ضعف الذاكرة والسمع والبصر، هل له علاقة بالعادة السرية؟
2020-04-05 22:55:05 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالب في أمريكا حالياً، وكنت أمارس العادة السرية ما يقارب10 سنوات، وقبل ذهابي إلى أمريكا توقفت عن هذه العادة، وأنا الآن أعاني من أضرارها، كضعف في الذاكرة بشكل كبير، وأصبحت نحيفاً، وضعف في السمع والبصر، والأمر المهم والخطير هو أني أعاني من طنين في رأسي بسبب هذه العادة.
أرجو من الدكتور أن يخبرني على هذا الطنين الذي في رأسي منذ 7 سنوات!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد القادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فللعادة السرية أضرار سلبية وآثار جانبية تخص بالأكثر الناحية الجنسية والتهابات واحتقان البروستاتا، وأكثر من ذلك الناحية النفسية، والتي قد تؤثر على ثقة الشخص بنفسه وقدرته على التعايش وعلى التحصيل، وعلى التقدم في الحياة بشكل عام.
ولكن لا نعطي الأمور أكبر من حجمها، فالعادة السرية لا تسبب ضعف الذاكرة، ولا تسبب ضعفا في السمع أو البصر، وكذلك لا تسبب طنينا في الرأس، صحيح قد يسبب الإفراط في الممارسة الإجهاد وفقد الوزن، ولكن نجد أشخاصاً كثيرين مدمنين للعادة، ووزنهم زائد، فالعبرة في الوزن تكون بطبيعة الشخص واستعداده الوراثي والتغذية والهرمونات.
لذا لا بد من البحث عن أسباب أخرى لما ذكرته من أعراض، وقد يحتاج الأمر إلى بعض التحاليل للوصول إلى سبب هذه الحالة.
والله الموفق.
------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. براهيم زهران -أخصائي الذكورة والتناسلية-،
تليها إجابة: د. محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
-----------------------------------------------
فإني أود أن أضيف إلى إجابة الدكتور إبراهيم زهران – حفظه الله تعالى – والواضحة بذاتها وهي وافية تماماً، لكن أولاً أقول: لقد سعدت كثيراً أن أقلعت عن ممارسة العادة السرية، وهذا أمر لا بد أن نهنئك به، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على ما هو صواب وعلى العمل الصالح، وأن يطهر قلبك، وأن يحصن فرجك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
الأعراض التي ذكرتها فإن العادة السرية من الناحية النفسية قد تسبب اهتزازاً في الثقة بالذات، وقد تسبب بعض القلق الداخلي والشعور بالذنب لدى البعض، وهنالك أيضاً دراسات تشير أن الإدمان على هذه العادة ربما يؤدي إلى ما يعرف بعدم القدرة على التكيف والذي يظهر في شكل أعراض عسر مزاج.
أنت قد توقفت - والحمد لله - وهذا أمر إيجابي جدّاً، وبالطبع لا يمكن أن نفسر كل الأعراض التي ذكرتها أنها ناتجة من العادة السرية، الأعراض التي ذكرتها من الواضح أنها أعراض القلق النفسي، وحتى ربما يكون هنالك أيضاً أعراض اكتئاب نفسي خفيف إلى متوسط، وشعورك بالإجهاد وفقدان الوزن، كل هذا ربما يعطي هذه المؤشرات: بأنك تعاني من نوع من القلق النفسي أو ما يعرف بالقلق الاكتئابي البسيط.
الخلل في السمع والبصر لا علاقة له بالعادة السرية أو ممارستها أو إيقافها، والطنين في الأذن كذلك لا علاقة له بذلك، ولكن يعرف أيضاً أن الطنين في الأذن يمكن أن يكون أحد أعراض القلق النفسي، وضعف السمع وضعف البصر لا يمكن التأكد منه إلا إذا قمت بمقابلة المختصين، وتم قياس السمع وتم قياس البصر.
في بعض الأحيان حينما يأتي القلق للإنسان ربما يستشعر بأن أحاسيسه والحواس لديه لا تعمل بالصورة الصحيحة، ولكن حين تم قياس مستوى عمل هذه الحواس يوجد أنه طبيعي، فلذا أنصحك بالقيام بفحص للسمع وللبصر، وبمقابلة طبيب الأنف والأذن والحنجرة.
سوف يكون مفيداً لك أيضاً؛ لأن الطنين من أكبر أسبابه -بجانب القلق النفسي- هو أمراض الأذن الداخلية، فحين تقابل طبيب الأنف والأذن والحنجرة سوف نتأكد من سلامة الأذن وربما يوجد سبب يفسر هذا الطنين، وإن كنتُ أرى أن القلق هو عامل أساسي فيه.
عليك أن تتذكر أنك الحمد لله قد حررت نفسك من هذا الاستعباد، وهذا في حد ذاته يعتبر علاجاً فاعلاً.
ثانياً: سأصف لك أحد الأدوية التي أعتبرها جيدة وممتازة جدّاً وتساعد في علاج مثل هذه الحالة، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرامات (نصف حبة) - من فئة الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرة مليجرامات ليلاً واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسة مليجرامات ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
هذا العلاج سوف يساعدك كثيراً في تحسين الذاكرة، والذي أعتقد أنه ناتج بالطبع من القلق، وحتى في فقدان الوزن الذي هو في الأصل غالباً يكون ناتجاً من القلق وشيء من الاكتئاب، فالسبرالكس - إن شاء الله تعالى – سوف يقضي على كل هذه الأعراض، وسوف تعود لك طاقاتك النفسية والجسدية.
ونصيحتي الأخرى هي ضرورة ممارسة الرياضة، فالرياضة تساعد كثيراً في إنعاش الطاقات النفسية والطاقات الجسدية، وذلك من خلال إفرازات فسيولوجية داخلية تساعد على تنشيط أجهزة عصبية معينة، وهذا يحسن كثيراً من قوتك النفسية والجسدية، وهذا هو الذي أنت في حاجة إليه الآن.
أهنئك مرة أخرى على إقلاعك عن ممارسة هذه العادة القبيحة، وأسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك، وعليك الثبات على هذا الأمر، وعليك بتناول الدواء الذي وصفته لك، وعليك أيضاً أن تتفهم التفسيرات التي أعطيتها لك، وسيكون من المستحسن أن تقابل طبيب الأنف والأذن والحنجرة، ولا بد أيضاً أن تتأكد من مقاس البصر، وبقي أن تجتهد في دراستك وأنت في هذه البلاد البعيدة، ولا بد أن تستغل وقتك استغلالاً طيباً، وتركز على التحصيل الدراسي حتى تأتي بالدرجة العلمية التي تشرفك وتشرف أهلك وذويك.
لا شك أيضاً أن حرصك على العبادات وعلى الصلوات، والتقرب من الله تعالى، وقراءة القرآن، وذكر الله تعالى، خاصة في مثل هذه الغربة سوف يكون خير معين لك، و-إن شاء الله- سوف تجد الإخوة الملتزمين الذين يأخذون بيدك، وتجد منهم كل المساندة والمؤازرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وبالله التوفيق.