علاقة شاب بعمه المسرف بالمعاصي

2003-05-05 19:40:24 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم، أنا طالب جامعي أعيش في ألمانيا، ولكن الحمد والشكر لله مواظب على صلاتي بشكل جيد وأمارس ديني بكل فخرٍ واعتزاز .
مشكلتي هي كالتالي: لي عم يسكن في ألمانيا منذ 30 سنة، ولم يكن يصلي وتزوج من امرأتين ألمانيتين ولم يكن على أساس الشرع، وقد كان يتاجر بالخمر قبل أن يذهب الله بماله، وقد هجرته امرأته قبل سنة تقريباً وأخذت الأولاد، وكنت أنا أعيش معه بعد انفصاله عن امرأته؛ لأني كنت أحاول أن أصلح أمره، لكن لم أستطع الإكمال معه؛ لأنه كان يكذب عليَّ ويسرق من مالي وبدأ يقرأ الأبراج بشكل كثيف.

حاولت أن أتكلم معه بالحسنى لكي أقنعه بأن هذا إشراك بالله عزَّ وجل، وبأن هذا لا يضر ولا ينفع ولكن لم يسمع، الآن أسكن لوحدي لأني أريد أن أحافظ على عقيدتي ولكن كنت أسمح لعمي حتى البارحة لكي يأتي إلى بيتي؛ لأنه في بعض الأحيان يصرف ماله الذي يحصل عليه من الدولة في خلال 3 أيام، وأنا أشك في أنه يقامر به والله أعلم.

البارحة وجدته جالساً عند الحاسوب في داري وهو يقرأ الأبراج، وعلماً أني قد حذرته سابقاً من فعل ذلك في بيتي، فلقد قلت له بأنه يجب عليه أن يحترم القوانين في البيت، فغضب وقال لن يأتي إلى داري مرة أخرى، وأنا الآن في حيرة من أمري، فهل يجب عليَّ أن أصله أو أقطعه وأعُتبر قاطعاً للرحم وهل علي إثم؟ أفيدوني وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
ولدي العزيز الأستاذ/ وائل    حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته    وبعد:

فإنه ليسرنا بدايةً أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك، وكم نحن سعداء باتصالك بنا، وكم يسعدنا أن تتصل بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، والله نسأل أن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من المتفوقين، حتى ترجع إلى بلادك سالماً غانماً مخلصاً عاملاً لخدمة الإسلام ورفع رايته.

ولدنا الكريم وائل! إن ما صنعته مع عمك أتصور أنه رد فعل طبيعي؛ نظراًَ لما سبق أن قمت به من نصح وتوجيه لعمك هداه الله، ولكن هذا التصرف من قبلك لا يحلك من مواصلة دعوته ما دمت قادراً على ذلك، فرجائي ألا تقطعه مهما بدر منه من تصرفات؛ لاحتمال أن تزداد حالته سوءاً، وقد يكون في وصلك له حد من انحرافاته وتقليلٌ منها، فاتصل به واعتذر إليه، وقم بإرضائه بأي طريقةٍ تراها مناسبة، ولا مانع من استقباله في بيتك إذا رغب في ذلك على طريق الزيارة، وواصل دعوته بغاية الرفق واللين.

وإذا استطعت أن تستعين بأحد من ذوي القدرة على ذلك فذلك أفضل، لعل الله أن يصلحه، ويعود إلى رشده وصوابه، واهتم بمذكراتك ودروسك، ولا تشغل بقضية عمك عن مهمتك الأساسية؛ حتى تخرج من هذه البيئة بغاية السرعة، وتعود إلى بلدك لتساهم في تطوره وازدهاره، وتمارس الدعوة إلى الله بما أوتيت من علم ومعرفة، سائلين الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net