الدورة الشهرية للمرأة وأيام التبويض وعلاماتها
2009-12-14 08:23:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب من الممكن أن أتزوج في أي لحظة، لكن معلوماتي قليلة عن المرأة، فهل من الممكن أن أعرف عن دورة المرأة الشهرية، وكم يوماً تستمر؟ ومتى تبدأ؟ وما هي أيام التبويض؟ وما هي الأعراض التي تشكو منها المرأة عند الدورة؟ وهل يجب على الزوج مراعاة بعض الأمور في أيام الدورة؟ وهل صحيح أن مزاج المرأة يصبح سيئاً عند قدوم الدورة؟
وأرجو إضافة أي معلومات أخرى ترون أنه من الضروري على أي رجل معرفتها عن المرأة، وشكراً جزيلاً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد كانت المعلومات والمعرفة حتى القرن العشرين عن الدورة الشهرية عند المرأة ما تزال قليلة جداً، حيث كانت المعلومات معدومة عن الهرمونات التي تنظمها، ومكان إفرازها، وكيفية عملها.
والاسم الصحيح للدورة الشهرية يجب أن يكون هو: الدورة الهرمونية؛ ذلك أن الدورة الشهرية هي بسبب دورة هرمونية في جسم المرأة هدفها شيئان، هما:
1- إنضاج وإخراج البويضات من المبيض لتكون جاهزة للإلقاح بالحيوانات المنوية.
2- تحضير بطانة الرحم لتكون مناسبة لتعشيش الحمل في حال حدوثه.
وما يحدث هو أن الغدة النخامية تبدأ بإفراز هرمونات تساعد في تنشيط المبيض الذي يبدأ بتطوير البويضات وإنضاجها، وهذه البويضات تبدأ بإفراز هرمونات أخرى تساعد على تسميك وتحضير الغشاء أو البطانة التي تغطي الرحم من الداخل لتكون جاهزة لاستقبال الحمل.
وعند مرحلة الإباضة عادة لا تكون قد وصلت إلى مرحلة النضج التام إلا بويضة واحدة ونادرا اثنتان أو أكثر، فتخرج هذه البويضة إلى الأنبوب الرحمي، فإن صادفت الحيوان المنوي تلقحت بإذن الله، ومن ثم تقوم بالتعشيش في الرحم في بطانته التي تكون قد ثخنت بشكل كاف.
وإن لم تلتق البويضة بالحيوان المنوي، فينسلخ غشاء الرحم عن باطن الرحم وأوعيته الدموية وتحدث الدورة الشهرية، والتي هي ليست فقط دم بل هي عبارة عن عن دم مختلط بغشاء وخلايا بطانة الرحم والإفرازات المخاطية الرحمية، وإليك بعض المعلومات والنقاط الهامة:
- الدورة الشهرية هي حالة فيزيولوجية وطبيعية وليست مرضاً أو حالة عضوية.
- تحدث أول دورة شهرية عند الفتيات عند عمر (11 - 12) بشكل وسطي.
- يستمر نزول الدم عادة من 2 - 8 أيام، وأغلبية النساء يكون عندهن ما بين 4 - 5 أيام.
- أول يوم من نزول الدم يسمى أول يوم في الدورة الشهرية ومنه نبدأ الحساب لطول الدورة، وإن طول الدورة الشهرية عند النساء هو من أول يوم نزول الدورة السابقة إلى أول يوم نزول الدورة الثانية، وعادة الطبيعي هو ما بين 24 - 35 يوما.
- تختلف كمية الدم النازلة بين النساء، وكذلك عند السيدة نفسها من دورة إلى دورة، وعادة تكون الكمية ما بين 30 - 80 مليليتر طوال أيام الدورة.
- يحرم شرعا حدوث العلاقة الزوجية في فترة الحيض، كما أن الطب الحديث أثبت أن حدوث الجماع أثناء الحيض خطر على صحة الرجل والمرأة معا.
ومن الممكن معرفة موعد خروج البويضة أي موعد التبويض إذا كانت الدورة الشهرية عند السيدة منتظمة، وذلك عن طريق طرح 14 يوماً من التاريخ المتوقع فيه نزول الدورة المقبلة ، فيكون ذلك اليوم هو يوم التبويض بإذن الله، وينصح عادة بحدوث العلاقة الزوجية يوماً بعد يوم أو يومياً إن أمكن في الفترة المخصبة، والتي تكون (قبل موعد التبويض بثلاثة أيام، وبعده بثلاثة أيام)، وذلك لأن الحيوانات المنوية تكون قادرة على البقاء حية مدة يومين.
ومدة حياة البويضة هي عادة أقصر من مدة حياة الحيوان المنوي، وهي في حدود 24 ساعة فقط، أما الحيوانات المنوية فهي عادة 48 ساعة، وأحياناً قد تعيش الحيوانات المنوية أكثر من ذلك (وقد تبقى في الأنبوب الرحمي في بعض الحالات حتى أربعة أيام وقادرة على الإخصاب).
وتشعر أغلبية النساء بعلامات تسبق قدوم الدورة، وسببها تغير في مستوى هرمونات المبيض، وهي تسمى علامات وليست أعراضا (لأن كلمة أعراض تستخدم للأمراض)، والدورة الشهرية كما قلنا ليست مرضاً وهي عادة علامات خفيفة ومحتملة مثل انتفاخ الثدي وزيادة حساسيته، انتفاخ البطن، آلام بطنية أو ظهرية خفيفة، آلام مفصلية خفيفة، تبدل في الشهية، وغالباً زيادتها، صداع خفيف أحياناً، تبدل خفيف في المزاج، وعلامات أخرى لا يمكن ذكرها كلها هنا، ولكنها وعند الغالبية العظمى من النساء تكون هذه الأعراض خفيفة أو متوسطة لا تؤثر على ممارستهن لحياتهن العادية أو لعملهن، ولا تستدعي أي علاج، ولكن وفي حالات قليلة (قد تصل إلى 4% فقط) قد تكون هذه الأعراض شديدة وخاصة الأعراض المزاجية، فيحصل تغير في مزاج السيدة، وقد تصاب بعصبية شديدة أو توتر أو أعراض اكتئاب أو غيرها، تكون من الشدة بحيث تستلزم إعطاء الأدوية المناسبة حسب الحالة.
ولكن كما قلت لك هذا أمر نادر الحدوث، وأكثر ما نشاهده في العيادة النسائية هو الآلام الباطنية التي تسبق أو ترافق الدورة الشهرية، وغالبيتها لا تحتاج إلا لبعض المسكنات البسيطة.
وبالله التوفيق.