
أما كيف تعرفي أنه ذو خلق ودين، فهذه مسئولية الأسرة، مسئولة والدك وإخوانك في البحث عنه في محل إقامته وفي مكان عمله، فما دام هو رجل يعمل في مجال فقطعاً له طبعاً علاقات مع زملائه في العمل، فيُسأل عنه في هذا المكان، وإذا أعطى معلومات على أنه يصلي في المسجد الفلاني يُسأل عنه فعلاً هل هو يصلي في هذا المسجد أم لا، وما هي أخلاقه، وعن جيرانه في السكن، وعن أصدقائه، يُسأل عن ذلك كله من قبل أهلك، أما أنت لا تسألي عن ذلك أكثر من هذه الأسئلة التي ذكرتها، تسألينه عن أصدقائه، وهل أصدقاؤه ملتزمون أو غير ملتزمين؛ لأن المرء على دين خليله، فإذا كان ملتزماً فقطعاً سيحرص على أن يكون مع الأخوة الملتزمين، أما إذا كان أصدقاؤه مثلاً غير ذلك فقطعاً سيكون على شاكلتهم، ولا تسألينه هل أنت تدخن أم لا – مثلاً – وإنما اسأليه سؤالاً بطريق غير مباشر: هل أصدقاؤك يدخنون؟ هل هم يجلسون على المقاهي؟! لأنك من خلال ذلك سوف تعرفين شخصيته بعيداً عنه هو دون أن تسببي له مثلاً حرجاً، هل أصدقاؤه متزوجون أم غير متزوجون؟ هل تزورهم في البيت مثلاً، وعلاقتك مختلطة أم علاقتك منضبطة؟! إلى غير ذلك من هذه الأمور.
إذا كان يقيم مثلاً مع إخوانه في بيت واحد كيف تكون طبيعة العلاقة في داخل البيت؟ هل كل واحد حريص على حياته الخاصة؟ هل أنكم مثلاً تأكلون وتشربون معاً رجال ونساء؟! إلى غير ذلك.
كيف تتعامل مع الوالدة ومع الوالد، وما هي نوع العلاقة الموجودة بينك وبينهم، وأرحامك، كلام من هذا -وإن شاء الله تعالى- أنا واثق من أن الله تعالى سيفتح عليك بأشياء كثيرة؛ لأن الأمور ستأتي في وقتها، والكلام سيكون في وقته -بإذن الله تعالى-.
أما عن الخلق والدين -فكما ذكرت- هذه يسأل عنها أهلك وإخوانك: عن الرجل في مكان عمله ومحل إقامته، وأسأل الله -تبارك وتعالى- إذا كان فيه من خير لك في دينك ودنياك أن يجعله من نصيبك وأن يجمع بينك وبينه على خير.
هذا وبالله التوفيق.