اضطرابات وساوس في كل شيء
2003-05-15 07:20:45 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أنا طالب بكلية الهندسة، أعيد السنة الأولى، أعاني من عدة اضطرابات، عندي وساوس في كل شي، العربة عند قفلها أتأكد أكثر من مرة، بعد كلامي مع أي شخص أجلس وحدي لأراجع ما قلت، وغيرها كثير، أعلم جيداً بأن شخصيتي جيدة، كما يقول لي شيخ المسجد القريب مني، والذي أحس أن الله رزقني به نظراً لافتقادي والدي رحمه الله، فهو يمدني بالثقة التي أفتقدها، نظراً لعدة ظروف أحاطت بي منذ الصغر، وإحساسي بعدم القدرة على تحمل المسئولية، لي أخٌ أصغر مني أعاني معه من اضطرابات، بالرغم من حبي له، من أكثر مشاكلي بعد وفاة والدي أني بدأت في مشاهدة بعض الأفلام الجنسية التي حتى عند عدم مشاهدتي لها تأتي لي بعض التخيلات عنها، أنقطع فترةً عن المشاهدة، وأصلي وأتقرب إلى ربي، ثم يطاردني ذنبي وإحساسي بالضعف، وأتذكر سقطاتي فأقع ثم أتوب وأقع وأتوب وهكذا، عندي إحساس أن بداخلي خير وطاقة عالية لخدمة ديني وأهلي ونفسي، ولكن إحساسي بالفشل والذنب يطاردني، فعندما أريد أن أبدأ أجد الواجبات كثيرة فلا أفعل شيئاً، دائماً أقول لنفسي: أن عقلي أصدأ.
(أود أن أخبرك بأني قرأت عدة استشارات بالموقع، وأحسست بصدق تعاملكم مع مشاكل الناس، وهذا ما شجعني على أن أطبق ما فيها، وبعد قراءتي لاستشارة الوسواس في الطهارة والذي أعاني منه أيضاً اشتريت أدوية 1- بروزاك . 2-فافرين. يوم 14/5/2003 وأخذتهم بالفعل)، فأريد أن أسألك عن أضرارهم الجانبية، وخاصة أنني رأيت في نشرتهم الداخلية عدة أثار جانبية، وأريد أن أسأل أيضاً: هل يمكنني التوقف عن أخذهم في أي وقت دون نكسات أتعرض لها؟ وأود سؤالكم بالنيابة عن شيخي عن شاب أتى إليه عنده وسواس وصل إلى التطاول على الله -عز وجل-، فنصحته بأخذ الأدوية، فقال لي أن الشاب حالته المادية صعبة، خاصةً أنه بعيدٌ عن أهله ؛ لأنه مغترب يدرس بالأزهر.
جزاكم الله كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل / أحمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً على سؤالك.
بالنسبة للوسواس القهري: فهو يعتبر من الحالات المنتشرة جداً، وهو بفضل من الله يمكن علاجه والشفاء منه تماماً.
يعتبر العلاج السلوكي مهماً جداً، ولابد أن يصاحبه العلاج الدوائي في ذات الوقت.
العلاج السلوكي لابد للإنسان أن يتدرب عليه ويواصله؛ لأنه أفضل طريقة لمنع الانتكاسات المرضية.
في مثل حالتك أرجو أن تبذل أقصى ما يمكن من جهد لتغيير التفكير السلبي لديك، وتنمية التفكير المعرفي الإيجابي، خاصةً أنك في مقتبل العمر، وأمامك إن شاء الله الكثير لتنجزه بكل نجاح.
بالنسبة لسؤالك بخصوص الأدوية: أود أن أؤكد لك أن العلاج المعروف ببروزاك وفافرين يعتبر من الأدوية السليمة جداً، وهي قليلة الآثار الجانبية، وما يكتب في النشرات الداخلية لا يحدث إلا نادراً جداً، وشركات الأدوية تقوم بتبيان كل هذه التفاصيل عن الآثار الجانبية من أجل الحماية القانونية لها، خاصةً أن قوانين الأدوية في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية تحتم أن يذكر الأثر الجانبي، حتى لو حدث لشخص واحد من مليون شخص تناولوا مثل هذا العلاج، كما أن الآثار الجانبية التي يجربها المريض في حالة البروزاك ليست خطيرة أبداً، وتتمثل في سوء الهضم في الأيام الأولى، وربما نقصان الوزن بعض الشيء، وقد يقل النوم أيضاً، وربما يسبب أيضاً ضعفاً جنسياً بسيطاً ومؤقتاً عند البعض.
أما بالنسبة لـ فافرين فكل ما يسببه هو نوع من سوء الهضم المؤقت، والذي يختفي بالاستمرار في العلاج، ويمكنك التوقف عن أخذ هذه الأدوية بدون أي آثار سلبية أو انتكاسات، ولكن مدة العلاج يجب أن لا تقل عن ستة أشهر بأي حال من الأحوال.
بالنسبة للشاب المصاب بالوساوس القهرية: يمكنه ممارسة العلاجات السلوكية القائمة على المقاومة وتحقير الوساوس، وعدم الانصياع لها، كما أنه يوجد دواءٌ مضاد للوساوس يعرف باسم انافرانيل غير باهظ الثمن، وإن كان لا يخلو من بعض الآثار الجانبية، مثل زيادة النوم، والشعور بالجفاف في الفم، ولكن هذه يمكن التقليل منها بأن يبدأ بجرعة صغيرة 25 ملجرام مثلاً لمدة أسبوعين، ثم يرفع الجرعة بواقع 25 ملجرام كل أسبوع حتى تصل إلى 100 ملجرام، ويستمر في العلاج لمدة ستة أشهر أيضاً.
وبالله التوفيق.