الأسباب النفسية والعضوية لمن يعاني من قلة النوم

2009-03-31 12:51:14 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي فتاة تبلغ من العمر عشرين عاماً، لديها مشكلة تعاني منها منذ زمن طويل وهي قلة النوم، فنومها قليل أو شبه معدوم، حيث تظل يوماً كاملاً دون نوم، وإذا نامت فإنها لا تنام سوى ثلاث ساعات أو أقل.

علماً بأن أختي تعبت كثيراً، ووالدتي غضبت منها، وصارت لا تكلمها بسبب قلة نومها، وأختي من النوع القلق، فكل صغيرة وكبيرة تقلق عليها وتحمل همها، وشهيتها للأكل أصبحت ضعيفة، فساعدونا فإننا لا نستطيع أن نحتمل أكثر من ذلك.

وجزاكم الله خير الجزاء ووفقكم لكل خير.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غلا سلطان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نقدر أن صعوبات النوم مزعجة ومنهكة ومتعبة للإنسان، والنوم حقيقة لا يقاس بعدد ساعاته، إنما يقاس بكفاءته والكيفية وليس الكم هو الأهم، والإنسان حين يستيقظ من النوم ويحس أنه نشط ومُقدم على الحياة .. هذا دليل على أنه نام نوماً صحياً جيداً.

الأسباب يمكن أن تكون أسباباً نفسية ومنها القلق النفسي، والاكتئاب النفسي، وهذه من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى ضعف النوم، وهذه الابنة حفظها الله يظهر أن القلق والتوتر هو الذي قلل من نومها، خاصة أنك ذكرت أنها قلقة وأن شهيتها للطعام قد أصبحت قليلة، فهذا كله دليل على وجود القلق النفسي.

من الأسباب العضوية زيادة نشاط هرمون الغدة الدرقية، وهذا قد يحدث لبعض الفتيات، فلذا أود أن أنصح بأن يتم فحص هرمون الغدة الدرقية لنحدد مدى نشاطها، فإذا كان هنالك نشاط زائد يمكن علاج ذلك بسهولة وليس من الأمور الطبية الصعبة، هذا السبب من الأسباب النادرة ولكن لابد من التأكد منه.

يأتي بعد ذلك أيضاً سبب رئيسي وهو أن بعض الناس قد اكتسب عادات سيئة جدّاً في خصوص الطريقة التي ينامون بها، والآن يوجد علم هام جدّاً يعرف بعلم الصحة النومية، ومن متطلبات الصحة النومية والتي أرجو أن تتبعها هذه الابنة – مهما كان السبب وراء عدم نومها – هو:

(1) تجنب النوم النهاري، ولا مانع من القيلولة الشرعية والتي هي في حدود نصف ساعة إلى خمس وأربعين دقيقة.

(2) ضرورة ممارسة الرياضة، يمكنها أن تمارس أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة.

(3) يجب أن لا تتناول أيٍّ من المشروبات أو المأكولات التي تحتوي على الكافيين، يجب أن لا تتناولها بعد الساعة السادسة مساءً، ومن هذه المشروبات والأطعمة الشاي والقهوة والشوكولاتة والبيبسي والكولا.

(4) يجب أن تذهب إلى فراشها في وقت ثابت من الليل، فالبعض يذهب للنوم في الساعة العاشرة مساءً، وفي ليلة أخرى قد يسهر حتى الساعة الواحدة صباحاً، وفي اليوم الثالث يحاول أن ينام في الساعة الثانية عشرة، وهكذا، هذا ليس صحيحاً، الإنسان لديه ساعة بيولوجية وهذه الساعة إذا نظمناها ورتبناها وعودناها على نمط ووقت معين نذهب فيه للنوم هذا يسهل علينا النوم كثيراً.

(5) عليها أيضاً الحرص الشديد على أذكار النوم، فهي باعثة على الطمأنينة، ولا شك أنها تزيل القلق والأرق، وتدخل الإنسان في النوم بإذن الله.

(6) يجب أن يكون الجو في غرفة النوم هادئاً ولا يوجد فيه أي ضوضاء وإزعاج كوجود التلفيزيون في غرفة النوم، فهذا ليس صحيحاً، يجب أن يكون المحيط والبيئة التي ننام فيها هادئة بدرجة كبيرة. ويجب أن نفصل ما بين وقت النوم والنشاطات الحياتية، بمعنى أن الإنسان يحاول أن يريح نفسه على الأقل لمدة ساعة أو نصف ساعة ثم بعد ذلك يذهب إلى الفراش، فهذه نصائح هامة وضرورية وسوف تساعد هذه الابنة بإذن الله.

أود أن أصف لها عقاراً دوائياً مضاداً للقلق ومحسنا للشهية، وفي نفس الوقت إن شاء الله يساعدها كثيراً في النوم، ولا أحبذ الحبوب المنومة أبداً، لأنها قد تؤدي إلى التعود والإدمان، كما أن النوم الذي يأتي به ليس نوماً صحياً، ولكن الأدوية التي سوف أصفها لها ليست أدوية منومة ولا تؤدي إلى التعود ولا الإدمان ولكنها أدوية تؤدي إلى الاسترخاء، والاسترخاء يؤدي إلى تحسين النوم.

وهناك عقار يعرف تجارياً باسم (ريمارون Remeron) ويعرف علمياً باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، يعد هو الأفضل والأسلم، فيمكن لهذه الابنة أن تتناوله بجرعة نصف حبة ليلاً، والحبة بها ثلاثين مليجراماً، نصف حبة (خمسة عشر مليجراماً) تكفي جدّاً في حالتها، وعليها أن تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكنها أن تتوقف عن تناولها.

إذا لم تتحصل على الريمارون فيكون البديل عقارا آخر يعرف باسم تجارياً باسم (تربتزول Tryptizol) ويسمى علمياً باسم (امتربتلين Amtriptyline)، يمكن أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً (حبة واحدة) ليلاً، يتميز بأنه أيضاً فعال وجيد ومحسن للنوم ومزيل للقلق، ويزيد الشهية، فقط قد يسبب عيوبا بسيطة في الأيام الأولى، حيث إنه قد يؤدي إلى الشعور بالجفاف في الفم أو نوع من الطشاش البسيط في النظر، ولكن هذا يختفي بعد يومين أو ثلاثة.

الجرعة المطلوبة في حالتها هي خمسة وعشرون مليجراماً من التربتزول، وتستمر عليها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، وإذا لم يتحسن نومها مع جرعة خمسة وعشرين مليجراماً لا مانع أن ترفعها إلى خمسين مليجراماً (حبتين) ليلاً.

أرجو ألا تستعمل الأدوية الأخرى مثل الزاناكس Xanax أو الفاليم Valuim أو الأتفان Ativan أو اللكسوتنيل Lexotanil، نسأل الله لها الشفاء والعافية، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونشكرك على اهتمامك بأمر أختك.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net