كيفية التخلص من الخوف وقلة الثقة بالنفس

2009-12-16 21:37:49 | إسلام ويب

السؤال:
إحساسي دائماً أني ضعيفة، وأخاف أن أتكلم مع الناس، وأشعر بعد قيمتي حتى بين أهلي، فما تعليقكم؟!


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amany حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيجب أن تسألي نفسك لماذا هذا الشعور؟ لماذا تحسين أنك ضعيفة؟ لماذا تحسين أن لا قيمة لك أمام أهلك؟ هذه مشاعر سلبية ليست صحيحة.

أما فيما يخص الخوف من الكلام مع الناس فهذا ربما يكون ناشئاً من درجة بسيطة من القلق الاجتماعي أو ما يسمى باهتزاز الثقة بالذات، وأرجو منك أن تجلسي جلسة هادئة مع نفسك وتعيدي تقييم نفسك، سوف تجدين في نهاية الأمر أنك لست بضعيفة، أنك لست بأقل من الآخرين.

وعليك أن تقومي بأفعال ونشاطات تثبت ذلك، كوني مشاركة في البيت في أعماله، يجب أن تتواصلي مع أرحامك، كوني فعالة في كل ما يخص الأسرة، أعطي رأيك حتى وإن كان هذا الرأي غير سديد، ولكنه يعتبر نوعا من المشاركة.

كل ما ورد في رسالتك يدل أنك تعاني مما يسميه الأطباء النفسيون: التقدير السلبي للذات، وذات الإنسان قيمة مثل أي بضاعة أخرى مع بُعد المقارنة، والإنسان يمكن أن يقيم بضاعته بصورة جيدة أو يمكن أن يبخس من قيمتها.

فأريدك أن ترفعي قيمة نفسك، أن ترفعي قيمة ذاتك، قولي لنفسك: (هذه مشاعر خطأ، هذه مشاعر سالبة، أنا لا ينقصني أي شيء من الآخرين فلماذا أنظر إلى نفسي هكذا؟)، ونحن نناشد الناس دائماً بأن يفصلوا ما بين مشاعرهم وما بين أفعالهم وأعمالهم.

إذن: قيّمي نفسك حسب الأفعال والأعمال وليس المشاعر، هذا ضروري، فأنت مثلاً حينما تقومين في الصباح وتساعدين في أعمال المنزل وترتيب الأسرة والطهي وغسيل الأواني، أليست هذه قيمة عظيمة؟ هذه قيمة عظيمة جدّاً.

وإذا كان لديك عمل حين تذهبين إلى العمل ما هو الذي تقومين به في أثناء تأديتك لوظيفتك؟ أهذه ليست قيمة؟! قيمة كبيرة جدّاً. حين تذهبين إلى مشاركة في مناسبة اجتماعية إن كانت فرحاً أو ترحاً، هذه ليست قيمة؟! لا شك أنها قيمة وقيمة اجتماعية كبيرة.

فأريدك أن تعيدي تقييم نفسك، وأن تتخلصي من هذه السلبيات، وبعد ذلك اسعي لتطوير نفسك، وتطوير النفس يأتي بأن تضيفي أشياء جديدة لها، مثلاً إذا ذهبت إلى أماكن حفظ القرآن وتجويده سوف تضيفين قيمة جديدة لنفسك، معرفة جديدة، صدقات فعالة جديدة، قدرة على التخاطب، قدرة على التواصل.

إذا ذهبت مثلاً إلى زيارة أرحامك، خاصة الضعاف منهم، أليست هذه قيمة؟ قيمة عظيمة، وإذا بحثت عن عمل إذا كانت هناك رغبة وحاجة إلى ذلك، عمل مناسب من خلاله يمكن أن تطوري نفسك، أن تقرئي كتاباً مفيداً، وتستخلصي منه معلومات جيدة تزيد من ثقافتك ومن مقدراتك على التواصل، أليست هذه قيمة؟ هذه قيمة، فكل هذه القيم يستطيع الإنسان من خلالها أن يطور نفسه.

أما بالنسبة للكلام مع الناس، أريدك أولاً أن تتكلمي بصوت مرتفع في حدود الذوق طبعاً، وأريدك أن تنظري إلى الناس في وجوههم حين تتحدثين إليهم.

ودائماً حضري موضوعات بسيطة عن أحداث معينة عن قصة قرأتها عن معلومة طيبة من السيرة أو التاريخ، واطرحي هذه المواضيع حينما تلتقين مع من تعرفين من الناس.

لا تكوني مستمعة فقط، يمكن أن تتحدثي عن المناخ مثلاً وهذا أمر شائع يناقشه الناس، الأحداث الحياتية، الأحداث السياسية، التغيرات الاقتصادية، الشئون الأسرية، قضايا المرأة.

أشياء كثيرة يمكن للإنسان أن يتحدث عنها. فارفعي ذخيرتك من المعرفة والعلم وإن شاء الله سوف يسهل عليك كثيراً بناء المعارف والمقدرات الذاتية، وأرى أن الخوف والرهبة الاجتماعية أيضاً تلعب دوراً في أعراضك هذه، وبفضل الله توجد الآن علاجات جيدة وفعالة لعلاج مثل هذه الحالات.

هنالك دواء يعرف علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) ويعرف تجارياً في مصر باسم (مودابكس Moodapex)، فأرجو أن تتناوليه بجرعة حبة واحدة خمسين مليجراماً ليلاً، استمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسين مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء فعال وجيد ومفيد وقليل الآثار الجانبية، وسوف تجدين فيه إن شاء الله نفعاً وخيرا كثيراً، وثقي في نفسك، وأنت إن شاء الله لست بأقل من الآخرين أبداً، وكما ذكرت لك لا تحكمي على نفسك بالمشاعر، إنما احكمي على نفسك بالأفعال، وأنت لك المقدرة أن تفعلي الكثير.

ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على العلاج السلوكي للرهاب في الاستشارات التالية: (259576-261344-263699-264538)، والعلاج السلوكي لقلة الثقة بالنفس: (265851-259418-269678-254892).

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net