هل سأستطيع التخلص من الأرق والقلق بدون أدوية؟

2009-04-08 12:26:03 | إسلام ويب

السؤال:
جاءني قبل فترة قلق وذهبت لطبيب نفسي وقال: إني أعاني من قلق، كنت أخاف من الأمراض والموت، وكنت أعاني من أرق، بعدها بفترة هدأت الحالة وذهب الأرق والقلق، لكن لا زال معي قليل من الوساوس، وفي أحد الأيام سافرت ولم أستطع النوم فأصابني أرق، وفررت هارباً لمدينتي التي أقطن بها وعاد لي النوم، بعدها بشهر عاد لي نفس الأرق، وبدأت أخاف من الأرق والسفر، ولكني في واقع الأمر أنام ولكن لست مرتاحاً كما في السابق، وأنا على وشك زواج، وعندي سفر، وخائف من مشكلة النوم أثناء استلقائي على الفراش، أخاف من عدم النوم ولكن أنام، وأحياناً اضطرابات وتقطع في النوم.

أنا لدي استعداد للسفر حتى لو أصابني الأرق سأقاوم، وقد استشرت نفس الطبيب عبر الهاتف وكان مستعجلاً، قال لي: لديك الخوف الوسواسي، يتوجب أن تستعمل دواء سبق وأن صرفه لي في السابق مرتين في اليوم لمدة شهر بعدها حبة لمدة شهر، أنا لا أحب العلاجات النفسية لما فيها من إدمان أو أضرار، فهل أستطيع بعزيمتي بعد الله أن أعود لطبيعتي أم سأستمر انهزامياً رغم أن لدي العزيمة والإصرار؟!

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فكما وصف لك الطبيب حالتك أنك تعاني من نوع من القلق الوسواسي، والقلق الوسواسي يؤدي قطعاً إلى التوتر والخوف والعصبية واهتزاز الثقة بالنفس، والجانب الوسواسي يتضح تماماً من تخوفك من أنك لن تنام بالرغم من أنك حين تذهب إلى الفراش ربما تنام نوماً معقولاً.

الذي أنصحك به هو أن تتجاهل هذه الأفكار، وأن تعتبرها قلقاً، وهي بالفعل قلق وهي أفكار وسواسية، وأي فكر وسواسي يعالج دائماً بالتجاهل واستبداله بأفكار مضادة لهذا الفكر، وعليك أيضاً أن تبني تفكيرك على المنطق العلمي الذي يؤكد أن النوم هو حاجة بيولوجية وما دام حاجة بيولوجية غريزية فسوف يأتي ولا شك في ذلك، أما بالنسبة للقلق فانظر إليه على أنه طاقة نفسية إيجابية تحسن من دافعية الإنسان ومقدرته على إنجاز ما يريد أن يصل إليه، وتركيزك على هذا الجانب سوف يقلل تماماً من الآثار السلبية للقلق.

نحن نعتبر القلق طاقة نفسية سلبية إذا زاد عن الحد المعقول، وكذلك الخوف، وكذلك الغضب، وكذلك الحزن الشديد، كلها تعتبر طاقة نفسية سلبية يجب أن يسعى الإنسان لاستبدالها بطاقات إيجابية مقابلة لها.

العلاج الدوائي في حالتك أرى أنه ضروري جدّاً بالرغم مما أبديته من تحفظات حيال هذه الطريقة العلاجية، وأنا أقول لك إن القلق والوساوس والمخاوف اتضح الآن أنها مرتبطة بتقلبات في مواد كيميائية في الدماغ نسميها بـ (الناقلات العصبية)، هذه الناقلات العصبية قد يحدث عدم انتظام أو توازن في إفرازها، أو يكون هنالك ضعف في الإفراز، وما دام هنالك اضطراب بيولوجي أيّاً كان طبيعته ونوعه فهذا بدون شك لا يمكن إصلاحه إلا بطريقة أو بمنهج بيولوجي، وفي هذه الحالة نعني استعمال الدواء.

وبفضل الله تعالى أنه الآن توجد أدوية فعالة وسليمة وممتازة جدّاً، وأنت من حقك أن ترتاح وأن تستريح من هذه الأعراض وأن تسعد نفسك، فأرجو ألا تحرم نفسك ويجب أن تأخذ بالأسباب، وهذا منطق شرعي متعارف عليه.

الدواء الأفضل في حالتك والذي ليس له أي آثار جانبية كالإدمان أو التعود أو التأثير على الأداء الجنسي وهكذا، هذا الدواء ليس له أي آثار سلبية من هذا القبيل أو خلافه، كما أنه لا يؤثر مطلقاً على الأعضاء الرئيسية في الجسم، العقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً، ويفضل تناوله بعد الأكل، وبعد شهر ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه المراحل العلاجية التي ذكرناها لك بالنسبة للدواء هي مرحلة البداية، ثم مرحلة العلاج، ثم بعد ذلك مرحلة الوقاية، ولابد أن يكون هنالك التزام وانضباط في تناول الدواء بالصورة التي وصفناها.

أرجو ألا تحرم نفسك من هذا العلاج، وعليك بتطبيق النصائح السلوكية الأخرى، وأنا أرى أن لديك قابلية ممتازة للتحسن؛ لأن لديك الدافعية ولديك التوجه الإيجابي بصفة عامة، وختاماً نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net