الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مودي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
فإنا -إن شاء الله تعالى– سوف نتحرى الدقة في الإجابة على سؤالك، وهذا هو النهج الذي يتبعه هذا الموقع دائماً.
أعراضك تنقسم إلى أعراض نفسية وإلى أعراض جسدية، والأبحاث العلمية كلها تشير أن هنالك رابطاً قوياً جدّاً بين هذه الأعراض النفسية والأعراض العضوية، والأعراض النفسية هي التي تسبب ما يحدث من أعراض عضوية كالدوخة وارتجاع للعصارة المعدية وسرعة ضربات القلب.
هذه كلها هي ذات منشأ نفسي والسبب فيها هو القلق النفسي، ولذا تُسمى هذه الحالات بـ (النفسوجسدية).
أنت عبرت بوضوح شديد عن المكون النفسي لحالتك، وهو أنك تعاني من الخوف والقلق والتوتر والوسواس القهري، وحتى إن كانت هذه الأعراض جديدة بالنسبة لك إلا أنني أرى أنها كانت موجودة من بداية الحالة ولكنها لم تظهر بصورة واضحة، فالقلق ربما يكون قلقاً مقنعاً، بمعنى أنه قلق داخلي لا يستشعره صاحبه في مكونة النفسي ولكن يستشعر فقط الجانب العضوي فيه.
أرجو أن يكون هذا واضحاً بالنسبة لك، فالحالة هي قلق نفسي، والقلق النفسي أدى إلى الأعراض الجسدية، والعلاقة تأتي من أن التوترات الداخلية تؤدي إلى تقلص وانشداد في عضلات معينة في الجسم مثل عضلات المعدة والقولون وعضلات الصدر وعضلات الرأس، وهذا كله يؤدي إلى الأعراض الجسدية، وتوجد أيضاً تفاعلات فسيولوجية ناتجة من القلق مثل تنشيط الجهاز السمبثاوي Sympathetic، وهذا حين ينشط تزداد ضربات القلب، وهذا هو الذي يحدث لديك.
يعتقد أن هذه الحالات ناتجة من التركيبة النفسية للشخصية، بمعنى أن هنالك سمات وصفات خاصة توجد في شخصيات بعض الناس تجعلهم أكثر عرضة لهذا النوع من القلق، وهنالك نظرية أخرى تقول: إن بعض المتغيرات الكيميائية البيولوجية تحدث في الدماغ، وهذا التغير يحدث في مجموعة كيميائية نسميها بالموصلات أو المرسلات العصبية، والتغير الذي يحدث في هذه المنظومة البيولوجية يصعب قياسه أثناء الحياة.
إذن هذا الاضطراب الفسيولوجي أو البيولوجي يفسر أيضاً هذه الأعراض التي عانيت منها.
أما بخصوص الحسد أو السحر فلا شك أننا نؤمن بوجود ذلك، وإن شاء الله سوف يفيدك أحد المشايخ في هذا السياق، ومن وجهة نظري أن المسلم لابد أن يحافظ على عباداته وعلى صلواته وعلى الدعاء وعلى تلاوته، وأن يرقي نفسه متى ما شعر بأن علة من هذا القبيل قد انتابته، ولكن يجب ألا يكون هنالك إسراف في التفكير واعتقاد غير مؤسس بأن الأعراض سببها العين أو السحر أو الحسد فقط؛ لأن هذا يجعل كثيراً من الناس يعانون من توهمات مرضية وتبريرات لا داعي لها مما تسبب لهم إعاقات نفسية واجتماعية تكون أكثر شدة من الحالة ذاتها.
العلاج يتمثل في أن تمارس أي نوع من التمارين الرياضية، التمارين الرياضية ممتازة وتؤدي إلى امتصاص الطاقات النفسية السلبية، وتساعد كثيراً في استرخاء العضلات وطمأنينة النفس.
توجد أيضاً تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، وهذه ممتازة وفعالة جدّاً لعلاج مثل حالتك.
ولممارسة هذه التمارين يجب أن تجلس في غرفة هادئة قليلة الضوء ولا يوجد بها ضوضاء، يمكن أن تستريح على كرسي مريح أو تضطجع على السرير، فكر في شيء طيب وحدث سعيد حدث لك، ضع يديك فوق صدرك، وبعد ذلك أغمض عينيك ثم قم بأخذ نفس عميق وبطيء عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك أخرج الهواء ببطء وبشدة، ويكون إخراجه عن طريق الفم. كرر هذا التمرين خمس مرات صباحاً وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، وسوف تجد فيه - إن شاء الله – فائدة كبيرة.
توجد تمارين استرخائية أخرى كثيرة معظمها يتركز على الاسترخاء التدريجي لعضلات الجسم المختلفة، ويمكنك الحصول على أحد الأشرطة أو الكتيبات أو الـ (CD) التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين بصورة أكثر تفصيلاً ودقة.
توجد علاجات دوائية ممتازة جدّاً لحالتك، وبفضل الله تعالى توجد الآن أدوية لا تسبب أي نوع من الإدمان أو التعود أو المضار الجسدية الأخرى.
من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك توقف عن تناوله.
إذن قسَّمنا لك المراحل العلاجية إلى مرحلة بداية العلاج، ثم مرحلة تناول الجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك انتقلنا إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الاستمرار على الجرعة الوقائية والتي يعقبها التوقف عن الدواء.
بجانب الزولفت يوجد علاج آخر بسيط هو علاج دوائي مساند، يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) في الصباح، واستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
أرجو أن نكون قد أوضحنا لك التوضيح الكامل، وأؤكد لك أن حالتك بسيطة جدّاً - بإذن الله تعالى – وباتباعك للإرشادات السابقة وتناولك للدواء المطلوب وإدارة وقتك بصورة جيدة والتركيز على ممارسة الرياضة سوف يزيل - بإذن الله تعالى – كل هذه الأعراض وتعيش حياة طبيعية جدّاً.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق.
--------------
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول كيفية الرقية الشرعية: (
237993-
236492-
247326)؛ حيث أنها تفيد بإذن الله في جميع الأمراض.
والله الموفق!