أفضل دواء لعلاج الرهاب الاجتماعي
2009-03-16 12:03:19 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم في البداية على موقعكم الرائع وردودكم الرائعة على استشاراتي.
سؤالي الآن: أنا كنت مستمراً على دواء (سبرام) للرهاب الاجتماعي لمدة ستة شهور بجرعة (40 ملجم) بناءً على وصف طبيب نفسي ذهبت إليه في السابق، وقد تحسنت في هذه الفترة كثيراً لكن بقي لي بعض الأعراض التي تزعجني، وبعدها سمعت عن دواء (السيروكسات) وأنه من أفضل الأدوية في علاج الرهاب الاجتماعي، فأحببت أن أجربه على أمل أن يفيدني أكثر من (السبرام)، وقبل التوقف عن (السبرام) بدأت بأخذ حبة من (سبرام) وحبة من (سيروكسات) لمدة أسبوعين، ومن ثم أترك (السبرام) نهائياً وأستبدله بحبةٍ أخرى من (سيروكسات) حتى تصبح (40 ملجم) من (سيروكسات)، وهذا بناءً على وصفكم لي.
سؤالي: هل (سيروكسات) أفضل من (السبرام) فعلا؟ وإن كان كذلك، فهل يجب عليَّ أن أستمر على (السيروكسات) ستة أشهر أخرى؟ وهل عليّ الانتظار عدة أسابيع هذه المرة أيضاً كي يبدأ مفعول (السيروكسات) كما بالنسبة (للسبرام)؟
وهل يمكنني أن أتناول (الاندرال) أو (الزاناكس) عند الضرورة أو في المناسبات التي تشعرني بالتوتر كحفلة زواجي مثلاً؟ وكيف هي طريقة تناوله؟ وهل له آثار جانبية إذا لم يتم تناوله بانتظام (يعني فقط وقت الحاجة)؟
سؤالي الأخير: ما هو الفرق بين أدوية مثبطات استرجاع (السيروتينين) المختلفة إذا كانت كلها مثبطة لاسترجاع (السيروتينين) فأين الاختلاف؟ ولماذا بعضها أفضل من الآخر؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، جزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.
لا شك أن كل الدراسات والتجارب العلمية تشير أن (الزيروكسات SEROXAT) هو العقار الأفضل لعلاج الرهاب والخوف الاجتماعي، وهو أكثر الأدوية التي جُربت لعلاج هذه الحالة، وهنالك أدوية أخرى أثبتت فعاليتها ومنها عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس CIPRALEX) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام ESCITALOPRAM)، والذي هو مشتق في الأصل من عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس CIPRALEX) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام ESCITALOPRAM). وعقار يعرف تجارياً باسم (فافرين FAVERIN) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين FLUVOXAMINE)، أثبت فعاليته أيضاً، وكذلك عقار يعرف تجارياً باسم (زولفت ZOLOFT ) أو (لسترال LUSTRAL ) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين SERTRALINE)، وعقار يعرف علمياً باسم (فلوكستين FLUOXETINE)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك PROZAC). الآن هنالك دراسات تشير أنه فعال لعلاج الرهاب الاجتماعي، وهنالك عقار يعرف تجارياً باسم (إفكسر EFEXOR) ويعرف علمياً باسم (فنلافاكسين VENLAFAXINE) هو من الأدوية التي تعمل في علاج الرهاب الاجتماعي، ويوجد أيضاً عقار يعرف تجارياً باسم (أوروكس AURORIX) ويعرف علمياً باسم (مكلوباميد MOCLOBENIDE) يعتبر أيضاً من الأدوية المفيدة.
الطريقة التي استبدلت بها (السبرام) إلى (الزيروكسات) هي طريقة سليمة وطريقة صحيحة جدًّا.
أما بالنسبة للمدة التي يجب أن تستمر عليها في تناول (الزويركسات)، أقول لك على الأقل يجب أن تستعمله لمدة ستة أشهر على جرعة (أربعين مليجراماً)؛ وذلك نسبة لأن الرهاب الاجتماعي يتطلب مدة أطول مما كان يعتقد سابقاً - هذا حسب الدراسات الحديثة – .
