انطوائية الفتاة وعلاقته بتأخر زواجها

2008-10-08 06:42:58 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، وأعمل كمبرمجة حاسوب - والحمد لله - ملتزمة بديني، وعلى قدر كبير من الجمال -ولله الحمد- أعيش بين أفراد أسرتي، ونحن مكونون من 10 أشخاص، وأنا الثانية من أخواتي، وعددنا نحن البنات 6، مشكلتي أنني أعاني من اكتئاب حاد؛ لأنني إلى الآن لم أتزوج مثل باقي صديقاتي وزميلاتي، وإلى الآن لم يأت أي أحد لخطبتي، وكلما أسمع بأن واحدة من صديقاتي أو ابنة صديقات أمي خُطبت أو تزوجت أبدأ في الكآبة وأظل طول اليوم في نوبة البكاء، حتى في العمل؛ لأن جميع زميلاتي متزوجات فليس لهن حديث طول الدوام إلا عن أزواجهن والأماكن التي اصطحبهن أزواجهن إليها، والهدايا وغير ذلك من الحديث الذي ما أن يبدآن فيه حتى أشعر بالصداع، لا أحسدهن ولكن أحس أني أقل منهن ومن باقي البنات، لا أعلم لماذا حظي هكذا؟! أعلم أنه نصيب، ولكن أحياناً يخطر ببالي أشياء جنونية.

والمشكلة أنه ليس بيدي ما أستطيع فعله، للعلم نحن من عائلة محافظة جداً، وأنا لا أخرج أبداً من البيت إلا للعمل، مشكلتي لا تكمن في هذا الجانب فقط لكن لدينا في البيت مشاكل كثيرة جداً، وأحس أنه لا مخرج لي من هذه المشاكل التي لا تنتهي إلا الزواج، للعلم فأنا قطعت جميع علاقاتي بصديقاتي المتزوجات وبقيت وحدي!

أخبروني ماذا أفعل أكاد أجن من التفكير والبكاء!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م.ه.ا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكيف يتعرف الناس على فتاة لا تخرج من البيت؟ وكيف يفكر شاب في التقدم إلى أسرة فرضت على نفسها حصارا وانعزالا عن الآخرين؟ وكم تمنينا أن تتواصل الأسر المحافظة مع أسر محافظة، فإن في الناس خيراً كثيراً، والإنسان مدني بطبعه، ولا يمكن أن يعيش وحده، وأحسن من قال:
الناس للناس من بدوٍ وحاضرة بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم

ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك رشدك، وأن يصلح حالنا وحالك.

والحقيقة نحن ننصح كل فتاة صالحة بضرورة أن تذهب إلى أماكن الصالحات وتحرص على شهود الخير وسماع المحاضرات، وتشغل نفسها بحفظ القرآن ومجالسة الصالحات؛ لأنه ما من امرأة منهنَّ إلا ولها أخ أو ابن أو محرم تبحث له عن فتاة صالحة، وماذا فقدت من وجدت الدين والجمال؟!

فاحمدي الله على ما أعطاك، واعرضي ما عندك على أخواتك الصالحات، وسوف تجدين هناك الخير، وتسعدين بالمعرفة، وستعرفين أيضاً معاناة الكثيرات ممن فقدن العافية أو حُرِمن من الوظيفة والمال، والإنسان إذا وقف على معاناة الآخرين نسي ما عنده من الأزمات ووجد في ذلك العزاء.

وهذه وصيتي بتقوى الله ثم بضرورة اللجوء إليه، وكوني واثقة أنه سيأتيك ما قدره لك الوهاب، فكوني على الحق والخير والصواب، ونسأل الله أن يلهمك رشدك وأن يعينك على حفظ الكتاب، فحافظي على وقارك والحجاب، واعلمي أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، بل قد يعطيها لمن يكفر لأنها لا تزن عنده جناح بعوضة، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه، فاحمدي الله على ما أعطاك، وسوف يعطيك ويحقق لك مبتغاك.

وكم نحن سعداء بتواصلك مع الموقع، وأرجو ألا تنزعجي للمشاكل الحاصلة في المنزل، فإنه لا يخلو بيت من تلك المشاكل، ولكن الفرق في التعامل مع الأوضاع، والنجاح يتحقق بتوفيق الله ثم بإعطاء كل مشكلة حجمها المناسب وحصرها في إطارها الزماني والمكاني، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net