أمور زواجنا متعسرة
2008-12-22 12:40:58 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن ست بنات، وأمور زواجنا متعسرة جداً، وأخي يجد مشقة في الزواج، والتي تتزوج منا تعيش حياة سيئة مع زوجها تصل إلى درجة الطلاق، علماً بأن والدي صالحان، ونحن جميعاً نصلي ونحاول المحافظة على قراءة القرآن والاستغفار والأذكار، فما سبب ذلك الضيق؟ وما هو الحل؟ وهل من دعاء لتيسير أمور زواج أخي الذي يخشى على نفسه الوقوع بالمحرمات؟!
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رؤى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتكم وأن يقضي حاجتكم، وأن يمنَّ عليكم بأزواج صالحين مؤمنين متقين يُدخلون السعادة والسرور عليكم، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فالذي أراده الله هو كائن، والذي يحصل لكم إنما هو بقدر الله تعالى وعلمه وإرادته سبحانه، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، ويقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم: (( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ))[القمر:49]، ويقول أيضاً: (( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ))[الأنبياء:35].
فالدنيا كلها مقدرة من الله تبارك وتعالى، وكل ما يقع فيها إنما هو بعلم الله وبإرادته وقدرته، ولكن الله شاء أن يجعل الدنيا دار امتحان وابتلاء واختبار، فهناك من يبتلى في صحته وهناك من يبتلى في ماله وهناك من يبتلى في نفسه وهناك من يبتلى في بدنه وهناك من يُبتلى في أولاده، بل وهناك من يبتلى في دينه، وأنتم قد ابتليتم في قضية تعسر الزواج، ولكن ما سوى ذلك فهناك نعم كثيرة أكرمكم الله تبارك وتعالى بها.
فينبغي الرضا بما قسم الله تبارك وتعالى، فهو أعظم حلٍ، وأعظم علاج، وأنجع وأقوى سبيل للخروج من هذه الأزمة النفسية، لأننا عندما نعلم أن الله لا يقدر إلا الخير، فإن قدر الله كله خير، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (الخير كله في يديك والشر ليس إليك)، ولكن هناك احتمال أن يكون هناك أسباب لهذا التعسر، ولذلك أتمنى أن تجربوا الرقية الشرعية، فقد يكون هناك حسد للأسرة كلها، وقد يكون هناك سحر أيضاً لمنع الزواج، وهذا ظلم واعتداء من الناس.
فبعض الناس أحياناً لا يروق لهم أن يروا أسرة سعيدة وعندما يرون أحداً يبدو عليه السعادة كأنما أُخذت السعادة منه ودفعت أو أعطيت لشخص آخر، ولذلك يلجئون إلى الحسد أو الحقد وأحياناً قد يستعملون السحر ويستعملون الدجل والشعوذة، لأنهم لا يحبون أن يروا غيرهم سعيدا.
وسوف تجدين أشرطة الرقية في التسجيلات الإسلامية، وهناك كتيبات توزع بالمجان عن الرقية الشرعية، وتستطيعون أن تشتروها من المكتبات الإسلامية (كيف يعالج الإنسان نفسه)، (كيف ترقي نفسك بنفسك)، فابدؤوا مع بعض دون حاجة إلى أحد، خاصة وأن الوالدين بفضل الله من أهل الصلاح والاستقامة، فليبدأ والدك – حفظه الله – برقيتكم جميعاً من الحسد والسحر.
وإذا وجد الأمر صعباً فيمكنكم الاستعانة ببعض المشايخ المعالجين الثقات ليقوم برقيتكم جميعاً، وأنا واثق أن الله تعالى سيجعل الرقية سبباً في الشفاء؛ لأن الله تبارك وتعالى كما جعل الدواء سببا في الشفاء جعل الرقية أيضاً سبباً في الشفاء، وكثير من الأمراض تعالج ببركة القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والرقية الشرعية إذا لم تنفع لن تضر لأنها عبارة عن كلام الله وكلام نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
فإن تيسرت الأمور وانفرجت هذه المشكلة فحسن، ولكن إذا لم تتيسر فأتمنى أن تستعينوا ببعض المعالجين الثقات من ذوي الصلاح والديانة ليقوم برقيتكم، وأنا واثق إن شاء الله أنه بعد الرقية ستنفرج هذه الأمور تماماً وتتحسن أحوالكم ويتخطفكم الرجال ويقبلون على خطبتكم بإذن الله.
وأما الدعاء فلا يوجد هناك دعاء معين لتيسير أمر الزواج، وإنما الدعاء العام: (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، فأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً)، ثم دعاء الكرب (( لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ))[الأنبياء:87]، (لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش العظيم)، إلى غير ذلك من الأدعية العامة التي وردت في القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام، نسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتكم وأن يقضي حاجتكم وأن يمنَّ عليكم بأزواج صالحين عاجلاً غير آجل، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.