أسباب بعض الظواهر المصاحبة للنوم

2008-12-31 13:00:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ ثلاث سنوات من الفزع أثناء النوم، وكثيراً ما أفيق من نومي على صراخي بطريقة غريبة، حيث أني أحلم وأحاول الصراخ، لكني لا أنجح بسبب إغلاق فمي، فأُصدر صوتاً عالياً يجعل إخواني يسرعون لإيقاظي.

وبعد الإفاقة أهدأ بشكل سريع وكأن شيئاً لم يكن، وكثيراً ما أشعر أثناء صراخي أني نصف مستيقظ، لكني غير قادر على استيعاب ما أنا فيه، وأشعر بإخواني وهم قادمون من بعيد لإيقاظي، وأحياناً تتكرر هذه الحالة في النهار، فهل هذه المشكلة ناجمة عن سبب نفسي؟

علماً بأني إنسان انطوائي وقليل الاختلاط بالمجتمع، كما أني أمر بفترات إحباط كثيرة، وأحياناً تختفي هذه المشكلة أسبوعا أو أسبوعين ثم ما تلبث أن تعود.

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صابر عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن النوم يكون مصحوبا في بعض الأحيان بعدة ظواهر، منها ظاهرة الفزع أثناء النوم وظاهرة الكلام أثناء النوم أو المشي أثناء النوم، فكلها ظواهر معروفة لدى الأطباء، ولا أحد يعرف أسباب هذه الحالات، ولكن هنالك ملاحظات مهمة، وهي:
أولاً: هذه الظواهر تظهر لدى بعض الناس الذين لديهم تاريخ أسري بنفس الحالة، أي يكون أحد الأقرباء يعاني من نفس هذه الحالة أو كان يعاني منها في مرحلة حياتية معينة.

ثانياً: هذه الظواهر نشاهدها أكثر لدى الذكور.

ثالثاً: تكثر هذه الظواهر في مراحل عمرية معينة، فقد تظهر في مرحلة البلوغ أو ما بعد البلوغ، ثم تختفي وبعد ذلك ربما تظهر في مرحلة عمرية أخرى أو لا تظهر.

رابعاً: يلاحظ أن الإجهاد النفسي يلعب دوراً في هذه الحالات، وكذلك الإجهاد الجسدي في أثناء النهار يلعب دوراً في ظهور مثل هذه الحالات.

وهناك تفسير لتلك الأحلام، حيث اعتبرها بعض علماء النفس أنها عبارة عن متنفس وعن صمام أمان للتعبير عما بداخل النفس من أشياء ربما لا يعبر عنها أثناء اليقظة بسبب الانطوائية أو الحياء، أو أنه يلجأ إلى الكتمان فتظهر لديه في شكل أحلام، وتكون غالباً أحلاماً مزعجة.

وأما ظاهرة أنك لا تستطيع الحركة، وأنك تصرخ، ولكنك لا تستطيع أن تفتح فمك كاملاً فهي ظاهرة معروفة؛ لأنه يحدث شبه شلل لبعض العضلات أثناء النوم.

والنوم ينقسم إلى أربع مراحل، وهذه الظاهرة تكون في مرحلة معينة من مراحل النوم، ولا نستطيع أن نقول أنها مرض نفسي، ولكنها ظاهرة مرتبطة بظروف وأوضاع معينة.

ومع العلاج غالباً ما تنتهي هذه الحالات تلقائياً، وينصح بأن يحاول الإنسان أن يكون مسترخياً قبل النوم لساعة أو ساعتين، وأن لا يكون هناك مجهود جسدي أو ذهني، ولا ينصح أبداً بمشاهدة الأفلام التلفزيونية، خاصة الأفلام العنيفة وهكذا، فربما تنعكس على الإنسان سلباً وتؤدي إلى تدعيم هذه الظواهر.

ولابد أن يكون هناك حرص كامل من جانبك على أذكار النوم، وحبذا لو توضأت قبل النوم وصليت ركعتين، فهذا فيه خير كثير بالنسبة لك، ويجب أن تتجنب النوم النهاري بقدر المستطاع، ويجب أن تتناول طعام العشاء مبكراً، وأن تكون الوجبة خفيفة وغير دسمة.
وننصحك بممارسة التمارين الرياضية في أثناء النهار أو قبل المغرب، وحاول أن تعبر عما بداخلك ولا تحتقن، ولا تجعل الأمور التي لا ترضيك تتراكم مما يؤدي إلى شعورك بالقلق والتوتر.

وسوف أصف لك علاجاً دوائياً هو في الأصل علاج مضاد للقلق والاكتئاب، ولكنه وجد أنه مفيد في هذه الظاهرة، والدواء يعرف باسم (التفرانيل)، ويسمى علمياً باسم (امبرمين) فأرجو أن تتناوله ليلاً بمعدل حبة واحدة لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى عشرة مليجرامات ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على كيفية الرقية الشرعية في الاستشارات التالية: (237993- 236492-247326)، وأذكار وآداب النوم (277975)، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net