أثر الحالة النفسية في تأخر الحمل

2008-09-19 23:02:24 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

أنا متزوجة من ثمان سنوات، حملت في ثاني سنة من الزواج، بعدها أسقطت، ومن ذلك الوقت حتى الآن لم أحمل، مع أن جميع الفحوصات لي ولزوجي ممتازة، وعملت عدة مرات تلقيحاً صناعياً، وطفل أنابيب ولكن دون فائدة، وقد تكررت لي كلمة أنك لم تحملين نفسية.
سؤالي يا دكتور: هل من الممكن أن يكون عدم الحمل نفسياً؟ وإذا كان كذلك هل أحتاج إلى علاج؟

أرجو منك الرد عاجلاً - يا دكتور - وجزاك الله خيراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا يوجد سبب نفسي يمنع الحمل، هذا أمر أكيد وقاطع، أي لا نستطيع أن نقول أن الحالة النفسية للإنسان تُوقف الحمل، ربما تكون الحالة النفسية مؤثرة على الإنسان في المعاشرة الجنسية، فربما تقلل من الرغبة في ذلك، ولكن قطعاً الحالة الجنسية لا تقلل من خصوبة المرأة ولا تقلل من خصوبة الرجل، فإذا التقى الرجل والمرأة وحصل هنالك تلقيح مباشر أو تلقيح غير مباشر ففي هذه الحالة لن تؤثر الحالة النفسية مطلقاً، ولا تؤدي – إن شاء الله – إلى منع الحمل،
إذن أرجو أن تطمئني لذلك.

بالطبع الراحة النفسية العامة تجعل الإنسان أكثر استرخاءً وأكثر تقبّلاً للأمور، فالذي أنصح به هو أن تفوّضي أمرك إلى الله تعالى أولاً وأخيراً، وأن تدعي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، وبعد ذلك تبحثي في الأسباب من تلقيح طبيعي وطفل أنابيب – وهكذا – وأنت - الحمد لله - لا زلت في سن صغيرة - والحمد لله تعالى - العالم يمشي في تطور، وهنالك الكثير من المحدثات التي نسأل الله تعالى أن يجعل لك منها سبباً في أن يحدث الحمل إن شاء الله تعالى.

إذن لا يوجد سبب نفسي يمنع الحمل، فإن هذا هو الأمر الذي أؤكده لك، وفي نفس الوقت أدعوك بالطبع أن تكوني في حالة نفسية مسترخية ومطمئنة، وعليك بالدعاء خاصة في هذه الأيام الطيبة، وأن تفوّضي أمرك إلى الله.
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم اختصاصي الأمراض النفسية، وإليك إجابة الدكتورة سامية النملة اختصاصي النساء والتوليد، كما ذكر لك الطبيب الفاضل، فلا يمكننا أن نقول: إن السبب في ما حصل معك نفسي فقط، ولابد من الأخذ بالأسباب سواء أكانت شرعية أم طبية، والسبب الشرعي كأن يكون من حسد أو عين ونحوها؛ ولذلك فعليك بالالتزام بالصلاة وأذكار الصباح والمساء والرقية الشرعية، كما عليك الإكثار من الاستغفار، وهذا في قوله تعالى في سورة نوح: ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا))[نوح:10-12].
وعليك بالصدقة فإن الصدقة تطفئ غضب الرب، وكما قال عليه الصلاة والسلام: (داووا مرضاكم بالصدقة) ولا تقنطي من رحمة الله تعالى أبداً فرحمته واسعة، وهو قادر أن يهبك الذرية الصالحة بدون تلك الوسائل كلها، فهو القائل في كتابه العزيز: ((لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ))[الشورى:49-50].
فحاولي بشتّى الوسائل من تضرع إلى الله تعالى، ومداومة قيام الليل، وتحري ساعة إجابة الدعاء، وتيقني أنه تعالى لا يرد سائلاً دعاه وإن تأخّرت الإجابة لحكمة لا يعلمها إلا هو، وفي كل الأحوال اجعلي يقينك دائماً في قدرة الله وحده على العطاء، ولا تجعلي يقينك بطريقة أو وسيلة، ولا بطبيب معين، بل هو تعالى يريدك أن تتجردي له بالعبودية، وعندما تعيدين محاولة طفل الأنبوب مرة أخرى فادخلي تلك المحاولة بنفسية متيقنة من عطاء الله، فكما قال عليه الصلاة والسلام: (أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة)، وليس بنفسية من يعمل ما عليه بخوف ووجل من الفشل، فما عليك هو السعي، وتحقيق النتائج ليست بيدك ولا بيد غيرك، بل بيد من يقول للشيء كن فيكون.
أسأل الله تعالى -بمنّه كرمه- أن يعجّل بالفرج، وأن لا تنقضي أيام هذا الشهر الفضيل إلا بسماع خبر يسرك ويفرح قلبك إنه على كل شيء قدير.
والله الموفق.

www.islamweb.net