التعامل مع الزوجة التي تخرج من البيت دون إذن
2008-06-17 11:51:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
سؤالي للجنة الفاضلة كالتالي:
زوجتي ولدت وتربت وترعرعت في بلاد الغرب، تزوجت بها منذ سنة ونحن نقيم في الغرب، تحدث دائماً بيننا خلافات بخصوص خروج زوجتي من البيت من غير إذني؛ حيث أنها تريد أن أعطيها إذناً دائماً بالخروج.
بعد عدة مشاكل لا تطاق أعطيتها ذلك الإذن، ومجدداً حدثت مشكلة أخرى في نفس الإطار: أخت زوجتي قدمت من بلد آخر لزيارة زوجتي، وأختها عرضت عليها الذهاب إلى منتجع خارج المدينة والبقاء فيها ليلتين، وقد رفضت ذلك. فما كان من زوجتي وأختها إلا أن رتبتا مستلزمات الإقامة وسافرتا بعدها إلى ذلك المنتجع رغماً عني.
حجة زوجتي أنها معتادة على السفر لوحدها حينما كانت غير متزوجة، وأود الإشارة بأن زوجتي رغم ذلك فهي صاحبة دين، فما رأيكم بهذا؟ وبماذا تنصحونني؟
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fidaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم - فإن الذي يبدو أن التربية في الغرب أثرت على سلوك زوجتك وعلى أخلاقها، لأنك تعلم أن الغرب في هذا الجانب يقدم المرأة على الرجل تقديماً كاملاً، ويجعل المرأة أولاً ويجعل الأولاد ثانياً، ويجعل الرجل ثالثاً وأحياناً قد يجعل الحيوانات قبل الرجل، وقد يجعل أحياناً الرجل بعد الحيوانات أو قبلها، وهذا مع الأسف الشديد ثمرة من التربية الفاسدة التي يربي الغرب أبناءه عليها.
وبما أن زوجتك قد نشأت وترعرعت في تلك البلاد فهي تحمل تلك الصفات - أخي الكريم - لأنها تتعلم ذلك - بارك الله فيك - في المدارس وتتعلم ذلك في المقررات وتسمع ذلك من المدرسين والمدرسات، وترى الحرية المطلقة لأبناء تلك البلاد فتأثرت بهذه البيئة الفاسدة، وكما ذكرت لك هذا يدرس في مجال التعليم وفي المقررات وهذا يلقى من المدرسين والمدرسات والمجتمع والإعلام وكل شيء يحض على ذلك، فالمرأة حرة طليقة وهي التي تملك، وهي التي تتصرف بل إن العصمة بيدها ومن حقها أن تطلق الرجل - كما سمعت - لأننا نكلمك أيضاً من بلاد الغرب، فنحن الآن في أوروبا وهذا الذي تعاني منه موجود ونعيشه ليل نهار - مع الأسف الشديد -.
أقول هذه إفرازات تربية تختلف تماماً عن التربية الإسلامية وتصرف زوجتك الأول أو الثاني أو الثالث أو الذي سيأتي إنما هي تشعر بأن هذا من حقها لأنها أصبحت الآن أمريكية أو كندية أو أوروبية وأن هذا حقها قد كفله لها القانون وكفله لها الوضع الذي تعيش فيه، ولذلك لن تكون هذه - فيما أعتقد - آخر المرات التي تخرج فيها دون الرجوع إليك، ومن هنا - بارك الله فيك - أتمنى بعد أن ترجع - جزاك الله خيراً - من هذه الرحلة - إذا كانت سترجع - إن شاء الله قريباً أو إذا كانت قد رجعت - أن تجلس معها وأن تبين لها حقك عليها من الناحية الشرعية، وأن تسمع وجهة نظرها، لأني أتصور أنها مقتنعة مائة بالمائة بأن هذا حقها، وهذا الكلام - أخي الكريم - موجود في الغرب طبيعي وهذا من حقها فعلاً وفق الأنظمة الأوروبية وهذا الضلال الذي يعيشون فيه، فالمرأة تخرج بل من حقها أن تطرد الزوج من بيته لأن البيت بيتها والأبناء أبناؤها والأموال أموالها، إلى غير ذلك مما لا يخفى عليك.
تصرف امرأتك بالنسبة لها تعتبره هي حقاً من حقوقها لن تتنازل عنه بسهولة، حتى وإن كانت صاحبة دين كما ذكرت، فقد تكون صاحبة دين في جوانب أخرى أما في هذه المسائل فلا تعرف شيئاً من الدين لأنها تعتبر نفسها كندية وهذا حق من حقوقها وما دامت هي فاضلة وعفيفة ولا تنظر لأحد ولا يتعامل معها أحد فليس من حقك أن تمنعها، فهذا تصورها - كما ذكرت لك - ولذلك أتمنى -بارك الله فيك - إما أن تجلس معها جلسة خاصة وأن تتكلم معها بوضوح وأن تبين لها ما تتمناه وما تريده منها، وأن تسمع وجهة نظرها إن اقتنعت بها فبها ونعمت وإن لم تقتنع بها فأنصح أن تدخلا بينكما أحد العقلاء أو أحد الصالحين من أهلك وأقاربك من الكبار ليحل المشكلة بينكما وليضع النقاط على الحروف، لأني كما ذكرت أني لا أتصور أن هذه هي نهاية المطاف بل هي البداية، وأول الغيث قطرة ثم ينهمر.
تلك - أخي الكريم - طبيعة مجتمعات ولابد إما أن تقبل المرأة بما هي عليه أو على الأقل أن تتوسط معها في الأمر، أما أن تريد أن تكون كالمرأة العربية في البلاد العربية، امرأة لا تخرج إلا بإذن وتعلم أن هذا من حق زوجها الشرعي ولا تدخل أحداً بيته إلى بإذنه ولا تجلس أحداً على فراشه إلا بإذنه، فهذه المسائل - مع الأسف - في بيوت كثير من المسلمين في الغرب لا وجود لها، فكان الله في عونك، ويسر الله أمرك، وأنا أنصحك - كما ذكرت - بجلسة مصارحة بينك وبين زوجتك إن وصلتما إلى حل وسط فبها ونعمت، وإن لم تستطع أن تصل لشيء؛ فاستعن بأحد الأطراف المحايدة بينك وبينها، واعرض الأمر عليه ودعها تتكلم عن وجهة نظرها، فإن عرضت عليك وجهة نظرها وكنت على استعداد لقبولها - أخي الكريم - فهذا خير وبركة، وإن لم تستطع أن تقبلها فقدم وجهة نظرك، إذا كانت مقبولة فلعل الله أن يوفق بينكما، وإن لم تكن كذلك فاعلم أن النساء غيرها كثير والله تبارك وتعالى لم يجعلها واحدة الكون أو فريدة العصر فهناك صالحات قانتات تستطيع أن تقوم بحق الزوج خير قيام ولكنها ليست في بلاد الغرب بل قد تكون في بلاد الغرب ولكنها لم تتأثر هذا التأثر الذي تأثرت به زوجتك.
رجائي أن تراعي الظرف الذي أنت فيه وأن تراعي الواقع الذي تعيشه، وأتمنى لك التوفيق والسداد، ولزوجتك الهداية والرشاد وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يجعلكما من عباده الصالحين.
وبالله التوفيق.