العصبية الزائدة لدى الطفل .. والعلاج المناسب لها

2009-06-03 13:25:54 | إسلام ويب

السؤال:
ابني عمره تسع سنوات، ولكنه عصبي جداً وسريع النرفزة، وهو توأم لأخت كثيرة الحركة، وعندما كان يبكي وهو رضيع كان يضرب رأسه بالحائط، وظروف الولادة كانت طبيعية فيما عدا أن الولادة قيصرية، وفي بعض الأحيان يضحك بمبرر لكن لفترات طويلة، وذلك عند تذكر الأفلام الضاحكة، ومستواه الدراسي ممتاز، علماً بأنه ينسى كثيراً، ونحن عائلة ليست اجتماعية، فهل هو مريض وعنده كهرباء زائدة، أم هو سلوك نفسي؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن العصبية والنرفزة لدى الأطفال كثيراً ما تحدث، وهي في بعض الأحيان تكون محاولة من الطفل لاستدرار العطف أو لشد انتباه الآخرين، أو ربما تكون ناتجة كتعبير عن الاحتجاج؛ لأن الطفل يريد أن يصل لأمر ما لم يتوفر له، خاصة إذا كان قد تطبع أو تعود على نمط معين من تحقيق متطلباته، والطفل أيضاً قد يحتج في حالة حدوث قادم جديد كمولود جديد في الأسرة، أو حين بداية الدراسة أو الانتقال من منزل إلى منزل، وهكذا.

هذه المؤثرات والروابط لا أراها سبباً في حالة من هذا، ولكن بما أنه توأم لا شك أن وضعه خاص، وأنت كما أوضحت أن الولادة كانت طبيعية، وبالنسبة أنه كان يضرب رأسه بالحائط، هذا يجعلني ألتفت لأمر واحد ضروري، وهو مستوى الذكاء عند هذا الابن حفظه الله تعالى.

ولا أقول إنه يعاني من تخلف عقلي، ولكن مثل هذا النمط من السلوك -أي خبط الرأس بالحائط والحركات الرتيبة الروتينية الأخرى- تجعلنا دائماً نكون حذرين في مستوى الذكاء لدى الطفل.

ولا أعرف إن كان قد تم تقييم هذا الابن من الناحية المعرفية، أي أن مستوى ذكائه قد فُحص وحُدد عن طريق الأخصائي أم لا، هذا ضروري أعتقد أنه يمكن أن يتم الآن، وأنا متفائل كثيراً لأنك قد ذكرت أن مستواه الدراسي جيد، ولكن ما دامت أنماط السلوك الأخرى كالعصبية وسرعة النرفزة وأنه كان يضرب رأسه بالحائط عند الصغر، وكذلك يضحك بدون مبرر لفترات طويلة، هذا من الأفضل أن نقيم من مستوى الذكاء لديه، وكما ذكرت أرجو ألا تنزعج من ذلك فأنا لا أتوقع من تخلف حقيقي، ولكن من الأفضل أيضاً أن نعرف مستوى ذكائه، هل هو ذكاء طبيعي أم أقل من الطبيعي قليلاً، أو نوع من الذكاء الحدِّي كما يسمى.

ولا أعتقد أن هناك مؤشرات أنه مريض وعنده زيادة في كهرباء أو ما يسمى بمرض الصرع؛ لأن الزيادة في الكهرباء يظهر معها التشنجات وإن كانت هذه التشنجات تختلف من طفل إلى آخر في شدتها، ولكن وجودها هو المؤشر الضروري لأن نشخص وجود زيادة في الكهرباء أو ما يعرف بالبؤرة الصرعية.

أعتقد أن سلوك الطفل هو سلوك نفسي، ربما يكون مرتبطا بمقدراته المعرفية، والذي أرجوه هو أن تلجؤوا دائماً إلى أسلوب التجاهل للتصرفات السلبية من جانب الطفل بقدر المستطاع، ومحاولة تحفيزه في نفس الوقت ومكافأته لأي عمل إيجابي يقوم به، وطريقة النجوم هي طريقة جيدة جدّاً إذا طبقت بصورة جيدة والتزام من قبل الوالدين، وهي معلومة للأسر.

من خلال هذه الطريقة نقوم بتثبيت لوحة قُرب سرير الطفل، ولأي تصرف إيجابي مهم وكبير يقوم به الطفل نعطي الطفل نجمتين أو ثلاثاً، ولكل تصرف سلبي تُسحب منه نجمة أو نجمتان، لابد أن يُشرح بدقة للطفل ما المقصود بهذا النظام الذي يقوم على المكافئة والعقاب في نفس الوقت، ويكون هنالك اتفاق معه أن عدد النجوم التي سوف يكتسبها سوف يستبدلها بهدية بسيطة في نهاية الأسبوع.. بالطبع عدد النجوم هو الذي يحدد قيمة هذه الهدية، ويجب أن تكون من الأشياء المفضلة للطفل.

أرجو أن تحاولوا أن تتيحوا للطفل الفرصة للعب مع الأطفال الآخرين بالرغم من أنك ذكرت أنكم عائلة غير اجتماعية، ولكن أن يختلط الطفل بالأطفال الآخرين هذا منهج تربوي وضروري ومهم جدّاً.

أرجو أيضاً أن يُستفاد من الألعاب التعليمية، فهنالك وسائل وألعاب تعليمية تهدئ الأطفال، وتساعدهم في تغيير هذا النمط من السلوك.

إذن: أرجو تجاهل معظم سلوك الطفل خاصة العصبية وسرعة النرفزة، هذه إن شاء الله سوف تتغير بالتجاهل، ولكن إذا فعلتم معه وكان هنالك نوع من الشدة معه هذا سوف يزيد من احتجاجه ومن عصبيته وهذا أمر ليس جيداً، فأتيحوا له أيضاً فرصة لأن يلعب رياضة مثل كرة القدم أو السباحة أو خلافه، هذا يمتص طاقات الغضب والتوتر لدى الطفل، نسأل الله له العافية، وأن يجعل ذريتكم قرة عين لكم، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net