عملية زراعة الرئة .. مراحلها ونسبة نجاحها وفائدتها
2010-02-11 09:19:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أعاني من تليف في الرئة، ولا توجد لدي متاعب في القلب أو الكلية أو الكبد، وقد سمعت أن الشخص يبقى على قيد الحياة بعد زراعة الرئة خمس سنوات فقط، فهل هذا صحيح؟ وكم نسبة نجاح زراعة الرئة؟ وما هي مراحل العملية؟ وكم يلبث الشخص بعدها في العناية والمستشفى؟ وكم يحتاج إلى فترة نقاهة؟ وهل الزراعة تكون للرئتين أم لرئة واحدة؟ وهل تتم عملية ربط فم المعدة لمنع الارتجاع المريئي في نفس العملية؟ وما هي أعراض حبوب خفض المناعة على الإنسان وهل لها مضار خطيرة؟!
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جواهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإننا نسأل الله عز وجل أن يمن على مريضتنا بالشفاء العاجل، وبحمد الله إذا كانت المريضة لا تعاني من أي متاعب في القلب أو الكلى أو الكبد فكل ذلك من شأنه أن يأتي بنتائج طيبة؛ حيث أن هذه الأمراض المزمنة بالقلب والكلى والكبد تعد من موانع عملية الزرع.
وأما عن نسبة البقاء على قيد الحياة وتحديدها بخمس سنوات فهذا ليس صحيحاً، فالأمر يعتمد على عدة أمور، منها: خلو المريض من أي أمراض مزمنة بالقلب والكبد والكلى، وأن لا يكون طاعناً في السن، وأن لا يكون سميناً جداً أو نحيفاً جداً -أي: متوسط الوزن وجيد التغذية- وأن لا يكون مصاباً بمرض أو جرثومة أو سرطان قبل الزرع، وأن يكون مقتدراً من الناحية المادية لارتفاع مصاريف العلاج، وأن تكون حالة المريض النفسية جيدة ومعنوياته مرتفعة لتقبل الزرع، وأن لا يكون يعاني من فيروس نقص المناعة أو فيروس الكبد الوبائي، وأن يكون المريض قادراً على الامتثال لنظام ما بعد الزرع؛ لأن زرع الرئة عملية كبيرة واسعة النطاق.
وبعد عملية الزرع يجب على المريض أن يكون على استعداد لاستخدام الأدوية طوال حياته، وكذلك استمرار الرعاية الطبية والمتابعة المستمرة.
وأما عن حبوب خفض المناعة فيجب تناولها باستمرار لمنع رفض الجسم للرئة المزروعة والتي تعتبر بالنسبة للجسم كعضو غريب، ومن البديهي أن هذه الحبوب تسبب نقصاً في مناعة الجسم مما يجعله عرضة للإصابة بالأمراض والفيروسات بسهولة، ولذا يتوجب على المريض توخي الحذر وعدم مخالطة المرضى وأخذ الحذر في إعداد الطعام والنظافة بصفةٍ عامة حتى يعافيه الله ويصرف عنه انتقال الأمراض من الغير.
وقد يتطلب الأمر زرع الرئتين لبعض المرضى على حد سواء، لتحل محل الرئتين المصابتين، كما هو الحال بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التليف الكيسي، وذلك بسبب الاستعمار الجرثومي، وهو شائع في مثل هؤلاء المرضى، وإذا تم زرع رئة واحدة، والبكتيريا مستأصلة في الرئة الأخرى يمكن أن تصيب الرئة المزروعة حديثاً.
وأما عن عملية ربط فم المعدة لمنع الارتجاع المريئي في نفس العملية فأغلب ظني أنه لا يناسب الحال؛ إذ أن عملية الزرع من العمليات الكبرى ولا يجب أن نرهق الأطباء والمريض بأشياء جانبية قد تؤجل إلى ظروف أفضل.
أما عن مراحل العملية ومدة المكث في المستشفى فتكون ثلاثة أيام بالعناية المركزة، وقد يستلزم الأمر لوضع المريض على تنفس صناعي حتى تستقر حالته ثم يتم نقله للعنبر بعد ذلك ولمدة تتراوح من أسبوعين لثلاثة أسابيع، ثم تبدأ مرحلة التأهيل بالمنزل وفترة النقاهة، فهي تختلف من مريض لآخر وحسب ظروف كل عملية ومدى وجود مضاعفات من عدمه وقد تمتد إلى ثلاثة أشهر، وهذا ليس بالشيء الذي يشغلنا، فلنسلم أمرنا لله عز وجل، وندعوه سبحانه أن ييسر لك أمرك وأن يعافيك ويشفيك.
وبالله التوفيق.