الخراج بجانب فتحة الشرج مع آلام وتقيح

2008-11-15 20:46:00 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فكانت بداية معاناتي عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، عندما تضخمت المنطقة بين الفخذين وبجانب الشرج حتى أصبحت أجد صعوبة في المشي.

أخذني أبي إلى الطبيب فقال: إنه خراج بسيط وأعطاني مرهماً أسود للتليين والمساهمة بفتح الخراج، وقال لوالدي: عندما يفتح يجب أن يعصر جيداً، وأعطاني مراهم أخرى لمعالجته.

وفعلاً حدث ما أخبرني به الطبيب، وتم كل شيء كما قال، وانتهت المعاناة، ولكن بعد سنة تقريباً عادت الحالة وقمنا بما يجب دون مراجعة الطبيب.

ومنذ ذلك الحين إلى اليوم أشعر وكأن لي دورة كدورة النساء كل شهر أو كل شهرين أو أحياناً قيح مستمر وأحياناً يخمد لمدة أربعة أو خمسة شهور.

اعتدت على هذه الحياة وأهلي لا يعلمون شيئاً حول الموضوع واعتقدوا أني شفيت، وأقوم بتنظيف ثيابي الداخلية شخصياً، ولاحظت وجود علاقة وثيقة بينه وبين ما أتناوله من موالح.

السؤال ما هو مرضي؟ وهل يمكن أن يكون قد تطور الخراج؟ وهل أعاني من بواسير أو أي شيء آخر؟ هل هناك علاج فعال على شكل مراهم ومحاليل أستطيع أخذها؟ فأنا لا أجد أو لا أملك نقوداً للذهاب للطبيب.

وهل أستطيع إكمال بقية حياتي هكذا دون معالجة؟

شكراً جزيلاً لكم ووفقكم الله.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فما تعاني منه إما أن يكون ما يسمى بكيس شعر Pilonidal cyst ويسمى كذلك بالناسور العصعصي.

وهو عبارة عن كيس أو قناة تحتوي على شعر متساقط، ويظهر في الغالب عند العقد الثاني من العمر، وموقعه أسفل الظهر، يعاني مرضاه من آلام وإفرازات دموية بصورة مزمنة، أو يظهر بصورة مفاجئة على شكل خراج مسبباً آلاماً حادة وتورماً أسفل الظهر.

وهو ليس له أسباب واضحة، ولكنه يكثر عند من يقودون السيارات لمدة طويلة ومسافات كبيرة، وكذلك فإن الملابس الضيقة والتعرق الموضعي أو الرضوض الموضعية لها تأثير، ولكن يبدو أن هناك قابلية فردية لحدوث ذلك.

أو أن يكون السبب هو الناسور الشرجي Fistula in ano:
وهو عبارة عن قناة تربط بين فتحة داخل الشرج وأخرى خارجية على الجلد، يتكون الناسور نتيجة لخراج حول الشرج يفتح تلقائياً، أو جراحياً، بصورة غير كاملة، يكون على أنواع حسب موقعه وبعد الفتحة الداخلية فإما يكون سطحياً أو عميقاً، ويكون مفرداً أو متشعباً.

ويسبب الناسور كذلك آلاماً مع إفرازات دموية أو مخاطية تؤدي إلى حكة ورطوبة في المنطقة.

والطبيب يستطيع تحديد السبب إن كان هو كيس شعر أو ناسوراً شرجياً.

وعلاج كيس الشعر يكون بإزالة شعر المنطقة بالليزر، ثم يتم استئصال الناسور إما بواسطة جهاز الأمواج عالية التردد وتحت التخدير الموضعي ثم خياطة الجرح بطريقة خاصة، يغادر المريض بعدها ليمارس حياته الاعتيادية ويتم رفع الخيط بعد سبعة أيام، أو بالاستئصال الكلي للكيس.

أحياناً يكتفى بالمعقمات الموضعية أو المضادات الحيوية الفموية، ولكن تعتبر هذه الطريقة علاجاً مانعاً للتقيح والمضاعفات وليس علاجاً شافياً.

وأما علاج الناسور: فإنه يتم تحديد مسار الناسور السطحي بواسطة مسبار، ثم يتم استئصاله بواسطة جهاز الأمواج عالية التردد تحت التخدير الموضعي، في حين يتم استئصال الناسور العميق أو المتشعب في المستشفى وتحت التخدير العام، يحتاج المريض بعدها إلى مغاطس وغيارات لعدة أيام.

وكما ترى ففي كلا الحالتين فإن العلاج النهائي هو العملية الجراحية، ونرجو من الله أن ييسر الأمور عليك فتستطيع الذهاب للطبيب لأن المراهم الموضعية والمغاطس والكمادات ليست إلا علاجات مؤقتة.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net