التوتر والصداع النصفي

2009-06-11 23:28:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.
أعاني منذ طفولتي من صداع مزمن، وخاصة عندما أتعرض للشمس أو رائحة عطرية أو تبدلات الحرارة، وعندما يشتد الألم أضطر للبقاء واقفا وأضغط بأصابعي على عرقي الدم أسفل الرقبة فأشعر بتحسن بسيط، لكن الألم يبقى قوياً ولا يزول إلا باستخدام الدكلوفيناك، فما هو اسم مرضي؟ وما هي نسبة الشفاء؟ وما هو العلاج المناسب؟!



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيعاني الكثير من الناس من صداع بين الحين والآخر، ولكنه يختفي عادة بشكل تلقائي في غضون ساعات قليلة، لكن هذا الألم يمكن أن يستمر عند بعض الناس لفترة أطول مسببا انزعاجا، وقد يتركز عند مؤخرة الرأس أو على الجبهة وخلف العينين و(95%) من حالات الصداع لا تنجم عن أي مرض، كما أن هذه الأوجاع الأولية تتفاوت بشكل كبير.
هناك أنواع متعددة من الصداع، إلا أن أكثرها شيوعاً ما يلي: (صداع التوتر، صداع المسكنات، الصداع العنقودي - الألم العصبي الشقيقي -، الشقيقة - الصداع النصفي-).
وبالإضافة إلى ذلك فإنه قد يترافق الصداع مع مرض حمّوي مثل الانفلونزا، وهو عرض شائع جداً لحالات الزكام والتهابات الجيوب واضطراب الرؤية والتعرض لتيارات باردة.
هنالك بعض الأسباب الأكثر خطورة للصداع، لكنها ولله الحمد نادرة، وهي تتضمن الأورام الدماغية ( الحميدة والخبيثة ) التي يمكنها أن تسبب الصداع الراجع، والتهاب شرايين الدماغ التي تسبب ألماً نابضا مفاجئا في أحد الصدغين أو كليهما، وتشمل الحالات الأخرى الخطيرة والنادرة المصاحبة للصداع التهاب السحايا ونزف الدماغ، إلا أن هذه كلها ليست مما تشكو أنت منه.
وهناك صداعان يمكن أن يبدأ في سن الطفولة هما صداع التوتر والصداع النصفي، وسأشرح لك الاثنين:
أولاً: صداع التوتر، وهو النوع الأكثر شيوعاً للصداع، ويمكن أن يكون مؤلما باعتدال أو بشدة، ويعتقد الأطباء أن الألم ينتج عن تشنج في عضلات الفروة، ويتم الإحساس به عادة على شكل شدّ في الجبهة، غالباً ما يمتد نحو الخلف إلى الرقبة، ويصاحب هذا الصداع شيء من الغثيان لكن بدون قيء في العادة ويدوم الصداع ساعات قليلة لكنه قد يستمر في بعض الأحيان لبعض الأيام، وهو يصيب الرجال والنساء على حد سواء.
هنالك العديد من العوامل التي يمكن أن تسبب هذا الصداع، مثل الإجهاد، الضجيج، بعض أنواع الدخان، المشاكل المتعلقة بالنظر، الاكتئاب، وغالباً ما يكون ناتجا عن وضعية جلوس سيئة، وعن التحديق لفترات طويلة في شاشة الكمبيوتر.
ويستجيب هذا الصداع بشكل جيد لتقنيات الاسترخاء والمسكنات التي لا تحتاج إلى وصفات طبية، وهو يتحسن غالباً عن طريق ممارسة بعض التمارين الرياضية المعتدلة، كما أن تدليك فروة الرأس أمر مفيد غالب.
من الأمور التي يمكن أن تترافق مع حصول نوبة صداع التوتر ما يلي، وهذه يجب أن نتجنبها:
- التدخين.
- الضغط أو التعب.
- إجهاد العين.
- النشاط الجسدي أو الجنسي.
- الأوضاع غير السليمة.
- تغيير حالات النوم أو أوقات تناول الوجبات.
- الموز، الكافيين، الأجبان المعتّقة، الشوكولا، الفاكهة الحمضية، الطعام المخمّر أو المخلل أو المملح، التوابل، المواد المضافة على الاطعمة، البيتزا، الزبيب.
- تغيير المناخ أو الارتفاع أو الوقت.
- التغيرات الهرمونية التي تطرأ خلال الدورة الشهرية أو بعد سن اليأس.
- استعمال حبوب منع الحمل عند النساء.
- الأضواء القوية أو البرّاقة.
- الروائح بما في ذلك العطور، وهذه أنت تعاني منها أو الغاز الطبيعي.
- الهواء الملوث أو الغرف المكتظة.
- فرط الضجيج.
وعلاج صداع التوتر العرضي:
- التدليك أو الكمادات الساخنة أو الباردة أو الحمام الدافئ أو الراحة أو تقنيات الاسترخاء.
في حال لم تنجح هذه الوسائل في تخفيف الألم، يمكن تناول المسكنات مثل الاسيتامينوفين أو الابوبرفين أو الفولتارين.
ثانياً: الشقيقة (الصداع النصفي):
تحدث النوبات الأولى للشقيقة قبل سن الثلاثين، لكن الأطفال بعمر الثلاث سنوات قد يعانون أيضاً من هذه الحالة، ومن النادر أن يعاني المرء من أول نوبة للشقيقة بعد سن الأربعين، وعادة يقل توترات النوبة وحدتها مع التقدم في السن.
ويكون الصداع في جانب واحد من الرأس، ويشعر معظم الناس قبل بدء الصداع، إما أضواء لامعة أو نجوم أو خطوط متكسرة، وفي بعض الحالات يكون الصداع في الطرفين من الرأس ومع تنامي الإحساس بالصداع، قد تظهر أيضاً بعض الأعراض التالية: (القيء، النفور من الضوء الساطع - رهاب الضوء -، سرعة الغضب).
وهنالك بعض الأسباب التي تسبب في حدوث نوبة الشقيقة عند بعض الأشخاص منها:
- التوتر، الإجهاد.
- بعض المواد الغذائية مثل الجبنة، والشوكولاته والقهوة.
- الخمر.
- تفويت الوجبات.
- حبوب منع الحمل.
- الحيض.
- الجماع.
بعد انقضاء نوبة الشقيقة، يشعر المصاب بالرغبة في النوم، ومن غير المعتاد أن تستمر نوبة الشقيقة لأكثر من 24 ساعة، رغم أن بعض الأشخاص قد يعانون من نوبات راجعة بحيث يفصل بينها يوم أو نحو ذلك.
عند بداية الإحساس بصداع الشقيقة، يمكن للمسكنات أو العقاقير المضادة للشقيقة التي تؤثر على الأوعية الدموية في الدماغ أن تساعد في تخفيف الألم.
فمن تحليل الأعراض القليلة التي ذكرتها فإن ما يطابق ذلك هو صداع التوتر وهو يبدأ في الطفولة، ويمكن أن يستمر لمثل سنك.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net