خروج قطرات من البول نتيجة التوتر المتولد عن الوسواس القهري المتعلق بالطهارة

2009-01-08 11:53:24 | إسلام ويب

السؤال:
كنت أعاني من وسواس قهري قبل عدة أشهر، ثم خف تدريجياً ولكني أصبحت بعد الوضوء أخاف من نقضه فأتوتر وأشعر بالحاجة لدخول الحمام مرة أخرى، وتخرج مني بضع نقاط من البول، وبعد أن أنتهي من الصلاة لا أشعر بشيء، فماذا أفعل؟!

وشكراً.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عاشقة الأقصى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوساوس القهرية هي نوع من القلق النفسي وليست أكثر من ذلك، والوساوس القهرية قد تكون في شكل أفكار أو خواطر أو نوع من المخاوف أو أفعال وأعمال تأخذ طابع الرتابة والطقوسية، وقد يجد الإنسان صعوبة في مواجهتها والتخلص منها بالرغم من قناعاته التامة بأنها ليست ذات جدوى وأنها سخيفة.

العلاج الأساسي للوساوس القهري هو أن يتفهم الإنسان طبيعة هذه الوساوس وأنها هي نوع من القلق النفسي وليست أكثر من ذلك، وهي ليست دليلاً على وجود مرض عقلي أو مرض ذهاني، وهي ليست ضعفا في شخصيتك وليست قلة في إيمانك أبداً، والذي يتفهم طبيعة الوساوس هذا يساعده كثيراً في علاجه.

وأما بالنسبة لتدخل الشيطان ووسوسته فإن الشيطان يوسوس في كل شيء ويترصد الإنسان، ولكن الإنسان مكرّم عليه والإنسان أقوى منه، والإنسان الذي يتمسك بعقيدته ويكثر من التعوذ والاستغفار لن يجد الشيطان له طريقاً إليه لكي يضله أو يغويه، وكما قال تعالى: ((إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ))[النحل:99]، وكما قال تعالى: ((إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ))[الإسراء:65].

وهذه الوساوس هي حالات نفسية؛ لأنه قد ورد علمياً أنه توجد بعض التغيرات البيولوجية والتغيرات الكيميائية التي تؤدي إلى هذه الوساوس، فالتفهم الواعي للوسوسة القهرية يساعد إن شاء الله في علاجها.

وعليك بالثقة في النفس، والتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وتطبيق المبادئ السلوكية الأخرى والتي تقوم على التعريض مع منع الاستجابة – هذا منهج سلوكي معروف – والتعريض نعني بأن يعرض الإنسان نفسه إلى مصدر وساوسه ولكنه لا يستجيب، فأنت في حالتك عليك أن تتوضئي ولا تعيدي الوضوء مطلقاً، هنا تكوني قد عرضت نفسك لمصدر الوسواس وهو الوضوء وكذلك الخوف من نقضه، ولكنك لا تقومي أبداً بإعادته حتى لو أتاك هذا الشعور بالدخول إلى الحمام، إذن تحقير الفكرة ومقاومتها مع التعريض لها يعتبر علاجاً أساسياً.

وأما بالنسبة لخروج نقاط من البول منك هل هو شعور أم هو حقيقي، فإذا كان شعور فقط فهذا الشعور يجب ألا يُتبع ويجب أن يتم تجاهله بصورة تامة، أما إذا كان حقيقيا فالذي أنصح به هو أن تقومي ببعض الفحص على الأقل، وذلك بفحص البول والتأكد من أنه لا توجد أي التهابات، كما أنه سيكون من المفيد لك أن تذهبي دائماً إلى الحمام قبل الوضوء وتقضي حاجتك، وبعد أن ينقطع البول أرجو أن تدفعي قليلاً ليخرج ما تبقى من البول؛ لأنه يُعرف أن لدى بعض الناس حتى حين انقطاع البول يتبقى لديهم حوالي عشرون إلى ثلاثين بالمائة من كمية البول، تكون لازالت موجودة في داخل المثانة، ولذا يجب أن يدفع الإنسان هذا الدفع العضلي لكي يخرج ما تبقى من بول.

فهذا سوف يكون أمراً مساعداً بالنسبة لك، وحتى نتأكد من أن هذه الوساوس وهذا القلق وهذا التوتر زال زوالاً كاملاً سوف أصف لك دواءً بسيطاً وفعالاً ومتميزاً وليس له أي ضرر إن شاء الله عليك، هذا الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم ترفعين الجرعة بعد ذلك إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضين الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وبعد ذلك تتوقفين عن تناوله.

هذا الدواء يعالج القلق خاصة الوساوس القهرية، وهو يحسن المزاج إن شاء الله تعالى، ويجعلك تحسين بالاسترخاء، وهذا في حد ذاته سوف يعود عليك إن شاء الله تعالى بالفائدة، ويرفع من كفاءتك النفسية، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على العلاج السلوكي للوساوس في الاستشارات التالية: (262448-262925-262925-261359-262267).

نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net