الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبارك فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية!
أيتها الأخت الفاضلة! فأنت الآن تتناولين الألسترال منذ (24) يوماً، وهذه المدة ليست كافية لأن نحكم على الدواء بالنجاح أو الفشل، والذي أنصحك به هو أن ترفعي الجرعة إلى حبتين في اليوم، أي: الجرعة تكون 100 مليقرام يومياً، ويفضل أن تتناولي الحبتين مع بعضهما البعض قبل ساعة من النوم.
والأسترال يمكن أن يتم تناوله حتى (4) حبات في اليوم أي: (200) مليغرام، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة إلى ذلك، فأنا لا أفضل كثيراً الانتقال من دواء إلى دواء، والأبحاث كلها تشير إلى أن الدواء يجب أن يعطى فرصة (12) أسبوعاً على الأقل ثم بعد ذلك الحكم على هذا الدواء إن كان مفيداً أو غير ذلك.
فأرجو أن ترفعي الجرعة وإن شاء الله سوف تحسين بالتحسن، ولابد أن تستمري على جرعة (100) مليجرام لمدة (6) أشهر، وهذا هو الذي أنصحك به الآن وبعد ذلك يمكنك أن تخفضي الجرعة إلى 50 مليجرام مرة أخرى وتستمري عليها كجرعة وقائية لمدة (6) أشهر إلى عام؛ وذلك حتى نتأكد إن شاء الله أن هذه الأعراض لن تنتابك مرة أخرى.
أما الشعور بالاختناق وعدم القدرة على التركيز وكذلك الانفعالية، فما هي إلا صورة من صور القلق النفسي وهذه حقيقة تعالج بتمارين الاسترخاء، فتمارين الاسترخاء بجانب الدواء تعتبر من الوسائل العلاجية والتدعيمية الفعالة جدا؛ فأرجو أن تطبقي تمارين الاسترخاء تطبيقا دقيقا وذلك بالاستعانة بأحد الاختصاصيات النفسيات حتى تدربك على هذه التمارين، أو بالحصول على أحد الكتيبات أو الأشرطة التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين، وهذه وسيلة علاجية هامة وضرورية أرجو أن تعطيها الأهمية المطلوبة ولا تعتمدي على الدواء فقط.
أما بخصوص الاستيقاظ من النوم، فإن شاء الله حين ترفعين جرعة الأسترال إلى (100) مليجرام، فقطعاً بإذن الله تعالى سوف يساعدك في النوم، ولابد أن تحسني صحتك المنامية أيضاً بممارسة تمارين الاسترخاء وتجنب النوم النهاري، وعدم تناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء، وتثبيت وقت النوم والحرص على الأذكار، وهذه كلها معينات ممتازة جداً لتحسين النوم.
وحتى تسعدي نفسك لابد أن تفكري إيجابيا، فتذكري الأشياء الجميلة في حياتك، وأنت في بدايات الشباب وهذا هو وقت القوة ووقت إسعاد الذات، وأنت طالبة في كلية الطب وهذا من فضل الله عليك وإن شاء الله أمامك مستقبل إيجابي وطيب جداً، والإنسان يستطيع أن يجلب السعادة لنفسه ويجلب الرضا لنفسه بالتفكير الإيجابي، فحاولي أيضاً أن تتواصلي مع زميلاتك ومع صديقاتك وأن تملئي فراغك بصورة صحيحة، ولابد أن تكون نظرتك مستقبلية، عيشي على الأمل عيشي الحاضر بقوة والمستقبل برجاء.
وبالنسبة للمشكلة العاطفية التي ذكرتيها، فهذه قد انتهت ولابد أن تضعيها في خزينة الماضي، وكثرة التفكير في المشكلة العاطفية يجب أن لا يشغلك، فهذا الأمر قد انتهى وهي مجرد تجربة وليس أكثر من ذلك ويجب أن تتركيها في خزينة الماضي، والماضي نستفيد منه بكل تجاربه إذا كانت سالبة أو موجبة، نستفيد منه لتطوير المستقبل وليس أكثر من ذلك، فلا تكوني حساسة حول هذه الأمور.
وأسأل الله تعالى أن يجعل لك ما هو آت خيراً عما سبق، وكوني أكثر تفاؤلاً وقوي ثقتك بالله أولاً ثم بمقدراتك، وأنا أعتقد أن المستقبل أمامك مشرق جداً بإذن الله تعالى، وأرجو أن تقيمي نفسك تقييماً إيجابياً واقعياً، والتقدير والتقييم الإيجابي لا يأتي إلا إذا كنا مستبصرين ومسؤولين حيال أنفسنا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.
-------------
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة علاج عدم التركيز سلوكياً : (
226145 _
264551 ) وعلاج السرحان والشرود الذهني سلوكياً : (
273281 -
253691 -
269396)، وآداب النوم: (
277975 ).
وفقك الله للخير!