نسبة الانتكاسات تقل جدًّا إذا استمر على الدواء لمدة أطول، فمن هذا المنطلق أرجو أن تستمر على جرعة حبتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الدواء بمعدل نصف حبة كل ثلاثة أشهر، وبعد ذلك من المفترض أن تكون قد تخلصت من الخوف والرهاب الاجتماعي، وللاستمرارية في التحسن وعدم الانتكاسة يجب أن تستمر على التطبيقات السلوكية التي تعتمد على الثقة بالنفس والمواجهة وعدم تجنب المواقف الاجتماعية.
بالنسبة لفعالية (الزيروكسات) لا أعتقد أنها سوف تتطلب الانتظار لعدة أسابيع هذه المرة؛ لأن السبرام يعتبر قاعدة جيدة لفعالية العلاج، ولابد أن تكون الناقلات العصبية في وضع أفضل ومهيأة لفعالية (الزيروكسات) في مدة أقصر من الحالات التي يكون فيها الإنسان لم يتناول أي علاج في السابق.
لا مانع أن تتناول (الإندرال IINDERAL) أو (الزاناكس XANAX) عند الضرورة أو في المناسبات، ولكن يجب أن تكون حذراً، ولابد أن يكون هنالك نوع من الانضباط خاصة في تناول (الزاناكس).
(الإندرال) يتم تناوله بجرعة (عشرين مليجراماً) ساعتين أو ثلاث ساعات قبل الحدث، وهو ليس من الأدوية التي تؤدي إلى آثار جانبية كثيرة، من آثاره الجانبية البسيطة هو أنه ربما يؤدي إلى أحلام مزعجة إذا تم تناوله في المساء، كما أن جرعة (ثمانين مليجراماً) أو أكثر في اليوم ربما يؤدي إلى انخفاض بسيط في الضغط، وكذلك إلى انخفاض في معدل ضربات القلب، ولكن ليس بالدرجة المخيفة أو الخطيرة.
(الإندرال) لا مانع أن يتم تناوله عند اللزوم بهذه الجرعات الصغيرة التي ذكرناها ولن تكون له أي آثار سالبة. وكذلك (الزاناكس) لا يتطلب أن يتم تناوله بانتظام، بل على العكس تناوله بانتظام سوف يؤدي إلى الإدمان والتعود ويؤدي إلى آثار انسحابية، ولكن تناوله - على سبيل المثال - مرة في الأسبوع أو مرة كل أسبوعين، هذا لن يؤدي - إن شاء الله تعالى – إلى أي آثار سلبية أو جانبية.
سؤالك الأخير وهو: ما الفرق بين أدوية المثبطات لاسترجاع (السيروتونين) المختلفة؟ إذا كانت كلها مثبطة لاسترجاع (السيروتونين) فأين الاختلاف؟ ولماذا بعضها أفضل من الآخر؟
الاختلاف يأتي من أن (السيروتونين) نفسه له سبعة أو ثمانية مشتقات، وهذه المشتقات أيضاً لها مشتقات دقيقة أخرى، والأدوية التي تعمل على تثبيط (السيروتونين) تعمل على مشتقات مختلفة، ولذا نجد أن بعضها أكثر فعالية في علاج الوساوس،والبعض الآخر نجدها أكثر فعالية في علاج المخاوف والقلق – وهكذا – أما بالنسبة لعلاج الاكتئاب فهي متساوية؛ لأنها تعمل كلها على المشتق الرئيسي (للسيروتونين) والذي يعتقد أنه هو الذي يسبب الاكتئاب النفسي.
إذن الفروقات تأتي من فعالية الدواء على مشتق معين من مشتقات (السيروتونين)، والتفضيل يأتي بلا شك إذا كان الدواء يتسلط أكثر على مشتق (السيروتونين) الخاص بالوساوس، فهنا سوف يكون هذا الدواء أفضل كما هو في حالة (الفافرين) مثلاً، وإذا كان الدواء يوجه أكثر نحو مشتق (السيروتونين) الذي يعتقد أن له دوراً في المخاوف كما في حالة (الزيروكسات) و(الزولفت) فهنا تكون الفعالية أفضل وهكذا.
ولابد أن نذكر أيضاً أن هذه الأدوية بالرغم من أنها سميت بمثبطات استرجاع (السيروتونين) إلا أنها تعمل على الناقلات والموصلات العصبية أيضاً بدرجات مختلفة، فعلى سبيل المثال (الزيروكسات) اتضح الآن أنه يعمل على الناقل العصبي المعروف باسم (دوبامين DOPAMINE)، وحتى لدرجة أقل على (النورأدرينالين).
إذن العملية لا تخلو من شيء من التعقيد الكيميائي والبيولوجي.
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.